ليس مصادفة ان يعلن المهندس ابراهيم محلب عن تفاصيل المشروع القومى الثالث لتنمية الساحل الشمالى أثناء افتتاحة لفندق سياحى جديد-فقد أراد رئيس الوزراء ان يبعث برسالة قوية بأن مصر قد تغيرت وانها تدعم المستثمر الجاد وتشجعه وانها فى عهدها الجديد ماضية فى تحقيق أحلام المصريين التى طالما حفظت فى الأدراج وطواها النسيان على مدار عقود طويلة وان قيادتها عازمة على تحويل هذا المكان الساحر من ثروة مهدرة فى الشاليهات السكنية غير المستغلة الى ثروة تدر عائد اقتصادى يحقق قيمة مضافة لصناعة السياحة ويفتح أبواب رزق جديدة لملايين المصريين. ..خلال فترة اقامتنا بالفندق الذى يحتضن خليج غزالة الساحر بمياه الزرقاء ورماله الذهبية الناعمة فى انتظار وصول رئيس الوزراء - تذكرت كلمات نزار قبانى فى وصف الطبيعة حينما قال «جمعت الطبيعة عبقريتها فكان الجمال» بالفعل لقد تجسد الجمال فى هذا المكان الساحر وادركت ومعى سفراء ايطاليا والاتحاد الأوروبى والجزائر ان مصر لديها طبيعة خلابة وثروة سياحية فريدة تم اهدارها فى بيع الأراضى وتقسيمها بغرض انشاء اسكان سياحى يتم استغلاله على أكثر تقدير لمدة ثلاثة اشهر فى السنة ودون ان يحقق فائدة تذكر للأقتصاد القومى. ..وقد لمست من رئيس الوزراء إدراكه هذا الواقع المؤسف حينما قال ان مصر لديها ثروات لم تكتشف بعد وابدى سعادته من وجود سائحين من مختلف الجنسيات داخل الفندق مشيرا الى ضرورة استغلال الساحل الشمالى لجذب المزيد من الحركة السياحية، وتوفير الأمن حتى تعود السياحة الى سابق عهدها وطلب من الوزراء المرافقين لة ازالة جميع العقبات امام الأستثمار السياحى فى الساحل الشمالى وتسهيل الأجراءات الخاصة برحلات الطيران حتى يظل الساحل الشمالى يعمل طوال العام. ومن وجهة نظرى فان اختيار محلب لهذا الفندق الذى يمتلكة مصرى وتديره شركة تركية - يؤكد على اهتمام الدولة وتشجيعها للاستثمارات السياحية الجادة التى تضيف غرف سياحية جديدة تعمل على جذب المزيد من حركة السياحة العالمية وتكون ملاذا لشباب مصر الباحث عن فرصة عمل. كما يأتى ايضا إعلان الحكومة عن مخططها لتنمية الساحل الشمالى من مشروع سياحى جديد وفى حضور مستثمرى السياحة وشركات السياحة الأوروبية له دلالة قوية على ان المستقبل فى هذه المنطقة لن يكون إلا للمشروعات السياحية الجادة التى تعمل على تعظيم العائد الاقتصادى وتفتح فرص عمل جديدة- وكان ايضا اشارة البدء لجميع اجهزة الدولة المعنية بوضع الساحل الشمالى على خريطة السياحة العالمية. هذا ويعتبر الساحل الشمالى اذا ما تم تنفيذ هذا المخطط - مقصدا سياحى جديدا وفريدا الى جانب البحر الأحمر والسياحة الثقافية، وهنا تعكس كلمات محلب توجهات الدولة فى هذه المرحلة حيث قال «اننا الآن لدينا قيادة لها رؤية وشعب لدية إرادة فى ان تصبح مصر قوية بإقتصادها وبتنوع مصادر دخلها». انطباع رئيس الوزراء الإيجابى عن مستوى الفندق وسعادتة بوجود سائحين دفعنى لسؤالة عن المستثمرين الذين أخلوا بشروط تعاقدهم مع الدولة واتجهوا لبناء اسكان سياحى وحققوا مكاسب هائلة دون ان يقوموا ببناء الشق الفندقى المنصوص علية فى التعاقد - هل ستتركهم الدولة وعفى الله عما سلف ام ستأخذ الدولة حقها وتجبر اصحاب هذه المشروعات على تنفيذ بنود التعاقد الذى على اساسه حصلوا على سعر المتر بأسعار متدنية؟ كان رد محلب ان مصر تحترم تعاقداتها مع المستثمرين وفى المقابل تطلب منهم التعامل بنفس المبدأ مؤكدا انه لا تهاون فى حق الدولة وان الفترة القادمة سيتم فتح هذا الملف وستقوم وزارة السياحة بالضغط على هؤلاء المستثمرين حتى ينتهوا من بناء الشق الفندقى. واضاف محلب فى تصريح خاص «للأهرام» انه يجب التركيز خلال الفترة القادمة على بناء الفنادق السياحية حتى نستطيع جلب سياحة اوروبية وعالمية لتعظيم العائد الاقتصادى للساحل الشمالى ودعم ميزانية الدولة بالاضافة الى تشغيل الشباب وخلق فرص عمل جديدة مؤكدا ان الرئيس عبدالفتاح السيسى يوجه بضرورة تشجيع المشروعات التى تستوعب الشباب الباحث عن فرصة عمل. وزير السياحة هشام زعزوع اثناء عرض مشروع تنمية الساحل الشمالى بحضور رئيس الوزراء ووزراء الاسكان والاستثمار والنقل والحكم المحلى والتخطيط - طلب ايضا من مستثمرى السياحة ان يتقدموا لبناء غرف سياحية جديدة بالساحل الشمالى اسوة بالمستثمر الذى تم افتتاح مشروعه مضيفا ان هذا المقصد السياحى سيكون منجم مصر السياحى القادم واكد الوزير ان هذه المنطقة عليها طلب دولى خاصة من الدول الأوروبية. ناصر عبداللطيف الخبير السياحى ومالك الفندق اتفق مع ما قاله رئيس الوزراء مضيفا ان الساحل الشمالى يمثل ثروة سياحية فريدة تمثل قيمة مضافة لسياحة البحر الأحمر فى الغردقة وشرم الشيخ مشيرا الى انه لأول مرة سيستقبل الساحل الشمالى طائرات شارتر قادمة من الدول العربية والأوروبية – وطلب من المستثمرين السياحين ان يستثمروا أموالهم فى بناء المزيد من الفنادق والقرى السياحية مبررا طلبه بأن الساحل الشمالى لن يوضع على خريطة السياحية العالمية ولن يحصل على حقه الطبيعى من هذه الحركة إلا بزيادة عدد الغرف السياحية الى 15 ألف غرفة مشيرا الى ان هذه المنطقة بها أربع مطارات من الممكن استغلالها لتيسير رحلات شارتر من مختلف دول العالم. واكد عبداللطيف ان هذا التوجه الجديد للدولة دفعة لكى يصل بعدد الغرف من 250 غرفة حاليا الى 550 غرفة بحلول الصيف المقبل وباستثمارات تصل الى 750 مليون جنيه مشيرا الى ان هذا الفندق يعد الاول من نوعه بمنطقة سيدى عبدالرحمن ويستهدف السياحة الاجنبية بالاضافة الى السياحة الداخلية، وقال انه استقبل بداية الأسبوع الجارى تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء مجموعات سياحية أجنبية من الروس والألمان والايطاليين مؤكدا انة سيعمل على تسويق هذا المنتج السياحى الجديد فى كل الدول الأوروبية المهتمة بسياحة البحر المتوسط حتى يظل الساحل الشمالى يستقبل الوفود السياحية طوال العام. وطالب عبداللطيف من رئيس الوزراء ان تقوم الأجهزة المختلفة بتذليل العقبات امام الاستثمار السياحى، وان تقوم المحافظة بإنارة ورصف الطرق الرئيسية لتجميل الطرق المؤدية الى الفنادق. بعد أن عرض وزير الإسكان مصطفى مدبولى مخطط تنمية الساحل الشمالى، أكد سفير ايطاليا بالقاهرة ماوريتسيو مسارى لرئيس الوزراء - ان الساحل الشمالى كنز سياحى يتميز بمقومات فريدة تستطيع جذب الأفواج السياحية من مختلف دول العالم وخاصة من السوق الأيطالى الذى يعشق السفر الى كافة المقاصد السياحية فى مصر.. ..للأسف أصبح الساحل الشمالى خلال السنوات الماضية مصدرا للثراء السريع حيث تركته الحكومات المتعاقبة مرتعا لرؤوس أموال أهدرت الأرض التى حصلت عليها بأبخس الأسعار لبناء فيلات وشاليهات لا عائد اقتصادى منها يدعم ميزانية الدولة – منظومة من الفساد دبت فى الساحل الشمالى طوال عهود طويلة شجعتها الدولة فى ذلك الوقت - بل أنها كانت البادئة ببناء شاليهات مارقيا ومارينا لأصحاب الحظوة المقربين من أهل السلطة دون ان تلتفت لبناء فنادق لجذب المزيد من حركة السياحة العالمية، وأعتقد أن زيارة رئيس الوزراء وإعلان المشروع القومى الثالث لمصر فى ظل عهدها الجديد لتنمية الساحل الشمالى يمثل نهاية لهذا العصر لتبدأ مصر أولى خطواتها نحو المستقبل.