صديقى يسألنى ..كنت اعيش قصة حب هادئة لم تعش طويلا وافترقنا دون جراح، فقد كانت النهاية غاية فى النبل والترفع..كل واحد منا مضى فى طريقة دون حساب أو عتاب.. هى اختارت رفيق رحلتها كما احبت.. وانا اخترت رفيقة عمرى..وقليلا ما نلتقى أو تجمعنا المصادفة.. ولكن الشىء الغريب انها كلما رأتنى فى أى مناسبة اشعر ان مسا من الجن قد اصابها..انها تتوتر وتنزعج ولا تطيق ان ترانى وتصافحنى على استحياء حتى اننا رغم فراقنا منذ سنوات بعيدة لم نتبادل كلمة واحدة حتى ونحن نتصافح..فى بعض الاحيان تتجاهلنى وكأنها لا ترانى..لقد كبرت وانا ايضا كبرت ولكننى احيانا اشعر بانها تكرهنى ولا تطيق ان ترانى رغم اننى انسان مهذب ولا اذكر اننى اسأت اليها فى شىء كنت ومازلت احترمها..كل منا نسى الآخر ولكن تحيرنى كثيرا مشاعرها نحوى. قلت : هذه المرأة فى رأيى لها احتمالات..انك جرحت فيها شيئا..وقد كرهتك أو انها مازالت تقاوم مشاعرها نحوك فهى مازالت تحبك، وهناك احتمال ثالث انها لا تحب ان تذكر ماضيها بأى صورة من الصور، بعض الناس يفضل ان يعيش حاضره فقط ويغلق كل صفحات الماضى .. هذا الشخص ربما كان يسكن قصرا أو يعيش فى خرابة لا يهم إلا انه اشترى بيتا جديدا أحبه وعاش فيه، هذا الإنسان لا تسأله لماذا لا يذكر البيت القديم، انه قطع صلته بكل الذكريات الأليمة وغير الأليمة ولا بد ان نحترم مشاعر هذا الانسان، لقد اغلق صفحات الماضى..ولا تهتم بموقف هذه الانسانة منك حتى لا تتصور ببراءة انك مازلت تحبها ومازالت تشغل مساحة فى ذاكرتك .. والسبب فى ذلك انك دائما ترصد تصرفاتها معك، هى نسيت وانت لم تنس، هى حذفت صورتك من اجندة ايامها وانت مازلت حبيس ذكرياتك والدليل انها منذ افترقتم لم تتحدث معك مرة واحدة..دعها فى حالها تكمل حياتها مع الرجل الذى احبته واغلقت صفحات ماضيك معها..لقد ارتاحت..وانت ايضا يا صديقى يجب أن تستريح .. الماضى ليس فى كل الحالات شيئا جميلا. لمزيد من مقالات فاروق جويدة