برغم قرب موعد الانتخابات البرلمانية ، وتأخر صدور قانون تقسيم الدوائر ، تسعى القوى السياسية لحجز مكان داخل البرلمان المقبل بشتى الطرق المختلفة ، وتتمسك بالتحالفات والتربيطات الانتخابية لتحقيق مآربها ، وأصبح الغموض سيد الموقف فى هذه التحالفات. ويظهر على السطح حاليا تحالف «الوفد المصري» الذى يتزعمه حزب «الوفد» برئاسة الدكتور السيد البدوى ، ويضم أحزاب «الإصلاح والتنمية» و«المحافظين» و«الوعي» ، وذلك لمنافسة ائتلاف «الجبهة المصرية» الذى يتزعمه حزب «الحركة الوطنية» برئاسة الفريق احمد شفيق المرشح الرئاسى الأسبق ، ويضم احزاب «التجمع» و«المؤتمر» و«مصر الحديثة» والجيل و«الغد» وجبهة مصر بلدي» بالإضافة إلى النقابات العمالية. كما يدخل المنافسة تحالف التيار الديمقراطى الذى تغلب عليه الأحزاب الاشتراكية واليسارية ، ويضم احزاب «التحالف الشعبى الاشتراكي« و«الدستور» و«التيار الشعبي» الذى يتزعمه حمدين صباحى المرشح الرئاسى السابق و»الكرامة« و«العدل» و«مصر الحرية». فى حين يتابع حزب »المصريين الأحرار« الذى يتزعمه المهندس نجيب ساويرس المشهد وأصر على خوض الانتخابات منفردا دون تنسيق برغم اللقاءات التى يعقدها مع الأطراف المختلفة . ويتبادل تحالف »الوفد المصري« و«ائتلاف الجبهة المصرية« الاتهامات بضم رموز من الحزب الوطنى المنحل برغم قربهما الفكرى وبرغم أن الطرفين يضمان هذه الرموز ، إلا أن الوفد المصرى أوضح أن الخلاف حول شخصيات بعينها وليس كل الرموز . وقال محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب »الإصلاح والتمنية« أحد أعضاء تحالف »الوفد المصري« الذى يتزعمه حزب الوفد، إن التصريحات المتبادلة بين الطرفين عبر وسائل الإعلام المختلفة لا يعول عليها وتختلف تماما عما يدور فى الغرف المغلقة، وهى ظاهرة صحية وطبيعية، نظرا لقرب الانتخابات البرلمانية وكل تحالف يسعى للمنافسة ، وليس بالضرورة أن تكون هذه التصريحات هى الروح السائدة بين الطرفين. وأضاف ل«الأهرام» أن هناك لقاءات كثيرة تتم بين الطرفين ولم يتم الإعلان عنها ، فالجبهة المصرية قريب فكريا من «الوفد المصري» و«لغتنا واحدة» ولكن هناك بعض النقاط التى لايتم التوافق عليها مثل التعاون المتبادل على القوائم والفردي. وأضاف أن تحالف الوفد يعترض على وجود بعض الشخصيات المحسوبة على الحزب الوطنى - المنحل - فى ائتلاف الجبهه المصرية وهى شخصيات تضر بالقائمة وغير مقبولة لدى الرأى العام ، موضحا أن تحالف »الوفد» يضم شخصيات من الحزب الوطنى لكنها شخصيات ذات سمعه طيبة ولم تتورط فى قضايا فساد. ولكن ائتلاف الجبهة ينكر ذلك ويتهم الوفد أن المعلومات التى لديه حول هذه الشخصيات غير صحيحة. وأوضح ان هناك لقاء مرتقبا بين الطرفين بعد عيد الاضحى لحل هذا الخلاف وان الجبهة ابدت استعدادها للتفاهم حول هذه النقاط من جانبه نفى ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل العضو فى ائتلاف الجبهة المصرية ما قاله السادات وقال ان الجبهة لم تتناقش مع تحالف الوفد فى هذا الشان ولا توجد لقاءات مرتقبه بين الطرفين ،واصفا تصريحات السادات أنها «غير مسئولة «. وذكر الشهابى ل «الاهرام» ان الطرفين متنافسان وليسا قريبين من بعضهما كما يدعى السادات لان ائتلاف الجبهة لديه وثيقة ملزمة لاعضائه وجميعهم وقعوا عليها ولن يغيروها ، اما تحالف الوفد فان وثيقة لم يوقع عليها احد حتى اعضاؤه انفسهم لم يوقعوا عليها ، مؤكدا ان تحالف الوفد المصرى طرح على الجبهة تقسيم قوائم الجمهورية الأربع إلى نصفين ، قائمتان للجبهة وهما محافظات الوجهين القبلى والشرقى ، والباقى لتحالف الوفد وأن الجبهة رفض ذلك من الأساس لأن الائتلاف لا يريد خداع الشعب . وأضاف أن ائتلاف الجبهة يرفض أيضا تسمية أى تحالف أو ائتلاف باسم حزب بعينه ، كما يحدث فى تحالف» الوفد« ، موضحا أن تحالفى الوفد والجبهة هما الأبرز على الساحة السياسية حتى الآن وما عداهما خارج المنافسة ولن تصمت التحالفات الأخرى طويلا نظرا لعدم قوة شعبيتها . وحول موقف الطرفين من تحالف» التيار الديمقراطي« ذكر السادات أن التحالف لديه تحفظات على وثيقة تحالف الوفد ويرغب فى تعديل بعض بنودها ، فى الوقت الذى يصر فيه الأخير على عدم تغيير الوثيقة ، ولذلك عرض الوفد على التيار الديمقراطى أن يكون التحالف بينهما على الفردى دون القائمة، وترك له وقتا للتفكير وحسم قراراه. وفى الوقت نفسه نفى الشهابى إمكانية التنسيق بين الجبهة والتيار الديمقراطى لاختلاف الأيديولوجية، مشيرا إلى أن التيار الديمقراطى يضم أحزابا مناهضة للدولة وعلى رأسها حزب» الدستور« الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية الأسبق والذى استقال منه الدكتور ياقوت السنوسى الأمين العام للحزب أخيرا.