إذا تجولت فى شارع الشيخ زايد أو بوليفار محمد بن راشد فى إمارة دبى وسط ناطحات السحاب والمباني الشاهقة والمشاريع العملاقة يخيل إليك انك وسط مدينة نيويورك أو شيكاغو فى الولاياتالمتحدة أو فى قلب العاصمة الماليزية كوالالمبور أو حتى فى مدينة هونج كونج الصينية. إن الطفرة العمرانية التى شهدتها دبى فى السنوات الأخيرة من تصميم معمارى جذاب وناطحات سحاب خلابة جعلت من هذه الإمارة المنافس الأول وبلا منازع فى سباق تشيد المباني العملاقة فى العالم. فأصبحت دبى تضم حاليا اكثر من 200 مبنى شاهق لا يقل ارتفاع الواحد منه عن 250 مترا وهو ما يعتبر رقما قياسيا بين دول ناطحات السحاب، كما تضم الإمارة أيضا أطول برج فى العالم. وتتميز دبى ليس فقط بمعمار عال ومرتفع ولكنه يحمل فى تصميماته أشكالا رائعة وجذابة أسهم فيه أكبر مهندسى وفنانى العالم ليجعل من الإمارة مدينة السحر والأحلام. هذا المزيج الذى جمع بين الشرق والغرب أخرج لوحة معمارية فريدة من نوعها لا تجدها إلا فى دبى. ومن أجمل ناطحات السحاب فى دبى وأطولها، برج خليفة الذى شيد عام 2004 ويقع فى شارع الشيخ زايد في دبي حيث يبلغ ارتفاعه 828 مترا مما يجعله أطول برج فى العالم على الإطلاق ويحتوى على 180 طابقا وتبلغ مساحته الإجمالية 4.000.000 متر مربع، وليس كل ما يميز هذا البرج ارتفاعه فقط بل ابداع تصميمه حيث يوجد فى الطابق ال 124 أعلى شرفة بانورامية فى العالم. وتعتبر معظم المباني التى شيدت فى دبى مصممة على أعلى مستوى من التكنولوجيا والابداع، وهو ما يميز البرج الراقص أو "إنفينيتي" أو البرج اللانهائي إحدى التحف المعمارية فى دبى، حيث يبلغ إرتفاعه 306 أمتار ليصبح أعلى برج لولبي في العالم ويندرج بناؤه تحت مسمى العمارة فائقة التكنولوجيا. وقد تم تصميم غرف هذا البرج بزاوية لا تسمح لأشعة الشمس أن تؤثر عليها نتيجة وجود لوحات معدنية من مادة التيتانيوم على الأعمدة الخرسانية، والتي ساعدت مع اللوحات المتداخلة العديدة والمتكررة فيه لوقف اختراق أشعة الشمس داخل وحدات البرج. ومن التصاميم المعمارية الخلابة التى تميز أيضاً إمارة دبى، برج العرب الذى يبلغ ارتفاعه 320 مترا وهو مصمم على هيئة شراع سفينه حيث تم إنشائه على جزيرة اصطناعية تبعد عن شاطئ البحر حوالي 100 متر. وقد بلغت تكلفة بنائه 650 مليون دولار ويعتبر برج العرب أطول وأفخم فندق في الوطن العربي من فئة السبع نجوم. ومن التصاميم الجمالية أيضاً فى شارع الشيخ زايد برج " اليعقوب" الذى يشبه في بنائه برج بيج بن فى العاصمة البريطانية لندن، وهو ثاني أطول برج ساعة في العالم شيد عام .2010 ويتكون من 69 طابقا. ولا يقتصر بناء ناطحات السحاب فى دبى فقط على التعاظم والتفاخر كما يعتقد الكثير، فهناك العديد من المباني الشاهقة شيدت لأغراض سكنية وخدمة المواطنين فيما يسمى التوسع العمراني الرأسى. ومن أهم هذه المبانى العملاقة التى شيدت لهذا الغرض برج " الاميرة " الذى يقع في مرسى دبي وتم بناؤه عام 2005 وافتتح عام 2010 حيث يعتبر أكبر برج سكني في العالم بارتفاع يصل الى 414 مترا ويحتوي على 101 طابق ، و763 وحدة سكنية، كما يشمل على 6 طوابق لمواقف السيارات و 8 متاجر كبرى لتقديم الخدمات اللازمة للسكان. فى الواقع، استطاعت دبى عن غيرها من دول العالم أن تشيد ناطحات سحاب لأغراض مختلفة بأشكال مبهرة وخلابة وغير تقليدية، فكان لكل معمار منظر جمالى متميز عن غيره يخطف القلوب قبل الأبصار.