بصراحة لاشيء يستحق البكاء عليه، فلا الحب دائم، ولا الصحة ولا السلطة ولا المال، وحتى الأوقات السعيدة تمر سريعا ! لاشيء يبقى على حاله، عليك أن تؤمن بذلك، والأهم أن تستعد له، فالحياة حافلة بالمفاجآت، والقضية ليست فيما يحدث الآن، ولكن فيما يمكن أن يحدث غدا. الكل يحاول تأمين نفسه، ولا أمان، فكل شيء وارد، وكثيرا ماتأتى ضربات لا تتوقعها، بعضها يمكن احتماله، وأخرى لا حل لها. ما تزرعه تحصده، هذه قاعدة ثابتة، ولكن لا أحد يتعظ، فالنسيان آفة البشر، والغرور قاتل، والإحساس بنشوة القوة مدمر. انظر حولك تفهم، كل شيء يتغير، الظروف تتغير والناس والأفكار وحتى المشاعر، الحياة تفرض قوانينها، ولاشيء يستمر. التغيير سنة الحياة، هناك تغيير تحبه وآخر تكرهه، الأول يدفعك للأمام، والثانى يقصم الظهر، الحياة دورات، وبعض الدورات مرعبة. ربما نظن أننا أذكياء وقادرون، والحقيقة أننا أسرى لمعطيات كثيرة، وغالبا ما تكون الظروف أقوى، وفى لحظة يحدث الانهيار. الحكمة أن نستوعب الدرس، فالدنيا دوارة، اليوم أنت هنا وغدا هناك، مهما كان ذكاؤك وقدراتك، واللعبة أشبه بالكراسى الموسيقية، ولا تعرف ما الذى يخبئه الغد ؟! مع شروق شمس كل يوم، نحن فى عد تنازلي، أعمارنا تتناقص، والنهاية تقترب دون أن نشعر، فالحياة تستغرقنا ولا وقت للتأمل. مأساتنا أن وجودنا مؤقت، والفارق بين الحياة والموت لحظة، لكننا نخطط لما يتجاوز وجودنا الزمني، نرسم مسارات لا حدود لها، وخيالنا يشطح بعيدا. والكارثة حين ننسى أننا بشر، ونتخيل أننا فوق البشر، مع أننا نخضع لنفس القانون، لا خلود لأحد، ولا دوام لشيء، وكل شيء له بداية ونهاية. تمر الأيام والسنين، ويظل الإنسان هو الإنسان، طموحه قاتل، والمصير معروف! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود