تحية طيبة وبعد.. أكتب إلي سيادتكم هذه الرسالة اليوم شاكرا اهتمامكم بملف حرب أكتوبر المجيدة وأبطالها العظام الذين طواهم النسيان.. في عام 2009, كان لي شرف إعداد أول كتاب يحمل اسم الفريق أول محمد أحمد صادق, ذلك البطل الذي تعرض تاريخه لتشويه متعمد طوال أكثر من ثلاثين عاما, حتي إن ذكري الحرب تمر كل عام دون أي إشارة أو إشادة رغم أن حياة هذا البطل ربما كانت الأكثر إثارة بين قادة العسكرية المصرية. فعقب نكسة 67 مباشرة, كان اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية هو أول قائد عسكري كبير يصدر أوامره بضرب العدو, إذ لم تسمح وطنيته وشجاعته أن يري العدو يجمع أسلحتنا المتروكة في سيناء دون أن يتحرك. ونجح رجاله في تدمير تشوينات الذخيرة, بل والقطار الذي كان ينوي العدو استخدامه في نقل الذخيرة . وتوالت العمليات الجريئة .. وبلغ حماس الرجل إلي حد أن يوقظ أحد رجاله ليلا قائلا: لماذا تركتم ديان ينام الليلة؟ ( شهادة اللواء سعيد نصر).. وأن يترك لمكاتب المخابرات حرية العمل والقيام بالعمليات الفدائية ليتم إبلاغه فقط بعد تنفيذها (شهادة الرائد عادل ثابت). وأن يقول لأحد رجاله بعد وقف إطلاق النار في أغسطس 1970 : إن عملنا سيستمر مهما يكن (شهادة العقيد بدر الدين حامد). وبذلك كان ربما أشجع وأجرأ من قادوا المخابرات الحربية .. وشهد عهده ذروة نشاط الجهاز (شهادة اللواء إبراهيم الدخاخني). وكان رحمه الله علي يقين من حتمية المعركة, فنجده يقسم لياسر عرفات علي المصحف : والله هنحارب يا أبو عمار) عندما سأله هذا الأخير عن مرور عام الحسم بدون حرب (شهادة السفير محمد صبيح). وأما عن(موقعه في التاريخ) فيتحدد من خلال دوره البارز فى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة عقب النكسة وقيادة عملية تحريك حائط الصواريخ إلي شاطيء القناة خلال حرب الاستنزاف ودوره الحاسم في أحداث مايو 1971 ومواصلة الاستعدادات لشن حرب التحرير. د. مدحت حسن عبد العزيز... مؤرخ عسكري. ...ولأنني شرفت بالعمل لسنوات إلي جوار هذا الرجل العظيم خلال حرب الاستنزاف فإنني أثمن علي كل كلمة وردت في هذه الرسالة.. وغدا نواصل الحديث . [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله