تصدرت القضايا الأفريقية، وعلى رأسها العلاقات المصرية - الإثيوبية وأزمة جنوب السودان وأمن البحر الأحمر والأوضاع فى القرن الأفريقي، لقاءات سامح شكرى وزير الخارجية على هامش مشاركته فى اجتماعات الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد اجتمع شكرى فى نيويورك مع نظيره الأثيوبى تواضروس أدهانوم، حيث ركزا على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية انعكاس روح قمة مالابو الإيجابية على مسار علاقتهما فى مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق بتكثيف المشاورات السياسية وتطوير التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بما يحقق مصالح الشعبين. كما تطرقا إلى عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وفى مقدمتها مسار المفاوضات الجارية بين الحكومة والمعارضة فى جنوب السودان، إلى جانب الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى ، خاصة فى الصومال ، فى ظل التطورات الأخيرة هناك، وأمن منطقة البحر الأحمر، فضلا عن الأوضاع فى اليمن فى ظل التطورات الداخلية الأخيرة هناك. واستعرض الوزيران بشكل مفصل الأوضاع فى ليبيا، حيث بحثا مبادرة دول الجوار الجغرافى لليبيا والجهود الجارية للعمل على تنفيذها ، وأكدا أهمية دعم المؤسسات الشرعية المنتخبة وعلى رأسها مجلس النواب. كما اجتمع شكرى مع تابو مبيكى رئيس لجنة الوساطة الأفريقية للسودان للتشاور حول الأوضاع فى السودان، بما فى ذلك المحادثات الجارية مع الحركات المسلحة فى دارفور وقطاع الشمال بالحركة الشعبية وباقى أعضاء الجبهة الثورية السودانية، لتشجيعها على المشاركة فى الحوار الوطنى بالخرطوم. وأكد شكرى دعم مصر الكامل لجهود الوساطة الأفريقية فى هذا الشأن ومتابعتها باعتبارها دولة جوار رئيسية للسودان. وأكد وزير الخارجية أن استقرار السودان وسلامته يُعد إحدى ركائز الأمن القومى المصرى ، مجددا استعداد مصر الدائم لتقديم كافة أشكال الدعم للوسيط الأفريقي، واستثمار اتصالاتها وعلاقاتها الطيبة والقوية مع جميع الأطراف السودانية لدعم تلك الجهود. وعلى صعيد متصل، التقى وزير الخارجية نظيره السودانى على كرتي، حيث أكد شكرى حرص مصر على متابعة الجهود المبذولة لتدشين الحوار الوطنى فى السودان والاتصالات التى يقوم بها وسيط الاتحاد الأفريقى «مبيكي» مع المعارضة الممتنعة عن المشاركة عن الحوار لتشجيعها على المشاركة، مبدياً ترحيب مصر بكل جهد يستهدف تحقيق التوافق الوطنى فى السودان ودعم سلامته واستقراره. كما أكد شكرى ضرورة استثمار الزخم الإيجابى الذى واكب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة إلى الخرطوم وتوجيه دفعة حقيقية للعلاقات الثنائية، مشيداً فى هذا الصدد بافتتاح المنفذ الحدودى «قسطل - أشكيت»، والذى من شأنه أن يُحقق طفرة فى مستويات التبادل التجارى بين البلدين. كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع فى جنوب السودان، حيث أعرب شكرى عن قلق مصر البالغ لاستمرار الأزمة السياسية هناك، وعدم القدرة حتى الآن على حسم الخلافات على المستوى السياسي، الأمر الذى يهدد أى اتفاقات يتم التوقيع عليها وبالتالى استمرار حالة عدم الاستقرار. وتناول اللقاء النتائج الإيجابية لاجتماع الخرطوم الأخير حول سد النهضة، والاتفاق الذى تم حول تشكيل اللجنة الثلاثية لمتابعة الدراسات المطلوبة، حيث أعرب وزير الخارجية عن أمله فى أن تنتهى اللجنة من عملها خلال المدة المقررة. كما بحث تطورات الأوضاع فى ليبيا ومسار تنفيذ المبادرة التى تبنتها دول الجوار الجغرافى لليبيا فى القاهرة يوم 25 أغسطس الماضي، فضلا عن تطورات القضية الفلسطينية. وفى سياق متصل، التقى شكرى وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، حيث أكد فى مستهل اللقاء اهتمام مصر بمتابعة التطورات الجارية فى جنوب السودان. كما أكد استعداد مصر الدائم لتقديم الدعم للمفاوضات الجارية بالشكل والأسلوب الذى يرتضيه شعب جنوب السودان معربا خلال اللقاء عن قلق مصر المتزايد نتيجة استمرار الصراع فى الجنوب، وتأثيراته المحتملة على إطالة فترة عدم الاستقرار وإضاعة ما تم تحقيقه من مكتسبات السلام بعد الاستقلال. وأكد مجددا دعم مصر لأى اتفاق يرتضيه أبناء الجنوب، مشيرا إلى أن مصلحتها الأولى والأخيرة تتمثل فى تحقيق السلام الاجتماعى والاستقرار والتنمية الاقتصادية فى جنوب السودان. وأكدشكرى التزام مصر بالاستمرار فى دعم برامج التنمية وإعادة البناء فى جنوب السودان، مشيرا إلى الدور المحورى الذى تضطلع به الوكالة المصرية للمشاركة من أجل التنمية فى هذا الشأن، ومعرباً عن استعداد مصر للتجاوب مع أى مطالب يتقدم بها الجانب الجنوب سودانى فى هذا الإطار. واستعرض الوزيران الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى وتطورات الازمة الليبية، وأعرب الوزير برنابا عن شكر وتقدير بلاده للدعم المصرى المتواصل لبلاده فى قطاعات الخدمات المختلفة وفى مجالات بناء القدرات. كما التقى شكرى نظيره الإريترى عثمان صالح، حيث أشادا بالعلاقات المتميزة والتاريخية التى تربط بين البلدين، والتى برهنت عليها الزيارة الأخيرة للرئيس الإريترى إلى مصر. وأوضح شكرى خلال المقابلة ان مصرتتطلع لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات خلال المرحلة المقبلة، وبما يؤهلها لترتقى إلى مستوى تطلعات الشعبين المصرى والإريتري، مشيراً إلى حرص مصر على تشجيع الاستثمارات المصرية فى إريتريا، بالإضافة إلى إمكانية إقامة شركات مصرية إريترية مشتركة تعمل فى مجالات صيد الأسماك وصناعة الزجاج، فضلاً عن الاستعداد لإقامة معرض دائم للمنتجات المصرية فى أسمرة. كما أعرب شكرى عن ارتياح مصر للتقدم المحرز فى آلية التشاور السياسية والأمنية بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، واهتمامها باستمرار عمل تلك الآلية فى ضوء التحديات الأمنية المتزايدة ، وبزيادة مستوى التنسيق فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، وفى مقدمتها الأوضاع فى القرن الأفريقى وجنوب السودان وأمن البحر الأحمر ومكافحة الإرهاب. كما عقد شكرى اجتماعين منفصلين مع وزيرى خارجية آيرلندا والبرتغال، حيث ركزت المباحثات على سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وكل من آيرلندا والبرتغال فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وتشجيع القطاع الخاص فى البلدين على زيادة الاستثمار فى مصر للاستفادة من الفرص المتاحة والمشروعات الكبرى التى يجرى تنفيذها. كما تطرقت المباحثات إلى الأوضاع فى الشرق الأوسط، حيث أشاد الوزيران باستعادة مصر مكانتها الإقليمية كعنصر رئيسى للاستقرار واستعادة الأمن. وأعرب الوزيران عن تقديرهما لجهود مصر فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى وعبرا عن حرصهما على المشاركة فى مؤتمر إعادة إعمار غزة الذى تنظمه مصر مع النرويج تحت رعاية الرئيس أبو مازن فى 12 أكتوبر المقبل. واستعرض شكرى الجهود المصرية المتواصلة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما عرض الرؤية المصرية للوضع فى ليبيا وتطورات الأزمة السورية والأوضاع فى العراق. كما تم بحث قضية الإرهاب وسبل مواجهته، حيث استعرض شكرى موقف مصر من هذه القضية وضرورة تناولها فى إطار شامل لضمان نجاح الجهود الدولية فى دحر الإرهاب ، وطالبهما شكرى بدعم ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن عام 2016 فى ضوء مكانتها الإقليمية ودورها فى تحقيق الأمن والاستقرار ومشاركتها الفعالة فى جهود الأممالمتحدة وعمليات حفظ السلام فى العالم وسلمهما كتيب بهذا الشأن ، وقد أكد الوزيران جدارة مصر لهذا الترشح. وبحث وزير الخارجية خلال لقائه بوزير خارجية اليمن جمال عبد الله السلال الأوضاع فى اليمن فى ظل التطورات الأخيرة وأهمية الإسراع فى تحقيق الأمن والاستقرار هناك ، كما تناولا العلاقات الثنائية وسبل تطويرها فى مختلف المجالات. كما اجتمع شكرى أيضا مع نظيره النمساوى سباستيان كورتز، حيث بحثا التطورات على الصعيد المصرى ، وما تم إنجازه من خطوات باتجاه تنفيذ خريطة المستقبل لتحقيق الانتقال الديمقراطى ، كما بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها خلال الفترة القادمة خاصة فى مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية وفى مجالات الاستثمار. وأعرب شكرى عن حرص مصر على عقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى بين البلدين فى أقرب فرصة ، وهو ما سيتيح الفرصة لمناقشة اتفاق جديد للتعاون المالى بين البلدين يشمل تمويلا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والدعم الفنى لمساعدة الشركات المصرية على التصدير إلى النمسا. كما تطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا الإقليمية، على رأسها تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وسبل إحياء مفاوضات التوصل لتسوية شاملة، والأوضاع فى ليبيا والعراق وسوريا، فضلا عن قضية الإرهاب وسبل مواجهتها ، وضرورة أن يكون هناك إطار شامل للتعامل مع هذه الظاهرة العالمية بما يضمن نجاح الجهود الإقليمية والدولية للقضاء عليها.