للأسبوع الثانى على التوالى وفى إطار تنفيذ خطة مجلس الدفاع الوطنى للقضاء نهائيا على البؤر الإرهابية التى تتخذ من شمال سيناء مرتعا لها، واصلت أمس عناصر القوات المسلحة التابعة الجيش الثانى الميدانى والوحدات الخاصة تنفيذ عمليات التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإرهابية بمدن العريش ورفح والشيخ زويد بشمال سيناء لتصفية العناصر التكفيرية المسلحة، والقبض على العناصر المشتبه بها، وفرض سيطرتها الأمنية على هذه المناطق، بالتعاون مع الوحدات الخاصة من الأمن المركزي. وشددت عناصر التأمين إجراءاتها الأمنية بالكمائن ونقاط التفتيش لمنع تسلل العناصر التكفيرية والمطلوبين جنائيا، والقبض على العناصر المشتبه فى تنفيذهم عمليات ضد القوات المسلحة والشرطة. كما واصلت طائرات الأباتشى تنفيذ عمليات الاستطلاع الجوي، وتدقيق المعلومات المتحصل عليها من الأجهزة الأمنية، وقصف عدد من الأوكار التى تتحصن بها العناصر التكفيرية وتدميرها. وتمكنت قوات الأمن بمحافظة شمال سيناء، مساء أمس الأول، من العثور على عبوتين ناسفتين، وتفجيرهما بعد ان زرعهما مجهولون فى طريق قوات الجيش، حيث أكد مصدر امنى أن قوات إدارة المفرقعات بمديرية أمن شمال سيناء اكتشفت عبوتين محليتى الصنع، العبوة الاولى عثر عليها أسفل «كوبرى العريش» القريب من منطقة «أبو صقل»، واكتشفتها القوات وفجرتها بعد إحاطتها بكردون أمني، والعبوة أخرى على طريق المحاجر جنوبالعريش وتم تفجيرها. فى منطقة الشريط الحدودى ببوابة صلاح الدين، واصلت أمس الآليات والمعدات الثقيلة كسح البيوت التى تم إخلاؤها وعددها 136 منزلا بعد تفجيرها بالديناميت والتأكد من وجود أنفاق أسفلها من عدمه. وقال مصدر امنى فى رفح إن العمل بالمنطقة يتم بأقصى سرعة للانتهاء من إنشاء المنطقة العازلة، وأن جدية الدولة المصرية فى سد الثغرات الحدودية فى هذه المنطقة أصابت التنظيمات الارهابية والعناصر الإجرامية ومن يدعمونهم فى الداخل والخارج بحالة من الهلع والتوتر، ودفعتهم الى العمل بكل قوتهم على إثبات وجودهم من خلال تنفيذ عمليات يائسة هنا أو هناك. وقال المصدر إن الروح المعنوية للجنود فى المنطقة مرتفعة للغاية، وأن كل عملية ارهابية تزيدهم إصرارا على الثأر لشهداء الوطن ولكرامة المصريين، وأوضح أن العمليات فى سيناء لن تستمر لفترة طويلة، كما يروج البعض، وأن سيناء سوف تشهد فى الفترة المقبلة تنمية حقيقية وشاملة بعد الانتهاء من تجفيف منابع التطرف والارهاب. وطالب وسائل الإعلام بتحرى الدقة وعدم الانسياق وراء الشائعات أو ترديدها، والاصطفاف وراء القوات المسلحة فى حربها على الارهاب، وقال إن مصر تخوض وحدها منفردة هذه الحرب، بينما الولاياتالمتحدةالأمريكية بما لها من امكانات وقدرات تساندها 50 دولة فى حربها ضد تنظيم داعش الارهابى وبالرغم من ذلك لا تحقق النجاحات التى يحققها الجيش المصرى فى سيناء. من جانبه أكد اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى على اتصال يومى به، للتأكد من سرعة صرف التعويضات، وتوفير مكان آمن للأهالى الذين أخلوا منازلهم على الشريط الحدودي، وسرعة تقديم التسهيلات لتلك الأسر، وأشار إلى أن الرئيس وجه بالانتهاء من صرف كافة المستحقات والتعويضات لهذه الأسر ومعاملتهم معاملة خاصة لتذليل أى عوائق تتعلق بسرعة استقرارهم. واوضح أنه تم التوجيه لكافة المديريات ذات الاختصاص بتيسير إنهاء أوراق نقل الطلاب والموظفين بالمدارس والمصالح الحكومية. وقال المحافظ فى تصريحات صحفية إن هناك أطرافا داخلية وخارجية تسعى طوال الوقت الى تضليل الشعب المصرى من خلال نشر شائعات كاذبة لا أساس لها من الصحة، كما توجد قنوات وجهات إعلامية مضللة وتستهدف تخريب الشعوب العربية، وشدد على أن الأهالى يتفهمون ما تقوم به الدولة فى مواجهة أعداء الداخل والخارج، وأن الجميع يقدر الوضع الأمني، وأن أجهزة الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة تعمل بكل طاقتها على توفير كل سبل الحماية للمواطنين. وكشف حرحور عن أنه تم الانتهاء من حصر قيمة التعويضات التى حددتها اللجنة المشكلة من عدد من شيوخ القبائل وممثلين عن العائلات وبرئاسة السكرتير العام اللواء سامح عيسي، ورئيس مدينة رفح اللواء محمد إبراهيم بتقدير قيمة التعويضات للمنازل التى سيتم إخلاؤها بمنطقة الشريط الحدودى وعددها 802 منزل بمبلغ نصف مليار جنيه، بعد استبعاد المنازل التى تم اكتشاف وجود أنفاق تحتها. وقال محافظ شمال سيناء إن مركز مدينة رفح يتولى تقديم التعويضات لأهالى المناطق التى يتم إخلاؤها فى المدينة بعد التأكد من عدم وجود أنفاق، مشددا على أنه لن يتم صرف تعويضات للمبانى التى تضم أنفاقا، موضحا أن قيمتها تختلف حسب طبيعة المبانى والأرض، وصرح بأنه تم إصدار 28 شيكا ل25 أسرة بإجمالى 8 ملايين و45 ألف جنيه، وأن تعويضات قيمة سعر المنزل تتم بعد دخوله بخطط هدم المنازل لاكتشاف وجود أنفاق من عدمه. وشدد على أن ما يتم حالياً فى رفح هو عملية إخلاء طوعى برضاء السكان وليس تهجيراً، وقال أن السكان أخلوا منازلهم للمنفعة العامة بهدف حماية المدنيين والقضاء على الإرهاب، وأن الأهالى يتقبلون القرار الخاص بنقلهم إلى مناطق بديلة بكل تفهم وأنهم يدركون أن مصلحة مصر أهم وأغلى من أى اعتبارات أخري. من ناحية أخرى اكد الشيخ يحيى ناصر من الشيخ زويد ان اعداد العناصر التكفيرية بسيناء والتى تقوم بالعمليات الارهابية تتراوح مابين 2000 و2500 إرهابى قضى الجيش على اكثر من 60 % منهم، لكن القضية الحقيقية والتى ليس لدينا معلومات كافية عنها هى عدم معرفة اعداد الافراد الذين تسللوا من القطاع الى سيناء وتسليحهم. واضاف ان التكفيريين بشمال سيناء وحدهم يمكن القضاء عليهم فى مدة لاتتجاوز الستة اشهر بينما اعداد المتسللين هى الأهم والأخطر. وأضاف الشيخ سليم سالم من رفح أن أعداد العناصر التكفيرية بسيناء ليست كبيرة، لكن المشكلة فيما انضم اليهم من الجانب الآخر ومدى تسليحهم ،مشيرا الى ان الجماعات الإرهابية الموجودة بسيناء كانت تعتمد فى التفجيرات على مخلفات الحروب السابقة وجمع مادة «تى ان تي» واستخدامها فى التفجير وهذه المادة المجموعة كان اداؤها ضعيفا جدا نظرا لتعرضها لعوامل التعرية وبطء مفعولها لكن الكارثة الكبرى تتمثل فى الامدادات الخارجية والتسليح ونوعيته التى تأتى من خارج البلاد فيما يتوقع ان تستمر الحرب على الارهاب بعد غلق الانفاق وحصار الارهابيين بسيناء الى مدة لاتتجاوز 7 اشهر.