فى أول ضربة أمريكية بعد تشكيل التحالف الدولى لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) شنت الولاياتالمتحدة غارات جوية دعما للقوات العراقية والعشائر السنية قرب سد حديثة بمحافظة الأنبار موسعة بذلك نطاق غاراتها لتشمل المناطق السنية، بينما قتل 53 شخصاً فى غارات سورية على معقل التنظيم فى محافظة الرقة، فى حين أعلنت جبهة "ثوار سوريا"بدء حملة ضد التنظيم فى حلب. وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربى أن الجيش الأمريكى قرر تنفيذ هذه الضربات لمنع الارهابيين من ممارسة تهديد لأمن السد، حيث أن احتمال فقدان السيطرة على السد او انهياره الكارثى والفيضانات التى يمكن ان تنجم عن ذلك، كانا ليهددا الموظفين الامريكيين ومنشآت فى بغداد ومحيطها الى جانب الاف المواطنين العراقيين. ومن جانبها، أكدت مصادر أمنية عراقية أن الطائرات الأمريكية قصفت سبعة أهداف مختلفة لمسلحى التنظيم من بينها أرتال كانت تتحرك باتجاه قضاء "حديثة". وهى المرة الاولى التى تشن فيها واشنطن ضربات جوية دعما للميليشيات السنة منذ ان بدأت حملتها الجوية فى العراق الشهر الماضى. وكانت الضربات السابقة نفذت بشكل خاص دعما للقوات الكردية فى الشمال رغم ان واشنطن قدمت الشهر الماضى دعما جويا محدودا للجيش والمليشيات الشيعية فى جنوب البلاد اثناء محاولتها فك الحصار عن بلدة امرلى التركمانية الشيعية. جاء ذلك فى وقت إستردت قوات البيشمركة الكردية بمساندة الطيران الامريكى من إسترداد جبل زرتك الاستراتيجى وتمكنوا خلال إشتباكات مع مسلحى التنظيم من قتل 30 عنصرا. وقالت مصادر فى البشمركة أن الهجمات الجوية الأمريكية أحدثت فرقا كبيرا، حيث أن القرى المجاورة التى ما تزال تحت سيطرة التنظيم، تتعرض لهجوم من قوات البشمركة التى تسيطر على سهل نينوى. على صعيد متصل، كشف قيادى رفيع المستوى فى التيار الصدرى أن واشنطن لعبت دورا محوريا فى استبعاد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نورى المالكى. وأوضح أن المالكى كان بدأ اتصالات سياسية مكثفة، بعد سقوط مدن كبيرة مثل الموصل وتكريت وأجزاء واسعة من ديالى و كركوك بيد داعش، مع طهرانودمشق وموسكو وأظهر استعداده الكامل لإقامة تحالف عسكرى رباعى عراقى إيرانى سورى روسى للتصدى للتنظيم، إلا أن الولاياتالمتحدة باغتته وأرسلت مستشارين عسكريين إلى العاصمة بغداد. وكشف القيادى الشيعى للمرة الأولى أن المالكى عارض شن غارات جوية أمريكية عندما اقترب تنظيم داعش من مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان فى أغسطس الماضى، كما أن النظام الايرانى سارع للاتصال بالزعيم الكردى مسعود بارزانى لتزويد قوات البشمركة الكردية بالسلاح الايرانى وإرسال قوات برية إيرانية إذا لزم الأمر غير أن بارزانى تصرف بذكاء ورفض كل هذه العروض لأنه لأدرك ان المالكى والنظام الايرانى يريدان استغلال الوضع الخطير على أربيل لفرض واقع عسكرى وسياسى جديد فى الإقليم. ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن المفوض السامى لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة زيد بن رعد بن الحسين سيقدم تقريرا شفويا عن انتهاكات "داعش" فى العراق اليوم خلال الجلسة الاعتيادية ال27 للمجلس. وقال رئيس الدائرة فى وزارة الخارجية العراقية السفير حسن الجنابى إن التقرير سيقدم فى إطار تنفيذ القرار الذى صادق عليه مجلس حقوق الإنسان فى الجلسة الاستثنائية الخاصة بالعراق قبل أسبوع. وفى طهران، أكد الرئيس الإيرانى حسن روحانى دعمه للحكومة العراقية فى حربها ضد تنظيم "داعش" التكفيرى المسلح -على حد قوله. وأشاد - خلال خطاب له بمدينة مشهد بجهود الشعب العراقى لمحاربة داعش، قائلا إن إعادة الأمن لن يكون ممكنا داخل العراق دون مساعدة إيران، وإن بعض المدن التى تضررت جراء الأزمة لن تتحرر دون المساعدات التى تقدمها بلاده. وعلى الجانب الآخر من الحدود، قتل ما لا يقل عن 53 شخصا معظمهم من المدنيين فى غارات شنها الطيران السورى على محافظة الرقة، معقل الدولة الاسلامية فى شرق سوريا، وذلك بالتزامن مع إعلان جبهة "ثوار سوريا" أنها بدأت حربا حاسمة ضد تنظيم "داعش" فىظ حلب. واستهدفت الغارات خصوصا مبنى يضم محكمة اسلامية انشأها تنظيم الدولة الاسلامية ومعسكر تدريب. واشار المرصد الى ان 24 من القتلى قضوا فى غارة استهدفت احد الافران. ومن جانبه، قال قائد جبهة "ثوار سوريا" جمال معروف حسبما أفادت قناة العربية الحدث الإخبارية إننا نحارب فى جنوب وشمال سوريا، مشيراً إلى "أن كتائب وألوية شهداء سوريا" وهى فصيل من جبهة ثوار سوريا، اتجهت لتحرير ريف حلب، ثم ستتوجه إلى الرقة وإلى المناطق التى يسيطر عليها "داعش" لتحرير جميع المناطق.ودعت الجبهة المنتسبين إلى تنظيم "داعش" من السوريين إلى تسليم أسلحتهم إلى أقرب مقر تابع للجبهة وإعلان تبرؤهم من داعش. يذكر أن تنظيم داعش الذى استولى على مساحات واسعة من العراقوسوريا طرد آخر أفراد القوات السورية من محافظة الرقة فى أواخر أغسطس الماضى عندما سيطر مقاتلوه على قاعدة جوية وأسروا ثم أعدموا عشرات من الجنود السوريين. وتعد الرقة المعقل الرئيس لتنظيم «داعش» فى سوريا، حيث توفر المياه والكهرباء وتدفع الأجور وتنظم المرور وتدير كل شيء تقريبا من المخابز إلى البنوك والمدارس والمحاكم والمساجد.