«من السهل ترشيد الكهرباء» جملة نحن فى أمس الحاجة إليها فى وقتنا الراهن وسنحتاجها مستقبلاً وحتى مع الوصول إلى الحد الذى لانشاهد فيه انقطاع التيار الكهربائى ، بهذه الكلمات أجمع خبراء البيئة والكهرباء الذين أكدوا أن مصر تمتلك مقومات الترشيد ونفذت بنجاح هائل تطبيقات فى غاية الأهمية يمكن أن تعمم لتغطى جميع أرجاء الجمهورية ، وتوكد المؤشرات أن نسب النجاح تتعاظم مع التوسع فى التطبيق. وعن هذا التطبيق يقول الدكتور محمد بيومى مدير برنامج البيئة ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائى :- منذ حوالى ثلاثة أشهر شارك البرنامج فى هذا المشروع الاسترشادى الرائع بتمويل يتراوح من 25% إلى 50% من جملة تكلفته تشجيعاً لما ينبئ به من نجاحات تبوح بها لغة الأرقام التى تم رصدها من واقع التطبيق الفعلى ، للوصول فى النهاية إلى إجراء دراسات قابلة للتطبيق والتعميم على مستوى الجمهورية ، ولقد تم تنويع المنشآت والمبانى التى تم انتقاؤها كنماذج للتجريب ، ومنها المبانى الحكومية والإدارية وإنارة شوارع التجمعات السكنيةونأمل مستقبلاً أن يضم المشروع بعض مبانى المدارس والجامعات. وعن تفاصيل المشروع يقول الدكتور إبراهيم ياسين المدير القومى لمشروع تحسين كفاءة الطاقة :- يقوم المشروع على فكرة تحسين كفاءة الطاقة باستبدال أساليب الإنارة الحالية فى المبانى بأساليب حديثة أقل بكثير من حيث الاستهلاك فى الطاقة ، فى نفس الوقت افضل اقتصادياً وبنسب عالية للغاية ،وذلك عن طريق استبدال لمبات الإنارة الفلوروسنت (النيون ) بلمبات موفرة جداً للطاقة من نوع (LED) ، علما بأن اللمبات المستبدلة لها نفس الطول مع الحفاظ على الجزء المعدنى للكشاف ، وبناء على القياسات الأولية ثبت أنه يمكن استخدام 50% فقط من لمبات (LED) لتعطى نفس الإضاءة بالمقارنة باللمبات الفلوروسنت، إضافة إلى أن لمبات (LED) تستهلك طاقة أقل بكثير منها، وهذا يعنى توفير هائل فى الطاقة المستهلكة يصل إلى 80% لو أخذنا فى الإعتبار الفارق بين قوة اللمبتين، ومن ناحية أخرى فإن متوسط العمر الافتراضى للمبة الحديثة سيصبح أكبر بكثير حيث إن متوسط عمر لمبة الفلوروسنت العادية الذى يبلغ 25 ألف ساعة بينما متوسط عمر لمبة (LED) يصل إلى أكثر من 100 ألف ساعة أى أربعة أضعاف وهذا ترشيد اقتصادى هائل علىالمستويين الحكومى والأهلى، ونحن هنا نوفر ثمانية أضعاف! وعن أهم المبانى التى تم إدخالها فى المشروع الاسترشادى يضيف الدكتور ابراهيم ياسين :- قمنا بتنفيذ خطة مشروع تحسين كفاءة الطاقة حسب جدول محدد استهدف الكثير من المبانى كتجريب منها مبانى جهاز التعمير التابع للمجتمعات العمرانية الجديدة ومبنى مركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا (سيدارى) ومجمع الكرمة بالشيخ زايد ومبنى دراسات تصميمات كهربة الريف (مبنى مرفق الكهرباء وحماية المستهلك) وغيرها من المبانى، ونفذنا بالفعل استبدال جميع لمبات الفلورسنت العادية بلمبات (LED) الموفرة للطاقة ، وللوقوف على مدى الترشيد وبتطبيق فعلى على أرض الواقع تم زيارة أحد محطات تمويل السيارات بالغاز الطبيعى والتى خضعت للإحلال وكان الاستهلاك الفعلى للمبات الفلورسنت بالمحطة 300 وات وبعد الاستبدال أصبح 88 وات فقط، أى أنه تم توفير 212 وات بما يعادل 70% وهنا يتضح الفارق الشاسع. وتستكمل الدكتورة كاميليا يوسف محمد استشارى وزارة الكهرباء الحديث عن منظومة الترشيد التى باحت بها نتائج التطبيق الفعلى فتقول:- يعتبر مبنى دراسات تصميمات كهربة الريف (مبنى مرفق الكهرباء وحماية المستهلك) نموذجا للدراسة الفعلية للمشروع، وبالتفصيل لونظرنا لشكل الإضاءة نجد أنها كانت تعتمد على كشافات 60 سم 60 سم بكل كشاف 4لمبات فلوروسنت كل لمبة 18 وات أى أن الكشاف 72 وات، وتم استبدال كل كشاف بلمبتين (LED) كل لمبة 9وات أى معاً 18 وات وتعطى نفس الإضاءة تماماً، وهذا يعنى توفير 54وات وبنسبة ترشيد طاقة 80% فى الكشاف الواحد، وبالحساب الكلى للمبنى الذى يضاء بعدد 1500لمبة فلوروسنت استبدلت بعدد 750لمبة (LED)، نجد أن الاستهلاك الكلى انخفض وهنا يتضح الفارق الشاسع ويعود الدكتور إبراهيم ياسين متحدثاً عن كيفية تعميم التجربة والخطوات التى تمت لتحقيق ذلك فيقول :- السؤال الذى يطرح نفسه إذا كانت تلك الأرقام تؤكد هذا الوفر الهائل فى كميات الطاقة فى المبانى التى تم التطبيق فيها بالفعل وحصدت تلك النتائج الهائلة ، فما هوالحال لوتم تعميم المشروع فى جميع المبانى الحكومية والمدارس والجامعات والشوارع والميادين والمتاجر، ولنتخيل تخفيض استهلاك الإنارة بنسبة لاتقل 80% بل تزيد لتصل إلى 90% حتماً إنها طفرة هائلة يجب ألا نتوانى لحظة فى الإسراع إلى تعميمها وفى أقصر وقت ممكن لأنه أفضل الحلول، وتجدر الإشارة هنا إلى أن وزارة الكهرباء طرحت مناقصة لتوريد وتركيب 10 ملايين لمبة (LED) عن طريق شركة توزيع القطاع المنزلى، أما بخصوص إمكانية تصنيع اللمبة فى مصر فهناك بعض المنتجين المحليين قاموا بتصنيع أجزاء من مكونات اللمبة (LED) ويتم استيراد بقية الأجزاء لتجمع فى مصر بكفاءة عالية، ويمكننا القول أن هذا سيسهم بفاعلية باستكمال تعميمه على مستوى الجمهورية فى تخفيف الأحمال بصورة هائلة، ويبقى القول إن هناك اتجاها آخر فعالا لتخفيف جزء كبير من الأحمال عن طريق استخدام الطاقة الشمسية فى توليد الطاقة والكهرباء للقطاعين الحكومى والمنزلى، وننوه هنا إلى مذكرة تفاهم تم توقيعها مع مشروع شمسك يامصر التابع لمركزاتخاذ القرار بمجلس الوزراء.