كشفت صحيفة «صنداي تلجراف» البريطانية أمس أن الحكومة البريطانية تستعد لإصدار أوامر ببدء إجراءات لوقف أنشطة جماعة »الإخوان« الإرهابية في بريطانيا، وعلي شبكة من الجماعات والمنظمات الإسلامية لاتهامها بإشعال التطرف في البلاد وعبر أنحاء العالم العربي أيضا. وقالت الصحيفة في تقرير كتبه كل من روبرت مينديم وروبرت فيركيك ونشرته علي موقعها الإليكتروني إن تقرير مراجعة أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية في بريطانيا، الذي طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إعداده عن نشاط الجماعة في بلاده، سيؤكد وجود صلة بين الجماعة و60 منظمة خيرية وجماعة، بل وحتي محطات تليفزيونية تعمل داخل المملكة المتحدة ، وأن الجماعة هي المسئولة عن انتشار الأيديولوجية المتطرفة التي شجعت التكفيريين البريطانيين علي الذهاب إلي سوريا والعراق للقتال مع تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت الصحيفة أن مصدرا مقربا من التحقيق في أنشطة الإخوان ذكر أن التقرير - الذي انتهي إعداده لكنه لم ينشر بعد - حدد وجود »شبكة عنكبوتية معقدة بشكل غير معقول« يشمل 60 منظمة في بريطانيا، من بينها جمعيات خيرية ومراكز أبحاث ودراسات، بل وحتي قنوات تليفزيونية، كلها علي صلة بجماعة الإخوان، وأضاف المصدر نفسه أن كل هذه المنظمات والجهات ستخضع من الآن فصاعدا للتدقيق. وكشفت الصحيفة أن السير ريتشارد ديرلوف الرئيس السابق لوحدة «إم آي 6» المخابراتية، وهو مستشار للجنة إعداد التقرير - وصف الجماعة بأنها «منظمة إرهابية» عكس الادعاءات التي حاول مسئولو الجماعة المقيمون في بريطانيا طوال الفترة الماضية بأن أنشطة جماعتهم لا تدعو للعنف، وتسعي فقط لإقامة نظام حكم إسلامي من خلال التحول الديمقراطي، بل وزعمت هذه القيادات الإخوانية أيضا أن الجماعة الإرهابية تدين الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش. كما أشارت الصحيفة إلي أن التحقيق الذي شاركت في إعداده الأجهزة الأمنية البريطانية أجرت أيضا تحقيقات في الشبكة المرتبطة بجماعة الإخوان في الخارج، ونقلت عن أحد الخبراء قوله إن الجماعة تعمل الآن من خلال ثلاث قواعد رئيسية في العالم هي : لندن واسطنبول والدوحة ، في إشارة إلي التنظيم الدولي. ونوهت الصحيفة إلي أن يوسف القرضاوي الذي يقيم في قطر منذ 30 عاما يوصف بأنه القائد الروحي للإخوان وسبق منعه من دخول بريطانيا عام 2008 بعد اتهامه بعدة اتهامات في بريطانيا. وقال الدكتور لورينزو فيدينو الذي عمل مع مسئولي التقرير الذين رأسهم السير جون جينكينز سفير بريطانيا لدي السعودية أكد أنه «بات من الواضح أن الإخوان لديها العديد من النقاط السوداء ، التي تتراوح ما بين كونها ترتبط بعلاقات غامضة مع العنف ، ونهاية بتأثيرها علي حالة التناغم الاجتماعي في بريطانيا». وأضافت الصحيفة أن الحكومة البريطانية لن تتخذ علي الأرجح - بعد نشر التقرير - قرارا بحظر جماعة الإخوان، ولكنها ستتخذ مجموعة من الإجراءات من بينها : التحقيق في الأنشطة اخيرية والتي تمثل فعليا «جبهات» لأنشطة الجماعة، والتحقيق في طرق تمويل الجماعة وصلاتها بالجماعات التكفيرية في الخارج ، ومنع رجال الدين المرتبطين بها من دخول بريطانيا وحضور المؤتمرات بها، وخاصة أولئك القادمين من دول مثل قطر أو تركيا.