اليوم السادس من إكتوبر السنة 1973الساعة الثانية ظهرا .. إنها لحظة الإنتصار والعزة والكرامة .. الإنتصار الذى هز العالم كله ومازال يدرس فى أعرق الأكاديميات العسكرية العالمية هذا العبور العظيم الذى غير مجرى التاريخ لم يكن إلا صفحة ناصعة البياض من صفحات شعب يمتلك إرادة قوية وعزيمة صلبة وعندما يريد ويقرر فإنه يستطيع صنع المعجزات كما فعلها فى حرب إكتوبر .. ملحمة العبور العظيم هى إنتصار للعسكرية المصرية والجندى المصرى الذى هو خير أجناد الأرض ، وإنتصار للشعب بكل فئاته وطوائفه حيث تعانق الهلال مع الصليب وشكلا معا أفضل صورة لحب تراب هذا الوطن ،المرأة لعبت دورا كبيرا كما كانت فى كل اللحظات الصعبة عبر التاريخ .. وعندما تحتفل مصر هذه الأيام بإنتصار إكتوبر المجيد فهى تعيد وتحفظ ذاكرة الأمة وتستلهم من ماضيها العريق ليكون دافعا لإنتصارات أخرى فى المستقبل بعد أن هزت العالم أيضا بثورتين عظيمتين أعادتا للشعب قوته وحريته وإستقراره ولايمكن أن ننسى دور الفن والإعلام فى إنتصار 73 حيث كانوا على خط الجبهة فى كثير من الأوقات وعاشوا الذكريات والمواقف بحلوها ومرها حتى تحقق النصر هذه الذكريات يرويها لنا نجوم الفن والإعلام فى هذه المتابعة لإحتفالات الشعب المصرى بإنتصارات إكتوبر العظيمة
آمال فهمى: عدت بعد غياب بأولى حلقاتى من فوق خط بارليف الإذاعية الكبيرة آمال فهمى قالت: لدى ذكريات لا أنساها أبدا عن حرب أكتوبر حرب الكرامة والعزة والنصر.. فبالرغم من أننى كنت مبعدة خلال هذه الفترة عن ميكروفون الإذاعة وتم منعى وقتها من العمل كمديرة لإذاعة الشرق الأوسط وكنت بعيدة عن الميكروفون حتى أعادنى الرئيس السادات إلى العمل عام 1975 إلا أن تلك الذكريات هى أحب اللحظات والمواقف إلى قلبى. وكنت أحترق وقتها لأننى بعيدة عن الميكروفون ولذلك فأول حلقة قدمتها بعد عودتى من برنامجى «على الناصية» كانت من على خط بارليف ورأيت أننى بذلك أشفى غليلى، وكانت مقدمتى فى الحلقة مختلفة وغريبة أثنى عليها كثيرون فى مقدمتهم الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس وأتذكر أننى ذكرت فيها قائلة: لم أكن موجودة أمام الميكروفون يوم 6 أكتوبر وكنت مبعدة رغم أنفى وأستأذن المستمع أن تكن حلقتى الأولىعبارة عن إحتفالية خاصة لتسد الشوق الذى كنت أشعر به والآن أعبر عن فرحتى من على خط بارليف. فهمى عمر : كنت فى نادى الترسانة لمتابعة مباراة المحلة الإعلامى القدير فهمى عمر أكد ان يوم العبور العظيم هو من أفضل أيام حياتى وحياة كل مصرى هذا النصر أعاد لمصر وشعبها العزة والكرامة حتى يومنا هذا ولولا هذه الإنتصار ماكان هناك سلام ويضيف أما لحظة يوم النصر ولحظة العبور فكنت فى نادى الترسانة حيث مباراة الترسانة والمحلة فى بطولة الدورى العام وكانت فى شهر رمضان وكانت المباريات وقتها تقام الواحدة ظهرا حتى يلحق الجميع بالإفطار فى منزله ولم تكن هناك أضواء كاشفة لإقامة المباريات ليلا ونحن نتابع المبارة وفجأة صاحت الجماهير فى الملعب رغم أن المباراة تسير بشكل طبيعى ولايوجد أى شيئ يجعل الجماهير تهتف وتلوح بعلامات النصر وبعد لحظات عرفنا أن جماهير الدرجة الثالثة تابعت خبر النصر عبر الراديو وتم إلغاء المباراة خرجت الجماهير للإحتفال وسط فرحة عارمة فى الشوارع والميادين وذهبت أنا للإذاعة لمتابعة مايجرى ومكثت أكثر من عشرة أيام متتالية فى الإذاعة شبة إقامة دائمة ويضيف إذا كان الجيش المصرى قد حقق المعجزة فإن الإذاعة شاركت ببرامجها الحية وأغانيها الوطنية حتى أن لى قريب كان وقتها فى الحرب وعندما قابلته قال لى ان برامج الإذاعة وأغانيها الوطنية كانت لها أكبر الأثر فى بث روح الإقدام والشجاعة ورفع الروح الوطنية ويقول كما فتحت الإذاعة إستوديوهاتها من أجل إنتاج أغانى وطنية وكانت أولها أغنية على الربابة كلمات عبد الرحيم منصور ولحن بليغ حمدى وغناء وردة الجزائرية ومنها أيضا أغانى عبرنا الهزيمة وبالأحضان وغيرها ويضيف ماأشبة اليوم بالبارحة فبالأمس إنتصرنا وحققنا المعجزة فى إكتوبر 73 وهزمنا العدو ومصر اليوم تنتفض جيشا وشعبا لكى تقضى على التخلف والجهل والإرهاب وتقيم المشروعات وترسم مستقبلها مع رئيس مقدام وشجاع يعمل بكل جهد وتفان ويقول يد واحدة لاتصفق ولابد أن تصفقوا معى من أجل مستقبل هذا الوطن العظيم ويضيف مازال نصر اكتوبر يحتاج الى إنسان ملهم يكتب ملامح تتمثل فى دراما تحكى تفاصيل النصر ونحن أيضا فى حاجة الى فنون لرسم صورة العبور سواء فى السينما أو النتحت أو الجرافيك حتى تكون توثيق للأجيال القادمة لأن أيام الوطن الخالدة ومنها إنتصار العاشر من رمضان تستحق أن نوثقها بكل أنواع التوثيق مهما كلفنا ذلك من أموال وجهد يسرى الجندى : كنت أعيش مع مسرحية على الزيبق الكاتب الكبير يسرى الجندى سمع نبأ العبور وهو يشاهد عرض مسرحية على الذيبق من إخراج عبد الرحمن الشافعى وبطولة فرقة مسرح السامر ويقول ان هذه المسرحية كانت تتحدث عن قوة الشعب المصرى وانه لن يرضخ للهزيمة وسيحقق النصر فى أى وقت وكأننى كتبت المسرحية لإنتصار اكتوبر رغم كتابتها قبل الحرب بفترة كبيرة وهو دور مهم للفن عندما يكون الكاتب أى كاتب مهموم بقضايا الوطن ويضيف عندما سمعت خبر النصر تركت العرض والكل بدأ فى الإحتفال والتهنئة ويضيف تم إستدعائى للحرب كجندى حيث كنت على قوة الإحتياط وفعلا ذهبت للمنطقة العسكرية التى إستدعتنى فى الجبل الأحمر وبعد التحرك تم إيقاف الحرب وأعلنت الهدنة ويؤكد أنا شاركت فى الحرب فنيا قبل أن تنطلق شرارتها والكتابة نوع من المقاومة ورفع الروح المعنوية ومقاومة فكرة الإستسلام كما تعرضت لها فى أكثر من عمل منها حكاوى زمان وهى مسرحية للمخرج عبد الرحمن الشافعى أيضا وتعرضت للحرب أيضا فى مسلسل ناصر للمخرج باسل الخطيب وبطولة مجدى كامل ولقاء الخميسى وإذا كان العمل قد إنتهى بموت الرئيس عبد الناصر إلا ان المسلسل تعرض للإستعداد للحرب وبناء الجيش وحرب الإستنزاف التى كانت إستعداد لحرب إكتوبر حتى أعلن الرئيس الراحل أنور السادات الحرب وإنتصرت مصر أعظم إنتصار ويقول لم نستطع حتى الأن تقديم أعمال فنية ضخمة عن هذه الحرب التى لايمكن تجسيدها إلا عن طريق السينما لأن الدراما والمسرح لن يستطيعا تقديم أعمال مثل السينما التى يجب أن يكون لها دور فى كل الأحداث الهامة فى مسيرة الوطن وللأسف من الصعب إنتاج أعمال فى الوقت الحالى عن نصر اكتوبر حيث تغيرت الأسلحة وتقنيات التسليح والإستراتيجيات العسكرية التى كانت موجودة أثناء الحرب قد إنتهت تقريبا مع التسليح الحديث وأيضا التكاليف الباهظة التى تتطلبها هذه الأعمال ويقول يجب أن نحتفل بالنصر كما يجب أن يكون وليس ببعض الأغانى والإحتفالات الضعيفة نحتاج الى خطة متكاملة لكيفية إعادة إنتصاراتنا السابقة لتكون للحاضر والمستقبل نبراثا وقيمة للشعب المصرى والعربى نادية لطفى : تعرضت للإغماء لحظة سماع خبر العبور عاشت الفنانة القديرة نادية لطفى لحظة سماع خبر الإنتصار بين الحياة والموت وتقول عندما سمعت خبر العبور لم أصدق وإنتابتنى حالة من الهيستريا وتعرضت للإغماء بصورة كاملة حتى أن من كانوا حولى فى هذه اللحظة أرادوا أن يشدوا من موقفى فأصبحوا يحلفون لى بالقسم اننا إنتصرنا وأنا فى غير وعى وتضيف أن موقفى هذا كان بسبب حرب 67 التى كانت معظم أخبارها غير دقيقة ولذلك لم أصدق أحد إلا بعد ساعات طويلة من العبور وبعد أن تأكدت تماما من صحة الخبر وبدأت أعود للحياة وأتفاعل مع الشعب فى فرحته وتضيف أن هذا الإنتصار لم يكن مصادفة بل بتخطيط عسكرى على أعلى مستوى وبتكاتف الشعب كله وكان دورى مثل الكثيريين من نجوم الفن هو معايشة الأحداث على أرض الواقع حيث الإقامة شبة الكاملة فى مستشفى القصر العينى لمتابعة المصابين من الجنود ورفع روحهم المعنوية وجمع التبرعات للمستشفى وأيضا القيام بزيات ميدانية للمواقع العسكرية مع مجموعات من نجوم الفن وسيدات المجتمع المدنى وكان من بينهم جورج سيدهم وسمير غانم وسمير صبرى وماجدة ونجلاء فتحى وشريفة فاضل وكرم مطاوع وماجدة الخطيب وحسين كمال وجورج البهجورى وغيرهم كما كان لنا زيارات كثيرة للهلال الأحمر وتم تكليفى فى أحيان كثيرة بالعمل سائقة لإحدى العربات لتوصيل الأدوية والمواد الغذائية للمستشفيات وتضيف نحن حاليا فى كارثة حقيقية وهى عدم قدرة الإعلام والفن على التواصل مع الأجيال لشرح وتقديم المعلومات عن هذا الإنتصار نحن نحتفل كل عام إحتفالات صورية وشكلية دون التواصل الحقيقى مع الشباب وجيل الوسط الذيين لم يعرفوا أى شيئ عن هذا النصر العظيم وكنت فى غاية الأسى والحزن عندما سألت فتاة فى مقتبل العمر ماذا تعرفى شيئ عن السادات فقالت لى نعم أعرف محطة مترو السادات هذا الموقف أحزننى كثيرا ولابد من إعادة النظر فيما نقدمه عن هذا النصر بحيث يكون متواصلا طول العام وليس فى إحتفال ليوم أو يومين كما أن هناك تجاهل كبير لأبطال النصر الذيين يعيشون حتى الأن ولم يتم تكريمهم بالصورة المطلوبة التى يستحقونها. سميرة أحمد: أكتوبر أعاد لنا العزة والكرامة الفنانة القديرة سميرة أحمد: أكدت أنهاتشعر دائما بالفخر والإعتزاز بسبب نصر أكتوبر وقالت: لحظات وساعات لا يمكن أن أنساها فقد فتحت آفاقا لنا فى كل المجالات والأمور وليس فى الفن فقط وكان نصر أكتوبر ولا يزال خ=حتى الآن أهم الأحداث التى مرت فى حياتى وأشعر بالفخر بسبب ما حققه للمصريين جميعهم. لبنى عبد العزيز :عشت لحظة الانتصار مع الجالية المصرية بأمريكا الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز قالت سمعت خبر الإنتصار عبر الراديو وأنا متواجدة فى أمريكا وكانت من أجمل لحظات عمرى خاصة وأن الغربة تجعل الإنسان فى حالة من الحنيين الى الوطن فمابالك فى أوقات الإنتصار وتضيف عشت هذه اللحظات مع الجالية المصرية فى أمريكا وإحتفلنا إحتفالات كبيرة بعد أن تأكدنا من صحة الخبر خاصة وان الإعلام الأمريكى لم ينقل الصورة كما هى وكان هناك تضليل فى البداية كما هو الحال فى كل الأوقات وتقول ان الرئيس السادات رحمة الله علية إكتسب تقدير وإحترام العالم كله ورفع رأس كل المصريين فى أمريكا وغير أمريكا ونحن كمصريين لن ننسى هذا الزعيم الوطنى المخلص الذى أعاد لمصر عزتها وكرامتها أمام العالم أجمع وتقول عندما عدت الى مصر بعد سنوات من الإنتصار أول شيئ قمت بعمله هو زيارة محافظات القناة والأماكن العسكرية وكان بصحبتى الفنان سمير صبرى حيث زرنا أيضا المتاحف والبانوراما وكانت من أجمل الرحلات والذكريات التى لاتنسى وتضيف نحن فى حاجة الى إنتاج أعمال فنية ضخمة عن هذا الإنتصار ولاأعرف لماذا هذا التجاهل لأنتصاراتنا ولتاريخنا نحن لانقدر ولانعرف التسويق الجيد لكل ماهو جميل فى حياتنا ولابد أن تقوم الدولة بإنتاج أعمال جديدة لهذا النصر العظيم ليكون مرآة موثقة للأجيال القادمة كامل البيطار : أين السينما من إنتصار اكتوبر الإعلامى الكبير كامل البيطار أكد أن إنتصار اكتوبر من أسعد الأيام فى حياتى وهو يوم تاريخى غير مجرى التاريخ والمنطقة بأكملها ويجب أن نتخذ من هذا النصر طريقا لنا فى كل المجالات إذا أردنا أن نعيد بناء الدولة الحديثة نحتاج الى قوة وعزيمة وإصرار الشعب فى النهوض بالبلد كما كان الإصرار والقوة فى حرب اكتوبر ويضيف تم تكليفى قبل الحرب من قبل رئيس شبكة صوت العرب الإعلامى سعد زغلول نصار بتغطية الأحداث فى السويس والإسماعلية وبور سعيد وكنا نسافر مجموعات لهذه المناطق حتى بدأت حرب اكتوبر المجيدة وعشنا مع الجنود والمصابين وشاهت عن قرب الاسرى الإسرائليين وكنت أنقل الرسائل أولا بأول لإذاعة صوت العرب ويضيف هذا الإنتصار يجب أن يقدم فى عمل سينمائى ضخم ولذلك أقول أين السينما من حرب اكتوبر