رغم أن البينة على المدعي، واليمين على من أنكر.. ورغم أن العصفور الذى في اليد هو أفضل من مئات الطيور التى على الشجرة.. ورغم أن فضيلة المفتى قد قال وأوضح وجهة نظره فى نظرية دارون وفكرة التطور الطبيعيى أو نظرية الانتخاب الطبيعى إلا أن الكاتب خالد منتصر يُصر على تَحميل المُفتى ما لم يَقله. مفتى الديار المصرية أحمد الطيب قال أنه لا يقبل نظرية دارون.. وأين المشكلة فى ذلك؟! أنا أيضا لا أقبلها؟! وكثيرون غيرى لا يقبلونها.. وعندما كتبت هنا فى الأهرام مقال بعنوان.. "القرآن وأفاتار والتفكر فى خلق الله" جاءتنى رسائل تخبرنى بأن علماء كبار يرفضون هذه النظرية ولا يقبلونها.. إذن المشكلة ليست فى عدم قبولها.. المشكلة فى "عدم تقبل من لا يقبل النظرية" كأشخاص مثل الأستاذ خالد منتصر. رغم أننى أقف فى صف المفتى إلا أننى ضد تلميح فضيلته لمن يقتنع النظرية بالإلحاد.. حين قال: " للأسف الشديد الشباب الملحد يتشبث بها (يقصد النظرية) دليلًا وبرهانًا على أن الإلحاد هو الذي يحل مشكلات العالم" وهى الكلمة التى أخذها الكاتب خالد منتصر وبدأ فى كتابة سلسلة مقالات فى جريدة "الوطن" المصرية تحت عنوان "هذا هو العبقري داروين يا فضيلة شيخ الأزهر" كما أننى أقف مرعوبا أمام عبارات لمنتصر فى مقالة ملمحا فيها بالجهل على كل من لم يقتنع بالنظرية فكتب في فقرة من المقال: "نداء إلى أى فرد يعتبر نفسه مثقفاً، .......... أنت ما زلت، للأسف، نصف مثقف بلغة هذا العصر، لأنك تجاهلت نظرية التطور، وإذا لم تضم مكتبتك كتاب «أصل الأنواع» لداروين". المقالات حتى الآن – ومستقبلا - لم ترد على أهم ركن فى نظرية التطور التى خرج بها دارون أن الإنسان أصله قرد أو كيف كان قردا يوما ما ثم تطور إلى إنسان؟!.. وكيف بقت القرود قرودا حتى الآن وتطورت أسلافها فأصبحت بشر.. ألم يصبها الغيرة؟! ربُما يَرد منتصر عن طريق نظرية الانتخاب الطبيعى وهى النظرية التى أثبتتها الأيام ومن ثم العلم ولكن أن يكون الإنسان أو أى حيوان شيئا أخر غير النوع الذى وجد عليه.. فهو أمر لن يثبته أحد ولن يقدر.. وهو الأمر الذى قاله الطيب: "الله خلق الحصان حصانا والحمار حمارا والقرد قردا والانسان انسانا" لم يلحظ كثيرون منهم خالد منتصر أن عنوان كتاب دارون الصادر فى 24 نوفمبر 1859م فيه حرف (أو).. وهو «أصل الأنواع، نشأة الأنواع الحية عن طريق الانتقاء الطبيعى أو الاحتفاظ بالأعراق المفضلة فى أثناء الكفاح من أجل الحياة»!! وكلمة أو للتخيير كما نعرف جميعا.. والتخيير دائما يكون بين متكافئين ولكن أحدهما أفضل من الأخر وليس بين شيئين أحدهما متحقق وأخر لن يتحقق.. أما دارون فوضع نظرية ليس لها إلا أساس واحد وهو الاحتفاظ بالأعراق المفضلة.. أما النشأة فلم يثبتها حتى الأن.. كما أن دارون وضع ضمن النظرية قانون الزمن وجعله كالخيال أو من وجهة نظرى جعله كالوهم والسراب كلما هممت أن تمسكه لن تستطيع وهو كلمة "تطورت عبر ملايين السنين".. وبدلا من أن يُثبت لنا كيف تطورت عبر ملايين السنين.. أو يَخرج لنا كاتب مؤيد لنظريته مثل خالد منتصر يشرح لنا كيف حدث ذلك؟!.. فإنه عندما لم يفعل – ولن يفعل – يتهمنا نحن بأننا ليس عندنا قدرة على الخيال.