لأن العادات و التقاليد جزء أساسي من نسيج المجتمع المصري الذي يحتفل بكل مناسبه دينيه أو أجتماعيه على طريقته الخاصه يأتي عيد الأضحى ليفرض عاداته و مأكولاته على الجميع, وترجع أصل وجبة "الفته" إلى مصر الفرعونية حيث عرفها المصري القديم ،فقد وضع الخبز المقطع على مرق اللحوم و اللبن ، مشيرا الى ان سبب تسميتها ب " الفتة " يرجع الي انها تصنع من فتات الخبز و المصريين في عهد الدولة الفاطمية ( 969-1171م ) كانوا يطلقون على عيد الاضحى اسم "عيد النحر" نسبة إلى قيام المسلمون من ذبح للأضاحي تيمنا بعتق سيدنا اسماعيل من الذبح عندما اوشك ابيه ابراهيم عليه السلام على ذبحه اختبارا من الله الذى افداه بكبش عظيم. يختلف عيد الأضحى المبارك عن الأعياد الأخرى، فأهم طقوسه الموائد العامرة بألوان وأصناف لا حصر لها، وإذا كانت اللحوم هي الطبق الرئيسي، فهناك مأكولات أخرى لا تقل أهمية، وأهمها الفتة, وهى إحدى الأكلات الموروثة والأساسية على مائدة البيوت المصرية في العيد وهي الراعي الرسمي لهذا اليوم، وبرغم أن هناك العديد من أنواع الفتة تبعا لطريقة إعدادها فى البلدان العربية المختلفة، لكن يظل أشهرها الفتة المصرية وتتبعها الفتة السورية، وبرغم تنوع الطرق التي في تقديمها تظل الفتة بالخل والثوم هي الطبق الأساسي للفتة بالنسبة للمصريين. و يحرص معظم المصريين علي تناول كبد الخروف في إفطار أول أيام العيد، وكذلك ''الفواكه'' أو كما يطلق عليها في المناطق الشعبيه "الحلويات" وهي عبارة عن أحشاء ''الذبيحة'' وتتمثل في (فشة، والكرشة، والكوارع، الممبار، ولحمة رأس، الطحال)، وتعد هذة الفواكه هي الطبق الرئيسي للعديد من الأسر محدودي الدخل نظرا لانخفاض أسعارها بالمقارنة بأسعار اللحوم الحمراء. "الرقاق"أحد أهم الأكلات المصرية خصوصا في العيد، وهو من الموروثات المصرية القديمة، وسمي بذلك الاسم نظرا لكون مواده الأساسية هي الدقيق والماء ويتم إعداده في شكل طبقات رقيقة هشة ومن هنا جاء اسم "رقاق", وجرت العادة أن يتم إعداده قديما في الأفران البلدية التقليدية، حيث تنتشر صانعات الرقاق الريفيات قبيل العيد بفترة غير قصيرة ويجمعن الدقيق من المنازل ثم يقمن بعمل الرقاق وتوصيله للمنزل، ولكن مع تطور الحياة بدأت المصانع، ومحلات متخصصة في إنتاج الرقاق، لكن يبقى للرقاق التقليدي مذاقه ونكهته الخاصة قد تكون نابعة من الثقافية التراثية وارتباط هذا الشكل القديم بتقاليد وعادات توارثتها الأجيال منذ القدم. وما إن يفرغ المواطنون من ذبح الأضاحي ،حتى تداهمك رائحة "الشواء" والكباب رغماً عنك، والتي تفوح من البيوت و تعتبر "اللمة" واجتماع أفراد الأسرة المتزوجين وأبنائهم سنة سنوية، يسطير عليها الشواء والراحة النفسية وزيادة أواصر المحبة وتغير الأجواء التقليدية و بصمه أجتماعيه طيلة أيام العيد. و كل عام و أنتم بالف خير و تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال.