مازال مسلسل تفجير أبراج الكهرباء مستمرا منذ أشهر عن طريق زرع قنابل يدوية أسفل ابراج الضغط العالى مما تسبب فى قطع الكهرباء وان اجمالى الخسائر التى تكبدها قطاع الكهرباء جراء الأعمال التخريبية التى يقوم بها الارهابيون بالشبكة القومية للكهرباء بلغت نحو 276 مليون جنيه و أن هذه الخسائر تشمل 36 مليونا خسائر مباشرة تعادل تكلفة اصلاح وإعادة تأهيل الأبراج والمحولات والخطوط و 240 مليونا خسائر غير مباشرة تعادل قيمة الطاقة التى تفقدها الشبكة القومية للكهرباء ويحرم منها المواطنون بسبب الأعمال التخريبية. التقرير الذي ناقشه المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وأعدته وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن الاحداث الارهابية التى تستهدف خطوط نقل الكهرباء كشف عن محاولة يائسة لإظلام مصر ، وتناول كل المحاولات التى شهدتها الشبكة على مستوى الجمهورية بداية من اوائل الشهر الماضى والتى تمت السيطرة على اغلبها وكلف وزارتى الدفاع والداخلية بتكثيف تأمين الشبكة بكل الطرق الممكنة لذللك وأكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة استمرار تكثيف حالة الطوارئ بشركات الكهرباء لتأمين استقرار التيار الكهربائى خاصة بعد الاحداث الارهابية الاخيرة على خطوط نقل الكهرباء وأن التأمين ليس له أى قيمة دون مساعدة المواطنين لأن أبراج الكهرباء تقع على مساحة 44 ألف كيلو متر يصعب تأمينها بشكل كامل وأن استهداف محطات الكهرباء فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد قد تؤثر بشكل كبير على الأوضاع الأمنية فى البلد. أكد شاكر أننا نمر حاليا بأزمة طاقة ونقص للموارد وأن جميع أجهزة الدولة ومجلس الوزراء يبذلون أقصى جهد من أجل التغلب على مشكلة انقطاع التيار وتوفير متطلبات تأمين الشبكات الكهربائية واستقرارها ومحاصرة الظلام بتوفير كميات الوقود المطلوبة لتشغيل محطات توليد الكهرباء وان الموقف الحالى للشبكة جيد لكن الخدمة الجماهيرية ممثلة فى استمرارية التيار غير مرضية. وقال : «ان الظلام يزعجنى اكثر من المواطن»، وانه سيتم ضبط منظومة الطاقة خلال ثلاثة اعوام متزامنا مع موعد الانتهاء من تنفيذ الخطة الخمسية 2012 - 2017، فالشبكة الكهربائية بها خطط استراتيجية طويلة الأمد وهناك تطوير وتحديث لها بما يضمن تخفيف الاعتماد على الوقود البترولي، ولابد من تكاتف الجميع، واعترف أن لدينا مشاكل فى انقطاع التيار ولكن هناك متطلبات لإصلاح الشبكة القومية سواء شبكات النقل لفك الاختناقات وتطوير مراكز التحكم وانشاء مراكز فى كل مكان حتى نصل لمرحلة العالمية وعدم انقطاع التيار تماما ورفع مستوى أداء العاملين. لا صورة وردية وأشار الى أنه يجب أن نعرف أسباب انقطاع الكهرباء ونعمل بشفافية كاملة لا نريد التهويل أو التهوين منها ، ولا أن نرسم صورة وردية بغير الحقيقة ، ونحاول أن نوصل للمواطن الموقف كما هو تماما ونضع جميع الاحتمالات فى تصوراتنا للعمل للوصول بانقطاعات التيار لأدنى المستويات ولن يكون العجز أكثر من 1500ميجاوات، بل يقل فى بعض الاحيان الى 1000 ميجاوات فى حالة توافر الوقود بالكميات الكافية الا أن استهداف ابراج الكهرباء اصبح عائقا كبيرا امام استقرار التيار. واضاف ان استقرار التيار خلال الشهور القادمة مرتبط بثلاثة محاور تتمثل فى قطاعى الكهرباء والبترول وجمهور المواطنين فموقف الحكومة وتحركاتها يؤكد أنها تسير فى طريق توفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء باستيراد الوقود والغاز المسال وانه يجرى اعداد منظومة لاستيراد الغاز لتوفير متطلبات محطات توليد الكهرباء وذلك بالتعاون مع الوزارات المعنية من كهرباء وبترول ومالية و انه يجرى إضافة قدرات جديدة للشبكات, وسيتم إضافة3000 ميجاوات بمحطة شمال الجيزة, و500 ميجاوات بمحطة بنها, و650 ميجاوات بالعين السخنة و650 ميجاوات بالوحدة الثانية لأبوقير وأوضح أن ترشيد المواطنين سيوفر 2000 ميجاوات تعوض العجز فى الطاقة وأنصح من يرغب فى شراء أجهزة التكييف بالشراء وعدم حرمان اسرته من هذه الرفاهية فى أوقات الصيف شرط أن يحسن تشغيله ويرشد استخدامه وأن يكون تشغيله على درجة حرارة ما بين 23 إلى 25 وأن تكتفى الأسرة بتشغيل جهاز واحد فى فترة الذروة المسائية من بعد الغروب وحتى العاشرة مساء خاصة أن مصر بها الآن 7 ملايين جهاز تكييف وان عددا كبيرا من الأسر لديها أكثر من جهاز وان تشغيل نصف هذه الأجهزة فى وقت الذروة سيوفر أكثر من 2000 ميجاوات و أنه لو قام كل مشترك من اجمالى 29 مليون مشترك على مستوى الجمهورية بإطفاء لمبة واحدة 40 وات فى كل بيت توفر 1200 ميجا وات سنخرج من هذه الازمة الحالية. وقال الوزير انه للخروج من الأزمة لابد من تشجيع القطاع الخاص للدخول فى عمليات إنشاء المحطات الكهربائية، سواء محلى أو أجنبى خلال السنوات المقبلة، ونحاول التفكير الجدى فى بدائل أخرى بخلاف استخدام الغاز الطبيعى كوقود لمحطات الكهرباء، وانشاء محطات نووية لتوليد الطاقة، بغض النظر عن موقعها سواء الضبعة أوغيره وتعد الطاقة النووية أحد مصادر الطاقة الأقل تكلفة فى توليد الكهرباء ؛ بعيداً عن التكلفة الأولية لتدشين أول محطة إلا أن تكلفة التشغيل تجعل تكلفة إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة النووية أرخص على مدى عمر المحطة.بجانب ضرورة أن تتجه مصر لإنتاج الكهرباء من الفحم، بتشغيل المحطات بهذا المصدر الأولى من الطاقة. براءة الوقود والصيانة واضاف أن إلقاء المسئولية فى انقطاعات التيار على صيانة المحطات وارتفاع معدلات استهلاكها من الوقود غير صحيح فنحن لدينا أكثر من 55 محطة تضم 225 وحدة توليد تم وضع برنامج من شهر سبتمبر الماضى لنهاية مايو لصيانتها جميعا بمعدل 10 إلى 15 وحدة شهريا وأن الدولة قامت بتدعيم اعمال الصيانة بالمحطات ب 700 مليون جنيه لسداد مستحقات الشركات العالمية فى هذا المجال وان هذا تضمن اجراء صيانات كاملة لجميع محطات التوليد ورفع كفاءة هذه المحطات لتكون جميع وحدات التوليد جاهزة للعمل كما ان هذه الأعمال تخفض معدلات استهلاك الوقود الذى انخفض لمعدلات كبيرة فى محطات الكهرباء. وقال المهندس أحمد الحنفى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء إن شبكة الكهرباء مستهدفة منذ فترة من قبل بعض المخربين وبخاصة أبراج الكهرباء وان الأعمال الإرهابية تأتى فى أوقات تمثل أزمة فى قطاع الكهرباء لوضع الحكومة فى مأزق بسبب ارتفاع الأحمال ودرجات الحرارة ونقص الوقود وأن عدد أبراج الكهرباء على مستوى الجمهورية بلغ 140 ألف برج حاليا ما بين جهد 66 و220 و تقع على مساحة بأطوال تصل إلى 40 ألف كيلو متر مربع فى جميع أنحاء الجمهورية وبمسافة 350 مترا بين كل برج والآخر و أن أبراج الكهرباء يصعب تأمينها بنسبة 100% وخاصة التى توجد بالمناطق الصحراوية التى لا توجد بها سكان وبعضها توجد بالقرى والنجوع وداخل الأراضى الزراعية ولايمكن تأمينها الا من خلال انتشار مكثف لرجال المباحث بالمناطق المحيطة بهذه الأبراج. دلالات التفجير وأضاف أن استهداف الخطوط ذات الجهد العالى من خلال تفجير خط يغذى الشبكة القومية ب 800 ميجاوات ولم يلجأ لتفجير الخطوط الأخرى التى تجاوره بأحمال تصل إلى 300 ميجاوات واحداث اخرى بسيناء منذ أيام بطريقة التفجير نفسها باستخدام أنبوبة بوتاجاز مربوطة بأعمدة البرج إلا أن التدمير لم يتعدَّ حريقاً فى إحدى زوايا البرج دون تدميره وآخر فى أحد أبراج المحمودية وسط وجود سكانى بإحدى القرى بطريقة التفجير نفسها أدى لانهيار برج بقدرة 300 ميجاوات مما يؤكد أن هؤلاء الأشخاص يستعينون بمهندسى كهرباء وفنيين على دراية بهذه الخطوط جيداً ويوجد لدينا مهندسون وفنيون داخل القطاع ينتمون لجماعات مختلفة وأن تدمير الأبراج لا يستهدف السرقة بل الشبكة القومية لإحداث إظلام تام ومفاجئ فى جميع المحافظات.