اتهم محققون تابعون للأمم المتحدة أمس الحكومة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى الحرب الدائرة بينهما. وقال المحققون إن قوات الدولة الإسلامية فى شمال سوريا تنفذ حملة لبث الخوف تشمل بتر الأطراف والإعدام العلنى والجلد. كما ذكر المحققون، فى تقرير من 45 صفحة صدر فى جنيف، أن قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على مناطق مدنية بينها براميل يعتقد أنها كانت تحوى غاز الكلور فى ثمانى وقائع حدثت خلال شهر أبريل الماضي، وارتكبت جرائم حرب أخرى تستوجب ملاحقتها قضائيا. وجاء فى التقرير العنف استشرى متجاوزا حدود الجمهورية العربية السورية والتطرف بات يغذى الوحشية المتزايدة التى يتسم بها الصراع. وأضاف التقرير عادة ما يعقب الهدنات القسرية - وهى علامة على استراتيجية الحكومة فى الحصار والقصف - اعتقالات جماعية لرجال فى سن القتال ويختفى كثير منهم. وهذا هو ثامن تقرير للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل ثلاثة أعوام ويستند إلى 480 مقابلة وأدلة موثقة جمعها فريق اللجنة الذى يحاول بناء قضية بهدف الملاحقة الجنائية فى المستقبل. وذكر التقرير أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) - الذى يجتاح العراق أيضا فى مسعاه لإقامة دولة خلافة عبر الحدود- استطاع أن يجتذب مقاتلين أجانب لديهم قدر أكبر من الخبرة وتحركهم العقيدة وبسط سيطرته على مناطق واسعة فى شمال وشرق سوريا لاسيما فى محافظة دير الزور الغنية بالنفط. وقال التقرير إن عمليات الإعدام فى ساحات عامة أصبحت مشهدا معتادا أيام الجمعة فى مدينة الرقة والمناطق التى يسيطر عليها التنظيم فى محافظة حلب. وتابع «يشهد أطفال عمليات الإعدام هذه التى تكون بقطع الرقاب أو إطلاق النار على الرأس من مسافة قريبة، يتم عرض الجثث فى مكان عام وتعلق فى أحيان كثيرة على صلبان قرابة ثلاثة أيام لتكون تحذيرا للسكان المحليين». وقال التقرير إن قوات تنظيم الدولة الإسلامية ارتكبت جرائم التعذيب والقتل وأفعالا ترقى إلى الخطف والتهجير فى إطار هجمات على مدنيين فى محافظتى حلب والرقة تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية. وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة، فى بيان، تنظيم الدولة الإسلامية يمثل خطرا واضحا وقائما على المدنيين لاسيما الأقليات تحت سيطرته فى سوريا والمنطقة. وفى تطور آخر، كشف خبراء أمريكيون أن وكالات المخابرات الأمريكية تواجه مهمة صعبة لتعقب التكفيريين فى سوريا حيث تفتقر الولاياتالمتحدة إلى شبكة قوية من المخبرين، فيما يواجه أسطولها من الطائرات دون طيار مخاطر المضادات الأرضية السورية. وقال مسئولون سابقون فى البيت الأبيض ومحللون إنه فى حالة قرار الرئيس باراك أوباما بتوسيع نطاق الغارات الجوية التى يشنها على مسلحى داعش فى العراق إلى سوريا المجاورة، فإن الثغرات فى عمل أجهزة المخابرات تؤخر هذا المجهود وتعيقه. وقال آدم شيف النائب الديمقراطى عن ولاية كاليفورنيا إن هامش التحرك الأمريكى أضيق بكثير فى سوريا من العراق، فيما أكد مسئولون سابقون أن الولاياتالمتحدة تعتمد فى غاراتها فى العراق وأفغانستان وباكستان واليمن على عدد كبير من المخبرين وسرب من الطائرات بدون طيار يمكنها التحليق فى الجو لساعات بانتظار ظهور قيادى تكفيرى فى مرمى نيرانها. وفى الإطار ذاته، أشار مايكل روبن من معهد «أمريكان أنتربرايز» للدراسات السياسية إلى أن الولاياتالمتحدة تفتقر إلى صورة واضحة لمواقع داعش فى سوريا، موضحا أن الحكومتين التركية والقطرية قدمتا الدعم لعناصر متطرفة فى سوريا، وأنهما تلعبان «لعبة مزدوجة».