حالة جميلة من الوفاء لأبطال النصر طافت ببلادنا منذ بداية أكتوبر الحالى جعلته مختلفا ، فأحتفال الشعب بذكرى أنتصار أكتوبر كل عام كان يبدو روتينيا ، اما ما يحدث هذا العام فجديد ، حتى أن الشباب على صفحات الفيس بوك يتشاركون صور وحكايات أبطال أكتوبروسيرهم العسكرية المشرفة . ومشاركة منى فى تلك الحالة الجميلة ، وددت أن أزيح غبار النسيان عن بطل شاب أحب مصر ومات من أجلها رغم أنه ليس مصريا ولا من أبطال حرب أكتوبر ، لكنه من أبطال حرب أخرى هى حرب العدوان الثلاثى على مصر . كثير من الناس لايعرف أن "جول جمال" ليس سوى أسم أحد شوارع منطقة المهندسين بمحافظة الجيزة بينما لم يسأل أحد نفسه لماذا يسمى شارع باسم كهذا ؟! جول جمال هو ملازم أول سورى الأصل ولد بأحدى قرى مدينة حمص الجميلة لأب يعمل طبيبا بيطريا ، تعلم الصغير بمدارس مدينته حتى تخرج بالكلية البحرية ، بعدها تم أرساله إلى مصر فى بعثة عسكرية لأستكمال دراسته بها ، فى غضون ذلك حدث العدوان الثلاثى على مصر وكان الهجوم بقطع حربية متطورة من فرنسا وأنجلترا وإسرائيل ، أصدرت القيادة فى مصر وقتها أوامرها للقوات البحرية بالتعامل مع تلك القطع البحرية وتدميرها ، بالفعل تحركت قواتنا البحرية فى إتجاه القطع الحربية المعادية لكن تم إستثناء الملازم أول جول جمال وضابط أخر أسمه "نخلة سكاف" من الهجوم بأعتبارهم أجانب ، لأنه وفقا للوائح العسكرية لايجوز أشتراك أجانب فى العمليات الحربية التى تقوم بها القوات المصرية ، لكن مع إصرار الملازم جول جمال وتقدمه بعدة طلبات لرئيسه وقتها القائد جلال الدسوقى تمت الموافقة على اشتراكه بالتصدى للعدو هو والضابط السورى نخلة سكاف . وفى ليلة 4 نوفمبرعام 1956 خرج الملازم أول جول جمال ضمن ثلاث زوارق لمهاجمة القطع البحرية المعادية ، بالفعل نجح الضابط الشاب فى تعطيل أحداها وهى المدمرة البحرية الفرنسية " جان بارت" والتى كان يطلق عليها "فخر البحرية الفرنسية" وأغرقها قبل أن يستهدفه طيران العدو ويقتله هو وأغلب أبطال المهمة . رحل البطل الشاب ، لكن بقيت كلماته تزين كتب التاريخ حين قال لقائده وهو يرجوه أن يحارب مع الضباط المصريين : " أنا لا أرى مصر وسوريا بلدين بل أرى بلدا واحدا " . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل