لم يسعدنى الحظ بلقاء د. محمود ابوالنصر وزير التربية والتعليم والتعرف عليه فى ندوة او مؤتمر تعليمى ولكن من واقع شعورى بوطنيته ودوره فى تنشئة جيل جديد من ابنائنا الصغار على حب مصر والتوعية بحضارتها العريقة وانجازاتها فى مختلف المجالات أطالبه بأن يكون الدرس الادول فى العام الدراسى الجديد بعد تحية العلم وطابور الصباح هو «إنشاء قناة السويس الجديدة» ذلك المشروع الوطنى الضخم الذى اطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى اشارة البدء فيه فى الخامس من اغسطس الماضى لينتهى العمل فيه خلال اثنى عشر شهرا فقط بدلا من ثلاث سنوات فى رسالة يوجهها للعالم بأن المصريين قادرون على تحقيق المستحيل بجهودهم المخلصة وحر مالهم دون الاعتماد على اى تمويل خارجى حيث بدأت عملية الحفر فى هذه القناة الجديدة منذ اليوم الاول لقرار انشائها بمشاركة اكثر من خمس وخمسين شركة واكثر من خمسة عشر الاف عامل قاموا بحفر اكثر من 25 مليون متر مكعب حتى نهاية هذا الاسبوع، وان يوضح كل مدرس فى مدرسته للتلاميذ المتشوقين لمعرفة كل شيء عن قناتهم الجديدة التى تعيدهم الى ذكريات الإنجازات الضخمة التى حققها الزعيم جمال عبدالناصر فى بناء السد العالى وتأميم قناة السويس الاولى شركة مساهمة مصرية وقرار العبور الذى تحقق فى عهد بطل الحرب والسلام انور السادات فى السادس من اكتوبر 73. واتمنى ان يبرز المدرسون دور أجدادهم الذين حفروا قناة السويس الاولى وافتتحها الخديو اسماعيل فى حفل كبير فى 15 نوفمبر 1859 واذا كان أجدادهم قد شاهدوا افتتاح القناة الاولى ففى هذا الزمن فإنهم سيكونون اكثر حظا منهم عندما يشاهدون فى السادس من اغسطس العام المقبل عبور اول سفينة لقناة السويس الثانية . ويوضح لهم انه اذا كان الرئيس السادات قد صعد على متن اول سفينة مصرية بعد عودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 75 رافعا علم مصر وسط تحية الجماهير العريضة على جانبى القناة فرحين بهذا الانجاز الكبير فإنهم سيشاهدون ايضا وهذا من حظهم الرئيس عبدالفتاح السيسى على متن اول سفينة تعبر القناة الثانية ليتكرر نفس المشهد وسط تحيات الجماهير بهذا الانجاز الذى يعتبر من اهم ثمار ثورة 30 يونيو 2013. ويستطيع وزير التربية والتعليم د. محمود ابوالنصر ان يربط التلاميذ فى كل المدارس بهذا المشروع ان يصدر تعليماته الى مديريات التعليم بالمحافظات بتوفير عدد كبير من الخرائط التفصيلية لمشرع القناة وعرضها فى فناء كل مدرسة ليشاهدها التلاميذ ويتعرفوا من خلالها على كل مايتعلق بهذه القناة الجديدة من حيث طولها وعمقها وسعة السفن التى سوف تمر بها والمزايا التى تضيفها الى القناة الاولى ويستفيد منها العالم اجمع بالاضافة الى مشاريع التنمية التى تعود بالخير على جميع المواطنين فى مختلف مجالات الحياة وتسهم فى حل مشكلة البطالة التى ظل يعانى منها شبابنا طوال السنوات الماضية حيث اكد المسئولون عن القناة توفير ملايين فرص العمل لهم فى كل المجالات : صناعية وسياحية وتجارية بالاضافة الى الحرف والمهن المختلفة وان يوضح المدرسون للتلاميذ فى الحصة الاولى فى بداية الدراسة ان قناتهم الثانية سوف تضاعف من عدد السفن والناقلات التى ستعبر القناة من مختلف انحاء العالم بما ينعكس على دخل القناة وزيادة حصيلتها من العملة الاجنبية وماينتج عن ذلك من رواج اقتصادى عظيم سيشعر به المواطنون بعد اتمام هذا المشروع، ولتحقيق الاستفادة الكاملة منه بالنسبة للتلاميذ فى كل انحاء الجمهورية بشكل اكثر لنا بعض المقترحات الاتية: 1 ان يصدر وزير التربية والتعليم توجيهاالى مديريات التربية والمحافظات بإعداد رحلات مدرسية للتلاميذ لزيارة موقع القناة الجديدة التى يجرى حفرها الآن على الطبيعة ومشاهدة عملية الحفر والجهود المضنية التى يقوم بها المصريون فى هذا الشأن والكراكات والحفارات والجرافات وكل المعدات التى تستخدم فى انجاز هذا المشروع . وحبذا لو تكون بداية هذه الرحلات المدرسية لتلاميذ المحافظات النائية. 2 ان يتولى القائمون على مشروع القناة توفير الاستراحات والخدمات اللازمة لهذة الوفود الطلابية القادمة لزيارة المشروع بالتنسيق مع وزارات السياحة والشباب والتعليم . على ان تنظم هذه الرحلات على مدار العام الحالى وقبل انتهاء المشروع . 3 تشجيع التلاميذ على المساهمة فى هذا المشروع الوطنى الكبير من خلال اقتناء شهادات استثمار قناة السويس الجديدة لتنمية شعورهم الوطنى وانهم ملاك حقيقيون له وليسوا غرباء عنه 4 ان تقوم هيئة قصور الثقافة ومديريات التعليم بإعداد برنامج مكثف عن المشروع وتقديمه فى كل قصور وبيوت الثقافة فى انحاء الجمهورية لزيادة وعى المواطنين وحبذا لو قامت الهيئة بطبع كتيبات عنه توزع مجانا على رواد هذه القصور وبذلك يتحقق الهدف الذى تسعى اليه وزارة التربية والتعليم بتعريف التلاميذ بهذا المشروع الوطنى العظيم . لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى