قامت فجر أمس عناصر من القوات المسلحة التابعة الجيش الثانى الميداني، والوحدات الخاصة، بتنفيذ عمليات تمشيط ومداهمات واسعة للأوكار والبؤر الإرهابية بمناطق «الكرامة» «السبيل» و«المسمي» وقريتى «السادات» و«السلام» الملاصقة لمطار العريشجنوبالمدينة أسفرت عن ضبط 16 عنصرا تكفيريا، يشتبه فى قيامهم بإطلاق قذيفتى هاون مساء أمس الأول بالقرب من مديرية أمن شمال سيناء. وقال مصدر عسكرى أن القوات المسلحة تواصل عملياتها الموسعة منذ بدء تنفيذ خطة تطهير الحدود الشرقية مع قطاع غزة، لتصفية جيوب العناصر التكفيرية المسلحة بالمنطقة، وملاحقة العناصر المشتبه بها، وفرض سيطرتها الأمنية على هذه المناطق، بالتعاون مع الوحدات الخاصة من الأمن المركزي. كما واصلت عناصر التأمين تشديد إجراءاتها الأمنية بالكمائن ونقاط التفتيش لمنع تسلل العناصر التكفيرية والمطلوبين جنائيا، والقبض على العناصر المشتبه فى تنفيذهم عمليات ضد القوات المسلحة والشرطة. كما واصلت طائرات الهليكوبتر المسلحة والأباتشى تنفيذ طلعات الاستطلاع الجوي، وتدقيق المعلومات المتحصل عليها من الأجهزة الأمنية، وقصف عدد من الأوكار التى تتحصن بها العناصر التكفيرية وتدميرها. وأكد المصدر أن العناصر الإجرامية المقبوض عليهم اعترفوا باستهداف المقار الأمنية بضاحية السلام بقذيفتى هاون، إلا أن القذيفتين أخطأتا هدفيهما وسقطت إحداهما بالقرب من متحف العريش ما أسفر عن حدوث تلفيات بالمبنى وتهشم أجزاء من الزجاج، والأخرى سقطت على منزل بجوار حديقة الحيوان بالعريش وتسببت فى احتراق محتويات المنزل، وأنقذت العناية الإلهية افراد الأسرة مالكة المنزل، حيث لم يكونوا متواجدين به لحظة سقوط القذيفة.
وأضاف المصدر ان القذائف اطلقت من احدى المزارع بالقرب من مطار العريش، مشيرا إلى ان بقايا القذائف التى استخدمت فى العملية والتى كانت متناثرة فى موقعى الحادث مدون عليها عبارات كتائب «عز الدين القسام» الفلسطينية. وأكد أن الضربات الأمنية متواصلة ومتلاحقة على كافة المناطق بسيناء وان الحملات البرية مصحوبة بالمدفعية الثقيلة وتحت غطاء طائرات الاباتشى التى تقوم بعمليات تمشيط واسعة لجميع المزارع والمناطق الصحراوية بسيناء.
ونفى المصدر ما بثته بعض المواقع الالكترونية الفلسطينية التابعة لحركة حماس من ان أجهزة الأمن على الشريط الحدودى أطلقت النار على إعلاميين من الجانب الفلسطينى أثناء قيامهم بتصوير عمليات هدم وإزالة المنازل الواقعة على منطقة الشريط الحدودى والتى قررت السلطات المصرية إخلاءها وعمل منطقة عازلة بها، وقال المصدر أن القوات المسلحة لم تنتهِ بعد من اخلاء الشريط الحدودى بالكامل، وأن أجهزة الأمن لم تطلق رصاصه واحدة تجاههم، كما نفى المصدر قيام أجهزة الأمن بهدم أى مساجد برفح، كما ادعت تلك المواقع الحمساوية وأكد أن الصور التى بثوها فى هذا السياق مفبركة وأن الهدف منها إظهار الوضع وكأن ما يحدث فى المنطقة حرب على الإسلام وليس حربا على الإرهاب.
وفى سياق متصل اكد مصدر عسكرى بسيناء ان القيادة السياسية والحكومة وشيوخ القبائل والعواقل أعلنت رفضها الكامل لتشكيل مجموعات مسلحة من شباب سيناء تحت دعاوى المشاركة فى مواجهة العناصر الإرهابية بالمحافظة، حتى إذا كان ذلك نابعا من شعورهم بمدى الألم الذى يسببه الارهاب لأهالى سيناء، وشدد على أن حماية أمن البلاد وسيناء هى مسئولية القوات المسلحة والشرطة وفى إطار القانون، وان حمل السلاح تحت أى مسمى سيعرض صاحبة للمسئولية القانونية.
وكانت مجموعات من أبناء القبائل البدوية بشمال سيناء أعلنت فى وقت سابق عن تأسيس كتيبة مسلحة أطلقوا عليها اسم «حركة أبناء سيناء»، بهدف مواجهة الأعمال الإرهابية التى يرتكبها تنظيم بيت المقدس الإرهابي، وهو ما رفضته وحذرت منه الأجهزة الأمنية شكلا وموضوعا.
وطالب المصدر، أبناء سيناء بالمبادرة بالإدلاء بأية معلومات والاتصال والتعاون مع القوات المسلحة والشرطة لمساعدتها فى القضاء على الإرهاب بدلا من طرح نفسها بديلاً عن الجيش والشرطة .