جسمك غالٍ وله حدود زى ما أى حاجة فى الدنيا لها حدود، من حقك تقول لأ لأى حد يقرب من جسمك،. «أنت غالي»... هذا هو حلم سارة عزيز الذى تحول يوما بعد يوم بالعمل إلى رسالتها فى الحياة لكل الأطفال، ولأن هذه الرسالة على طريقتهم الخاصة، بالألعاب والرسم والمسرحيات والأغانى عرفت سارة كيف تدخل قلب وعقل الكثير من الأطفال مما ساعدها فى أن تحقق خطوة جديدة من حلمها ليخرج إلى النور «أنا غالي» أول كتاب مصرى لحماية الطفل من خطر التحرش الجنسي. بدأ الحلم بعد أن تخرجت سارة صاحبة البسمة الطفولية الجميلة من كلية تجارة إنجليزى حيث ساقها القدر فى أن تعمل بمنطقة عشوائية ومنها قابلت حالات تحرش كثيرة لأطفال لا يعرفوا معنى الحفاظ على أجسادهم الصغيرة وكيفية التعامل مع من يريد العبث بها، كما أثار غياب الوعى الثقافى عند الأهالى فى إحتواء الطفل ومواجهة الموقف حماسة سارة فى أن تقتحم هذا العالم، من هنا قررت سارة العمل فى مجال مكافحة التحرش الجنسى بالأطفال وبدأت بالفعل منذ عامين فى إنشاء مؤسسة «سيف» أو أمان لتدريب الآباء والأمهات والمدرسين كيفية أن يتعلم الأطفال أن يحموا حدود أجسادهم بكل بساطة. خطوة أخرى من أجل أن يتحقق الحلم بشكل عملى ناجح أخذت سارة دبلومة عن التحرش الجنسى وكيفية مساعدة المتحرش بهم، حصلت على رخصة معالج نفسى من الولاياتالمتحدةالأمريكية فى كيفية إحتوائهم ، كما شاركت أيضا فى دورات مشورية للمتحرش تحت سن 18 لتدرس بشكل علمى الأسباب الرئيسية التى دافعته للتحرش وكيفية مساعدته فى أن يصبح إنسانا سويا. بعد أن نجحت سارة خلال السنة الأولى من المؤسسة فى تدريب الدائرة المحيطة بالأطفال سواء الأهل أو المدرسون وغيرهم، قررت عمل تدريب مواز للأطفال من سن 3 إلى 10، والمراهقين من سن 10 إلى 18 من أجل أن نضمن مجتمعا آمنا وجيلا جديدا واعيا قادرا على حماية نفسه من خطر التحرش، فقامت هى و70 متطوعا بالمؤسسة بعمل رحلات مختلفة للمدارس والمناطق العشوائية والنوادى لعمل ندوات وورش تدريبية للكبار والصغار، هذا إلى جانب توفير الدعم الكافى لمن وقعوا ضحايا للتحرش. بمرور الوقت كشفت مثل هذه الندوات والورش لسارة عن الفجوة بين الأسرة والطفل حيث إن بعض الآباء والأمهات لا يجدون أداة أو مادة تساعدهم على شرح الموضوع بشكل مبسط للطفل مما يجعلهم يجدون حرجا فى الحديث مع أولادهم؛ ومن هنا ألفت سارة أول كتاب موجه لحماية الطفل من التحرش بعنوان «أنا غالي» ليكون أداة جذابة للأطفال توصل الرسالة بطريقة علمية شيقة وبسيطة، حيث تمت مراجعة الكتاب من قبل متخصصين فى مجالى علم النفس والتحرش الجنسى وبعدها صدر برقم إيداع محلى من وزارة الثقافة ليأخذ طريقه داخل مصر ومحافظاتها وخارجها بعد أن ترجم للإنجليزية والفرنسية والألمانية. توعية سلسة يهدف الكتاب إلى توعية الأطفال بالحفاظ على أجسادهم، وكيفية مواجهة التحرش سواء كان من داخل الأسرة أو خارجها وكيفية التعامل مع الحياة اليومية العادية بشكل سليم عن طريق بطل القصة سيف الذى يحكى بلغة سهلة وسلسة (لما بروح البحر بغطى المناطق اللى ليها احترام خاص فى جسمي)(ما ينفعش حد يدخل على الحمام ).. لكى يجذب الكتاب أكبر قدر ممكن من الأطفال قامت سارة بإعداد نسخة أخرى للتلوين يمكن للطفل أن يأخذها معه فى كل مكان وبذلك تمتزج متعة التلوين مع المعلومة لتنسج أهم رسالة فى عقل وعلى لسان كل طفل وهى «أنا غالي».