قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إن تأسيس جبهة وطنية لمواجهة الإرهاب، ضرورة فى هذه المرحلة الراهنة لتوحيد الصف وتهيئة الرأى العام لظروف الحرب مع الإرهاب، مؤكداً أن الجبهة ستستكمل دور جبهة الإنقاذ الوطنى، التى نجحت فى دورها ضد تنظيم الإخوان أثناء فترة حكمهم، حسب قوله. وأكد «البدوى»، فى حوار ل«الوطن»، أن الدولة ستنجح فى القضاء على الجماعات الإرهابية خلال 3 أشهر، مؤيداً مقترح تهجير أهالى سيناء المقيمين فى الشريط الحدودى، مع توفير السكن المناسب والملائم لطبيعة الأهالى وعاداتهم وظروف معيشتهم، واتهم الإخوان بالتورط فى الحادث الإرهابى الأخير، الذى وقع فى العريش، قائلاً: إذا لم يتورطوا بالتنفيذ والتخطيط، فيكفى تحريضهم المستمر. ■ ما الهدف وراء تأسيس الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب، وما الدور الذى ستؤديه؟ - الفكرة وليدة الظرف الحالى الذى تمر به البلاد، وليست فكرة الوفد، وإنما فكرة كل الموقعين على الوثيقة التأسيسية للجبهة، استدعاءً لتجربة جبهة الإنقاذ التى تأسست فى فترة تاريخية كانت مصر تحتاج فيها لوحدة الصف، لمواجهة خطر على الدولة المصرية، متمثلاً فى تنظيم الإخوان الذى كان يحكم مصر فى ذلك الوقت، هذا الخطر يتجدد الآن فى صورة إرهاب بلا قلب ولا عقل ولا دين ولا ضمير، ممول دولياً ومدعوم من بعض الدول الإقليمية، وبالتالى استدعينا روح جبهة الإنقاذ، فى تشكيل جبهة وطنية موحدة لمواجهة الإرهاب. ومجرد أن تناقشت بينى وبين زملائى، وجدت ترحيباً بالفكرة، والجبهة ستمثل كل المصريين دون إقصاء، ودورها سيتمثل فى التصدى شعبياً وسياسياً وإعلامياً للإرهاب وفضحه، وكتبنا فى الوثيقة السياسية أن مواجهة الإرهاب لا تعنى القضاء على الديمقراطية، خاصة أنه يوجد فى هذه المرحلة بعض الأصوات الإعلامية التى تطالب بالقضاء على الديمقراطية وتقول «طالما هناك إرهاب فلتذهب الديمقراطية للجحيم»، ما علاقة الديمقراطية بالإرهاب، لا يوجد علاقة بين الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان، وما يحدث من قتل وإرهاب وإجرام. وأؤكد مجدداً أن هذه الجبهة ليست فكرة شخص، وإنما فكرة المجموع الوطنى كله، ونجتمع لنبحث الخطوات الفعلية التى ستتخذها الجبهة. ■ هل سيكون هناك تواصل بين الجبهة ومؤسسة الرئاسة؟ - بكل تأكيد سنتواصل مع الرئاسة والحكومة، نحن ندعم الدولة المصرية، لأننا جميعاً صف وكيان واحد، وسننتصر معاً بإذن الله فى معركة الإرهاب. ■ ما تفسيرك لحجم الحادث الإرهابى الكبير الذى وقع فى العريش وأسفر عن عشرات القتلى والمصابين.. هل يشير ذلك إلى تعاظم قوة الإرهاب ونجاحه فى مخططاته؟ - الحادث ليس دليلاً على انتصار الإرهاب، لأننا منذ اليوم الأول ونحن نعلم أننا فى حرب مع جماعات التطرف والتكفير، وفى عهد النظام السابق، والرئيس المعزول محمد مرسى، دخل لسيناء 5 آلاف مقاتل تكفيرى لا يعرفون شيئاً عن القيم الإنسانية والأخلاقية ولا الإسلام وسماحته، دخلوا من كل بقاع العالم، ومن بينهم مصريون. ومع تاريخ 3 يوليو كنا نعلم أننا سندخل فى معركة مع هذه الجماعات، أريد ألا يحبط المصريون لأن هذا الحادث أصاب المصريين بألم شديد جداً، وحالة من الحزن واليأس، وهذا هو ما يريده الإرهاب، فالهدف من هذا التفجير أن يحبط الشعب المصرى، ويصاب باليأس ويفقد الأمل فى المستقبل. نحن فى حرب مع الإرهاب، وهذه الحرب لا بد أن يكون لها شهداء من جانب قواتنا المسلحة ورجال الشرطة، بل ومن جانب الشعب، وهناك الكثير من المدنيين الذين يسقطون نتيجة تفجيرات، لكن نحن لدينا أمل كبير، وهذا تجدد وظهر جلياً فى إقبال المصريين على شهادات الاستثمار فى قناة السويس الجديدة كمشروع وطنى، اليوم أقول للمصريين لا تفقدوا هذا الأمل، نحن فى حرب، والحرب لها ضحايا ولا بد أن نقبل بذلك، وحرب الإرهاب أشد من حرب الجيوش المنظمة، لأننا نتعامل مع مجموعة من القتلة، لديهم أسلحة لا تستخدم إلا فى المعارك العسكرية بين الجيوش، وللأسف هؤلاء القتلة مندسون وسط المدنيين، يتخذون منهم دروعاً بشرية يحتمون بها، وبالتالى لا بد من مواجهة غير تقليدية للتعامل معهم. ■ هل نحن فى حاجة لحل سياسى؟ - لا يوجد حل سياسى، كلمة حل سياسى مع من يحملون السلاح ماهى إلا «غباء سياسى». السلاح يواجه بالسلاح، عندما يتحدثون بالسياسة نجيبهم بالسياسة، لكن لا حل سياسياً إطلاقاً لهذه الأزمة، هذه مواجهة بين دولة، برئيسها وحكومتها وشعبها وقضائها وجيشها، وجماعات إرهاب لها مخططات وأفكار لا تتفق مع الدولة، وسوف ننتصر، لأنه لا يمكن لجماعة مهما بلغ تنظيمها وقوتها وحشدها وإمكانياتها وتمويلها، أن تواجه دولة أبداً، والنصر قريب، والقضاء على الإرهاب سيتم خلال 3 شهور التى أعلنت خلالها حالة الطوارئ هناك. ■ ما دورك كرئيس حزب سياسى فى هذه الفترة؟ - دورنا كأحزاب وقوى سياسية، حشد الرأى العام، وتهيئته لظروف الحرب مع الإرهاب، طالما الرأى العام ليس محبطاً ويساند دولته، فالإرهاب فى موقف ضعف وسينتهى، الخطورة الحقيقية إذا استسلم الرأى العام لليأس والإحباط، فهنا ستكون الكارثة الكبرى. ■ فى رأيك.. هل يد الإخوان تورطت فى حادث العريش الإرهابى؟ - يقيناً هم متورطون، إذا لم يكن بالفعل وبالتنفيذ والتدبير والتخطيط، فيكفى قيامهم بالتحريض المستمر.