"أين هؤلاء الشباب؟ أين أخفيتموهم؟ أعيدوهم لنا أو قولوا لنا أين هم أحياء أم أموات؟ وما الذي اقترفه بعضهم كي يكون مصيرهم القتل أو الدفن أحياء في مقابر جماعية؟".. أسئلة حائرة خرجت من آلاف الأسر من الأسر, الذين جمعتهم قلوب يملؤها الحزن و الحسرة وأعين تفيض بالدموع. بحثا عن إجابة بعدما اجتاحوا شوارع عدة مدن مكسيكية, وكلل منهم يحمل صوره لأحد أبنائه أوأشقائه أو ذويه, مطالبين بمعاقبة كل من تورط في خطفهم وقتلهم, وتعلن عن فشل الجهاز الأمنى في ظل الرئيس الحالي إنريكي بينا-نيتو في الحفاظ علي أمنهم. وقد اندلعت تلك المظاهرات عقب العثور على 4 مقابر جماعية في عدد من ضواحي بلدة أجوالا المكسيكية، عقب القيام بعمليات بحث مكثقة, أمرت الحكومة المكسيكية بإجرائها بحثا عن 43 طالبا , فقدوا منذ 27 سبتمبر الماضي, في مدينة اجوالا، التي تضم 140 ألف نسمة وتبعد نحو 120 ميلا جنوب العاصمة مكسيكو سيتي. كانت المدينة قد شهدت حوادث إطلاق نار أودت بحياة ستة أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح، أعقبها فقدان ال 43 طالبا, كانوا يتابعون دراستهم في مدرسة ايوتزينابا بولاية جويريرو, وكان من المقرر أن يتوجه هؤلاء في ذلك اليوم المشئوم، مع عشرات آخرين من المدرسة ذاتها الى ولاية اجوالا التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن مدرستهم للمشاركة في مظاهرة احتجاج على التمييز في العمل ضد معلمي المناطق الريفية وعدم حصولهم علي حقوقهم. طبقا لما ذكره شهود العيان، فضلا عن تحقيقات الشرطة، فقد تم إطلاق النار على حافلات الطلاب من قبل عدد من الملثمين الذين تبدو هيئتهم أنهم ينتمون لإحدى عصابات المخدرات, كما ذكر شهود العيان أن الناجين، سحبوا إلى شاحنات الشرطة قبل اختفائهم. وقد اوقفت الشرطة 22 ضابطا للتحقيق بشأن صلتهم باطلاق النار على الطلبة وإخفائهم. وقد ذكر أحد الناشطين الحقوقيين لصحيفة "واشنطن بوست" أن تلك المدينة تسيطر عليها عصابات المخدرات وتتواطئ معها بعض عناصر الشرطة. وبعد اكتشاف ثمان وعشرين جثة متفحمة في مقبرة جماعية قرب مدينة اجوالا، والتى يعتقد أنها تعود للطلاب, وإعلان سلطات ولاية جيريرو اكتشافها مقابر جماعية عثر بداخلها على جثث وبقايا بشرية, فقد اجتاح الغضب شوارع المكسيك.. حيث تسببت حرب عصابات المخدرات في سقوط العديد من الضحايا من الشباب، وأغتالت شباب في عمر الزهور حيث أودت بحياة نحو 80 ألف شخص في المكسيك منذ عام 2006.. وكلما يأتى رئيس يتعهد بمحاربة تلك العصابات ورؤسائها, ولكن النتيجة سقوط المزيد والمزيد من القتلي من المدنيين الأبرياء , الأمر الذي يشير إلى أن أستفحال أمر تلك العصابات لم يأت من فراع بل من تواطؤا عناصر الأمن بل والعمل معهم في بعض الأحيان.