ملعب ستامفورد بريدج فى ديربى لندن بين تشيلسى والارسنال والذى انتهى بفوز البلوز بهدفين نظيفين أول من أمس، بالجولة السابعة من الدورى الانجليزى شهد حادثة فريدة من نوعها بالشوط الأول بين البرتغالى جوزيه مورينيو المدير الفنى لتشيلسى ونظيره الفرنسى فينجر مدرب الارسنال عندما قام الأخير بدفعه من صدره عقب الكرة المشتركة التى حدثت بين جارى كاهيل (تشيلسي) والبكيس سانشيز (ارسنال) وهو ما جعل حكم المباراة يتدخل لانهاء الموقف المتأزم بينهما. وقد أفردت الصحف العالمية تلك الدفعة بين الكبيرين فى أشهر ديربى بالكرة الانجليزية فى ظل الحرب الكلامية التى دارت بينهما قبل المباراة والتصريحات النارية منذ الموسم الماضى عندما أعلن مورينيو ووصف غريمه التقليدى بانه »متخصص بالفشل« ورفض مورينيو الاعتذار لفينجر وهذا الصراع الممتد بينهما منذ عام 2005 أى ما يقرب من 10 سنوات كاملة وهذا الصراع ليس جديدا حيث وصف مورينيو فينجر ب «الجار المتطفل« الذى يمسك بمنظار ليتجسس على ما يحصل فى بيت جاره، وكان يقصد آنذاك أرسن فينجر الذى جاء رده قويا للغاية فبعد أن هدده بملاحقته قضائيا على تصريحاته السابقة قال عنه »إنه رجل لا يحترم الآخرين ومنفصل عن الواقع عندما تعطى النجاح لبعض الأغبياء فان هذا يجعلهم أكثر غباء«. وحرب التصريحات منذ عام 2005 لم تتوقف بينهما فالبرتغالى مورينيو وصف نفسه بانه »مدرب عظيم« لأنه فاز بدورى أبطال أوروبا، مؤكدا عدم استحقاق فينجر هذا الوصف لأنه لم يقر بهذا اللقب الكبير وتلك السلسلة لن تنتهى أبدا بينهما مادام التنافس موجود. لقاء أمس الأول هو اللقاء رقم 12 بينهما، وفاز مورينيو 7 مرات وتعادل 5 مرات ولم يحقق فينجر أى انتصار بل سجل تشيلسى فى شباك الارسنال 21 هدفا مقابل 6 أهداف لغريمه التقليدى معلنا تفوقه المطلق على فينجر. وعقب ما حدث أمس الأول، ونقلا عن وكالة الأنباء الاسبانية، قال مورينيو بإنه ذهب للضغط على الحكم من أجل إشهار البطاقة الحمراء ضد سانشيز، مشيرا إلى أنه لا يعتقد أن هذه صورة أرسين فينجر الذى يدعو دائما إلى اللعب النظيف. أسباب العداوة عندما حقق أرسنال لقب الدورى الانجليزى فى موسم (2003/2004) من دون أن يخسر مباراة واحدة وكان يضم فى صفوفه أسماء كبيرة مثل تيرى هنرى وروبيرت بيرنس ووصفت الصحافة الانجليزية وقتها الفريق اللندنى ب »الفريق الذى لا يقهر« وفى الموسم التالى تعاقد تشيلسى مع البرتغالى جوزيه مورينو خلفا للمدرب كلاودو رانييرى وجاء تعاقد تشيلسى مع مورينيو بعدما فاز مع بورتو بقلب دورى أبطال أوروبا وفى الموسم الأول له مع تشيلسى (2004 2005) استطاع الفوز بقلب الدورى ومن يومها لم يفز ارسنال بقلب الدوري، ومن هنا بدأت المصادمات بينهما وزادتها صفقة أشلسى كولى بعدما اقنعه مورينيو بالرجل لتشيلسى مما زاد من حدة الخلافات، خاصة أن شخصية مورينيو تقتضى انتقاد كل من ينافسه فقد باتت الأمور بينهما متأصلة وكان فينجر مضطرا للدخول فيها. مورينيو ينتمى إلى مدرسة مختلفة عن فينجر فالأول وهو مورينيو يرى فى اللعب مسألة حياة أو موت على طريقة المدرب الاسطورى لليفربول رابيل شانكلى ويرى أن أى أسلوب ممكن أن يفعله من أجل تحقيق الفوز والنجاح، كما أنه أكثر مرونة تكتيكية وأكثر واقعية ولا يمانع من التصادم مع الخصوم وانتقادهم بشكل لاذع خارج عن المألوف وهى حرب نفسية يشنها، أما فينجر فيوصف بالمدرب الحريص على المتعة ولكنه لا يملك المرونة التكتيكية والواقعية التى يتحلى بها مورينيو. ويميل جوزيه إلى عدم منح فرص أخرى للاعبين الذين لا يعطونه مايريده فهو غير متسامح ابدا على عكس فينجر المعروف عنه تسامحه مع اللاعب، فى حين يرى أيضا مورينيو أن الألقاب هى معيار النجاح الوحيد لكرة القدم وهو ما جعله يصف فينجر ب »الفاشل« فى حين الفرنسى فينجر إن بناء فريقه وجعله ضمن النخبة هو مصدر النجاح الحقيقى مما يجعل مهمته مع ارسنال ناجحة.