دقت ساعة الحقيقة وبدأت رحلة البحث عن الذات لمنتخبنا الوطني ,بعد سلسلة من الانتكاسات آن لها أن تنتهي، لتمهد الطريق لإنجازات تعيد هيبة الفراعنة وأمجادهم .. في الحادية عشرة من مساء اليوم بتوقيت القاهرة ,الثامنة مساء بتوقيت السنغال تبدأ أولي مواجهات المنتخب الوطني في التصفيات الافريقية المؤهلة لبطولة أمم افريقيا المجموعة السابعة التي تضم معهما منتخبي تونس وبتسوانا التي تحتضنها المغرب أوائل العام المقبل، عندما يلاقي المنتخب السنغالي القوي في مباراة تحديد خارطة الطريق وكشف هوية المنتخب في عهد مدربه شوقي غريب في أول تجربة رسمية له .. المباراة تقام علي ملعب ليوبولد سينجور ويديرها الحكم المالي كوليبالي وقد تأجل الاجتماع الفني الي صباح اليوم بعد أن كان مقررا له الأمس بسبب تأخر وصول مراقب المباراة الموريتاني . الفوز يعني الكثير للمنتخب ليس لأنه سيضع في جعبته أول 3 نقاط له وانما أيضا لأنه سيمثل بداية قوية للمنتخب ,فضلا عن أنه سيرفع كثيرا من معنويات اللاعبين قبل المواجهة الثانية في نفس التصفيات والتي لاتقل صعوبة عن مواجهة اليوم خاصة أنها مع المنتخب التونسي ..أما الهزيمة فإنها تعد انتكاسة وتضع المنتخب في ورطة وضغط شديدين .. ويبقي التعادل خيارا لابأس به اذا جاء لأنه سيمنح اللاعبين بعض الأمل في أن القادم من الممكن ان يكون أفضل . لم يجر المنتخب سوي تدريبين فقط في داكار.. الأول كان مساء أول أمس وكان الرئيسي ..واشتمل علي تقسيمة بين اللاعبين والتركيز علي بعض الجمل التكتيكية والخططية ..وطلب الجهاز الفني خلاله من اللاعبين تضييق المساحات أمام المنافس لمنعه من التسديد البعيد الذي يجيده العديد من لاعبي السنغال .. ونفس هذه الرسالة وصلت لحراس المرمي الأربعة شريف اكرامي وعصام الحضري وأحمد الشناوي وأمير عبد الحميد ليكون التركيز سيد الموقف طوال المباراة .. أما التدريب الثاني فكان خفيفا وأقيم مساء أمس علي ملعب المباراة ولم يستمر سوي نصف ساعة فقط وكان الهدف منه هو وضع اللمسات الأخيرة قبل المواجهة الصعبة . ورغم أن شوقي غريب المدير الفني استقر علي التشكيل الا أنه رفض الاعلان عنه بشكل رسمي مشيرا الي انه اعتاد علي ان يبوح بالتشكيل في المحاضرة الأخيرة التي تسبق المباراة بساعات قلائل ليس من باب السرية والكتمان فحسب وانما أيضا تحسبا لأي ظروف من الممكن ان تفرض نفسها علي الفريق، مثل اصابة لاعب أو عدم جاهزيته في يوم المباراة مما يضع المدرب الذي يعلن عن التشكيل مبكرا في ورطة أمام اللاعب البديل الذي كان قد سقط من حسابات الجهاز الفني . وقلل غريب من أهمية غياب ديمبا با مهاجم بشكتاش للاصابة لأنه لم يشارك مع المنتخب السنغالي في ودياته الأخيرة الأمر الذي يعني أن مدربه لم يكن يعول عليه كثيرا . كثرة الجاهزية وضعت الجهاز الفني في ورطة حقيقية وبدا أمامنا شوقي غريب و معاونوه حائرين في عملية المفاضلة والاختيار. وربما لم تكن الأمور محسومة الا للثلاثي شريف اكرامي حارس المرمي الذي يعيش مرحلة متوهجة في الوقت الحالي وصبري رحيل في ظل اصابة محمد عبد الشافي ومحمد صلاح ..استقر غريب علي اللعب بليبرو لكنه قد يكون متحركا وهناك مفاضلة بين حسني عبدربه وعلي غزال والجهة اليمني حائرة بين فتحي والمحمدي وحازم امام وعمر جابر ووسط الملعب هناك مفاضلة بين حسام غالي والنني وحسني عبدربه وهل يدفع بالأخير كليبرو أم لا وتحت راس الحربة هناك شيكابالا وحمودي ومؤمن زكريا وصالح جمعة وفي الهجوم مفاضلة بين كوكا وخالد قمر وعمرو جمال ..وبقدر وجود خيارات كثيرة ومتنوعة بقدر حضور الحيرة والتردد الاعداد النفسي تواكب مع الاعداد البدني والفني للمباراة ,فلم تنقطع جلسات شوقي غريب وعلاء نبيل وأحمد حسن مع اللاعبين لتهيئتهم نفسيا أيضا خاصة أنها المباراة الأولي في مشوار التصفيات الافريقية والفوز بها يمهد الطريق لأشياء كثيرة أما الهزيمة فانها تزيد الأمور تعقيدا وتضع المنتخب في موقف عصيب مبكرا . المحمدي : الفوز هدفنا أكد أحمد المحمدي نجم المنتخب المحترف في فريق هال سيتي الانجليزي أن المنتخب عينه علي النقاط الثلاث لأن البداية القوية ستسهل مهمة الفريق نسبيا في هذه المجموعة الحديدية مشيرا الي أن الفوز علي المنتخب السنغالي في عقر داره ليس أمرا صعبا طالما أن الارادة موجودة والروح القتالية العالية حاضرة . شريف إكرامي : البداية القوية ضرورية قال شريف اكرامي حارس مرمي المنتخب والأهلي ان صعوبة المواجهة لاتعني ان المنتخب يبحث عن أقل الخسائر , بل يسعي الي الفوز لتكون المعنويات عالية جدا قبل مواجهة المنتخب التونسي يوم الأربعاء المقبل مشيرا الي أنهم قادرون علي تحقيق نتيجة ايجابية أمام السنغال . المواجهة العاشرة هذه المواجهة هي العاشرة التي تجمع بين المنتخبين المصري والسنغالي كانت الأولي عام 86خلال بطولة امم افريقيا التي نظمتها مصر وكانت مباراة الافتتاح وفجرت السنغال مفاجأة بالفوز علي صاحب الأرض والجمهور ..وبعدها بعام واحد فقط كانت المواجهة الثانية في دورة الألعاب الافريقية بنيروبي وثأر الفراعنة لأنفسهم من أسود التيرانجا وفازوا بهدف نظيف سجله ايمن يونس ..وتقابل المنتخبان مرتين في تصفيات أمم افريقيا ببوركينافاسو عام 98 وتعادل المنتخبان سلبيا في مباراة الذهاب وفاز منتخبنا في الاياب بهدفين نظيفين أحرزهما هادي خشبة وحازم امام .. كانت المواجهة الخامسة عام 2000 في بطولة امم افريقيا بغانا ونيجيريا بعد أن وقع المنتخبان في مجموعة واحدة وفازت مصر بهدف نظيف سجله حسام حسن .. وتكرر وقوع المنتخبين في مجموعة واحدة لكن في تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002وتعادل المنتخبان سلبيا في داكار وفاز الفراعنة بهدف ميدو في الجولة الثانية لكن ذلك لم يمنع السنغال من التأهل للمونديال وتقديم عروض جيدة خاصة أن المنتخب السنغالي كان يمتلك جيلا ذهبيا يضم كوكبة من المواهب أمثال الحاج ضيوف واسماعيل با ولا مين دياتا وهنري كمارا وسليمان كمارا وهنري سيلفا وغيرهم .. وتجددت المواجهات في عام 2002 خلال بطولة الامم الافريقية بمالي وفاز المنتخب السنغالي بهدف أحرزه لا مين دياتا في مرمي الحضري .. وفي بطولة امم افريقيا التي نظمتها مصر عام 2006 كانت آخر مواجهة رسمية بين المنتخبين وفازت مصر بهدفين مقابل هدف سجلهما عمرو زكي واحمد حسن مدير المنتخب في الوقت الحالي .. ويتضح من تاريخ المواجهات أن كفة الفراعنة هي الأرجح ونتمني أن تسير مباراة اليوم علي نفس المنوال . مواجهة مصرية فرنسية اذا كان لقاء اليوم هو مواجهة مصرية سنغالية فان هناك مواجهة أخري خارج البساط الأخضر لكنها مصرية فرنسية ممثلة في شوقي غريب المدير الفني للمنتخب والفرنسي آلان جريس المدير الفني للمنتخب السنغالي وأحد نجوم الجيل الذهبي لفرنسا في حقبة الثمانينيات الذي ضم بلاتيني وتيجانا وفيرنانديز .. ويبدو أن المدرب الفرنسي تأثر بدوري بلاده فكان المحترفون في الدوري الفرنسي حاضرين بقوة في المنتخب ومنهم حارس المرمي ديمبا كمارا الذي يلعب لسوشو ، وبابا نداي وادريسا جانا المحترفان في ليل، وعيسي سيسوكو وبابي اللذان يلعبان في نانت.. ولامين سامي المحترف في بوردو .
