بدأت وزارة الخارجية جهودا دبلوماسية مكثفة مع الدول الأعضاء بالأممالمتحدة، بعد اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عزم مصر الترشح لعضوية مجلس الأمن عن الفترة من 2016 إلى 2017، خلال الانتخابات التى ستجريها الجمعية العامة فى أكتوبر من المقبل لاختيار دولة عن تجمع شمال أفريقيا. وفى هذا السياق وزعت وزارة الخارجية على الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة كتيبا خاصا تستعرض فيه مقوماتها ونجاحاتها فى مختلف القضايا الدولية، وما تمثله من إنجازات تؤهلها لهذا المنصب، ومن بينها: أولا: أن مصر هى نقطة التقاء حضارات وثقافات العالم ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، وهى طبقا للدستور وطن خالد للمصريين، ورسالة سلام ومحبة لكل الشعوب. ثانيا: تسعى مصر إلى الحصول على دعم جميع الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة فى ترشحها للعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن عن المجموعة الإفريقية وذلك عن الفترة من 2016 إلى 2017 خلال الانتخابات التى ستنعقد فى الجمعية العامة فى أكتوبر 2015. بصفتها عضوا مؤسسا فى الأممالمتحدة، فقد لعبت مصر دوراً مؤثراً فى الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين خلال العقود الماضية، كما كانت ملتزمة بتعزيز العمل الدولى من خلال الأممالمتحدة لتحقيق الأمن الجماعى ودعم الأهداف السامية الواردة فى أغراض ومبادئ الميثاق. ثالثا: التوقيع على ميثاق الأممالمتحدة عام 1945 ، وانطلاقا من التزامها بالركائز الأساسية للأمم المتحدة: السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن مصر لا تزال تكرس جهودها لتأسيس نظام متعدد الأطراف من الحكم العالمى القائم على أمم متحدة قوية، كما ساهمت بجهد كبير فى أعمال المنظمة منذ عام 1945. واعترافاً بدورها المؤثر والبناء فى تعزيز السلام والاستقرار الدوليين على الصعيدين الإقليمى والدولى فقد تم انتخاب مصر كعضو غير دائم فى مجلس الأمن أربع مرات: 1949- 1950، 1961- 1962، 1984- 1985 و 1996-1997. كما تتمتع مصر بعضوية جميع الوكالات المتخصصة وجميع الهيئات الأخرى ذات الصلة داخل منظومة الأممالمتحدة. وفى الوقت ذاته، تستضيف العديد من المكاتب الإقليمية التابعة للأمم المتحدة بما فى ذلك مكتب تنسيق الشئون الإنسانية UNOCHA، والمفوضية العليا لشئون اللاجئين UNHCR، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى UNDP، وبرنامج الغذاء العالمى WFP، ومكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة UNDOC، ومنظمة الصحة العالمية WHO، وصندوق الأممالمتحدة للسكان UNFPA، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والتعليم والثقافة UNESCO. رابعا: مصر شريك فى السلام الإقليمى والعالمى ، فتاريخياً مصر كانت ملتزمة دائماً بدعم كافة الجهود المبذولة من الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية لتعزيز السلام فى مناطق النزاع، بما فى ذلك فى القارة الإفريقية، والشرق الأوسط، وآسيا وأمريكا اللاتينية. وكفاعل دولى فى مجال السلام، وكعضو مؤسس فى العديد من المنظمات الدولية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ومنظمة المؤتمر الإسلامى وحركة عدم الانحياز، حرصت مصر على الانخراط فى العديد من المساعى الإقليمية والدولية الهادفة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراعات وجلب الاستقرار فى دائرتها الإقليمية والدولية. كما كانت مصر فى طليعة الجهود الرامية إلى التوصل إلى السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط. خامسا: مصر مساهم ملتزم فى بناء السلام والاستقرار ، فقد دعمت مصر نشاط الأممالمتحدة فى عمليات حفظ السلام وذلك منذ إنشاء أول بعثة مساهمة فى عام 1948. وكانت المساهمة الأولى لمصر فى بعثات حفظ السلام فى عام 1960 فى الكونغو ومنذ ذلك الحين، ساهمت مصر فى 37 بعثة من بعثات الأممالمتحدة تضم أكثر من 30 ألفا من قوات حفظ السلام المصرية، وتتواجد فى 24 بلدا فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتعد مصر من المساهمين رئيسيا بالقوات فى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تساهم حالياً ب 2569 من عناصر الشرطة والقوات المسلحة الذين يعملون تحت لواء الأممالمتحدة فى تسع بعثات لحفظ السلام وهي: UNAMID, MONUSCO,UNOCI,UNMIL,UNAMI,UNMISS,MINSUMA,MINURSO,MINUSTA بالإضافة إلى ما سبق، تدعم مصر بحماس أنشطة بناء السلام التى تضطلع بها الأممالمتحدة فى حالات بعد الصراع من خلال بعثات حفظ السلام، والبعثات السياسية الخاصة وبعثات بناء السلام. كما دعمت مصر هيكل بناء السلام فى الأممالمتحدة منذ اعتماد قرار الجمعية العامة 60/180 وإنشاء لجنة بناء السلام فى عام 2005 . وانطلاقا من عضويتها للجنة بناء السلام لثلاث دورات من بينها عامى 2013- 2014، فإن مصر لا تزال مقتنعة أن السلام والأمن يرتبطان بشكل لا لبس فيه بالتنمية و إعادة بناء القدرات الوطنية فى البلدان الخارجة من الصراع. وفى هذا الصدد، فقد حرصت مصر دوماً على دعم شراكات التنمية فى أفريقيا. ولذلك، قدمت مصر فى عام 2011 مبادرة للاتحاد الأفريقى لإنشاء المركز الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، كما تعلق أهمية كبيرة للنهوض بعملية بناء السلام فى كل من الأممالمتحدة و الاتحاد الأفريقي. علاوة على ذلك، تدعم مصر تنفيذ مبادرة التضامن الأفريقى (ASI) كأداة لتعزيز القدرات التنموية الإفريقية ما بعد النزاعات. سادسا: شريك للتنمية والاستقرار، وعياً منها بإمكانياتها، أنشأت مصر فى يوليو 2014 الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بهدف تقديم المساعدة الفنية للدول الإفريقية والإسلامية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال بنى تحتية أفضل، وبناء القدرات، والمشروعات التنموية، وتعزيز التعاون المباشر بين الدول النامية والمتقدمة من خلال تعاون ثلاثي. سابعا: لاعب محورى من أجل الأمن الدولى والإقليمي. انطلاقا من كونها أحد الدعاة لتحقيق السلام الدائم تحت مظلة الأممالمتحدة، بذلت مصر جهوداً مضنية لتعزيز مشاركة المنظمة فى منع النزاعات والوساطة، وسوف تستمر فى المساهمة فى تعزيز هذا الدور وكذلك العمل على تمرير تجارب الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية ذات الصلة بما فى ذلك الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية فى هذا المجال بموجب الفصل الثامن من الميثاق. وقد لعبت مصر دورا رئيسيا فى صياغة القائمة الآلية العالمية الحالية نزع السلاح ونظام منع الانتشار، كما ساهمت بشكل كبير فى إيجاد الطرق التى يتم من خلالها إدارة هذه القضايا من قبل الأممالمتحدة الهيئات الفرعية ذات الصلة. وهناك قائمة طويلة من المبادرات الهادفة لتعزيز الأمن الإقليمى والدولى تقف شاهدة على هذا الموقف المصرى الفعال، لا سيما فيما يتعلق بتشجيع إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط. كما كانت مصر من بين أول الدول الداعية لوضع قضية مكافحة الإرهاب على جدول أعمال الأممالمتحدة بوصفها ظاهرة عالمية تهدد السلم والأمن الدوليين. وبالتالي، فقد اضطلعت مصر بشكل فعال فى تعزيز دور الأممالمتحدة فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها، بما فى ذلك تنفيذ إستراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. ثامنا: دور مصر فى بناء القدرات فى إفريقيا ساهمت مصر بشكل فعال فى تدريب الخبراء الأفارقة المنخرطين فى عمليات حفظ السلام من خلال مركز القاهرة الإقليمى للتدريب على حفظ السلام وتسوية النزاعات الذى أسسته وزارة الخارجية عام 1994، وهذا المركز هو مركز تدريب تابع للاتحاد الأفريقى تم تكليفه منذ عام2010 بتدريب لواء شمال أفريقيا التابع القوة الأفريقية الجاهزة (ASF)، بالإضافة إلى الدورات التدريبية المقدمة لبعثة الاتحاد الأفريقى فى الصومال. وبناء على التزامها على المدى الطويل بتحقيق السلام و الأمن العالمى ، وبالنظر إلى إسهاماتها الهامة فى قضية الاستقرار الإقليمى و الازدهار فى أفريقيا والشرق الأوسط، تسعى مصر إلى الاضطلاع بتحقيق هذه الأهداف من خلال العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن عن الفترة من 2016 إلى 2017. بالتعاون مع الدول الأعضاء ، وتلتزم مصر بتحقيق المبادئ المنصوص عليها فى الميثاق نحو مستقبل أفضل بناءً على المثل العليا للسلام، العدالة والأمن. جدير بالذكر أن مجلس الأمن يتكون من خمسة أعضاء دائمين هم روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية، وهناك عشرة أعضاء غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة لمدة سنتين، ويكون لهم الأحقية فى المشاركة ولكن دون تحديد أو تعديل أو تغيير فى جدول أعمال المجلس، وتكمن أهمية العضوية فى التواجد الفعلى على الساحة الدولية، كما يمكن إقتراح مناقشة قضايا مختلفة تهم العالم، فضلا عن التنسيق الدائم مع الدول الخمس دائمة العضوية.