أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن الهجوم على ثوابت الإسلام ليس بجديد، وأن العبارات المستخدمة في التشكيك والطعن في هذه الثوابت لم تتغير وإن اختلفت الأهداف، وأن الأشخاص القائمين عليها غير متخصصين ومتطفلون على موائد العلوم الشرعية، ولا يعدو كلامهم أن يكون جعجعة وضجة فارغة أشبه بفقاعات الهواء سرعان ما يكتشف الناس خلوها من المضمون وبعدها عن الحقيقة.. وقال إن الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية دعوية، لا يحمل عداء لأحد ولا ينبغي أن يكون له خصومة مع أحد، ويعمل لمصلحة المصريين جميعا، وأهل السنة في ربوع العالم. وسوف يتخذ كل الإجراءات المناسبة ضد المتطاولين على الثوابت الدينية والمسيئين للإسلام وللأزهر وعلمائه، من منطلق مسئوليته التي نص عليها الدستور. وأكد في حوار ل « الأهرام» أن الهجوم غير المبرر على الأزهر في بعض الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية، يهدف إلى إضعاف دور الأزهر وشغله بالخوض في حروب كلامية عن دوره الأساسي ورسالته، وإلهائه عن قضايا الأمة وما يحدق بها من أخطار، وربما عقاب على مواقفه التاريخية المنحازة للمصالح العليا للوطن .. وإلى نص الحوار ما تفسيرك لشيوع ظاهرة الطعن والتطاول على ثوابت الدين وإثارة قضايا فقهية على شاشات الفضائيات كان من الأولى إثارتها في أماكن البحث وقاعات الدرس خاصة في هذه الآونة التي تواجه فيها مصر تحديات داخلية وخارجية؟ شيوع ظاهرة الطعن في الثوابت يرجع إلى أمرين، الأول : سلوك اي مسلك يساعد على تحقيق الأغراض الدنيئة وزعزعة استقرار المجتمع ولو كان بتشكيك الناس في ثوابت دينهم, والثاني: الجهل المطبق الذي يسيطر على المتطفلين على مجال الدعوة بحثا عن الشهرة. ونحن منتبهون لمكر هؤلاء، ونعرف ما يخططون له، ولن نسكت على انتقاد الثوابت. هل تعتقد بوجود مؤامرة على مصر والأزهر فشلت في استخدام ستار التطرف وتسعى الآن إلى تحقيق أهدافها من خلال إثارة القضايا الفقهية الفرعية والشبهات التي سبق الرد عليها وقتلت بحثا ؟ المؤامرة يقينية وليست مجرد ظن والمتابع لهذه الهجمة الشرسة على أكبر مؤسسة دينية على وجه الأرض يقف على ذلك بوضوح، ولكنها مؤامرات فاشلة وبائسة لا تضر الا بأصحابها. وسيظل الأزهر، كما كان دوماً على مر العصور، المنارة الشامخة للإسلام الصحيح، ومفهومه الوسطى والمعتدل، في مصر والعالم. كيف ترى التطاول على الأزهر في بعض وسائل الإعلام ؟ ومن هم أطراف المؤامرة على الأزهر الشريف والذين أشرتم إليهم في احتفالية تدشين بوابة الأزهر الالكترونية؟، ولماذا لا يتم كشف أبعادها للرأي العام؟ الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية دعوية، لا يحمل عداء لأحد ولا ينبغي أن يكون له خصومة مع أحد، فهو يعمل لمصلحة المصريين جميعا، ولمصلحة أهل السنة في العالم كله، وظاهرة الهجوم غير المبررة على الأزهر على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية، هدفها إضعاف دور الأزهر وشغله بالخوض في حروب كلامية عن دوره الأساسي ورسالته، وإلهائه عن قضايا الأمة وما يحدق بها من أخطار، وربما عقاب على مواقفه التاريخية المنحازة للمصالح العليا للوطن، ولا نود اتهام أطياف بعينها ولكن يمكن القول إن هذه الحملة يقف خلفها من لا يريدون مصلحة الوطن ولا يحملون ودا لديننا الإسلامي الحنيف ولا الملتزمين به، ونبشر الجميع بأن هذه الهجمة ستفشل فشلا ذريعا ولن تحقق للقائمين عليها إلا الخيبة والانكسار لأننا لهم بالمرصاد, وقد بدأنا في إعداد كوادر أزهرية قادرة على مواجهة مثل هذه الأفكار وسيري جميع المصريين على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل علماء الأزهر الحقيقيين وهم يلقنونهم دروسا في أدب الحوار ويردون على جميع افتراءاتهم. وسوف نتخذ كل الإجراءات المناسبة ضد المتطاولين على الثوابت الدينية والمسيئين للإسلام وللأزهر وعلمائه، من منطلق مسئولية الأزهر وفق الدستور عن الدعوة، كما أؤكد أننا لا نعادى أحد أو نتعامل بالحسنى مع الجميع ونقبل النقد البناء والمحترم. بعد أن عاني الأزهر هجوم المتطرفين ومحاولة تيارات الإسلام المتشدد السيطرة عليه خلال السنوات الماضية هل يواجه الآن تيارا فكريا جديدا يسعى إلى النيل من ثوابت الإسلام والمؤسسة الأزهرية؟ النيل من ثوابت الإسلام ليس جديدا فهذه الثوابت تعرضت لهجوم كثير على مر التاريخ والعبارات المستخدمة في التشكيك والطعن في هذه الثوابت لم تتغير ولم تتبدل ولكن يتبدل الأشخاص وإن اختلفت الأهداف، وهي لا تستند إلى أدلة أو حجج يمكن اعتبارها فضلا عن الأشخاص القائمين عليها ، فهم مجموعة من غير المتخصصين المتطفلين على موائد العلوم الشرعية، كلامهم لا يعدو الجعجعة والضجة الفارغة أشبه بفقاعات الهواء سرعان ما يكتشف الناس خلوها من المضمون وبعدها عن الحقيقة. فالأزهر بعلمائه منفتح على العالم وقادر على التعامل مع قضايا العصر ومتيقظ لكل ما يحاك من دسائس ضد المسلمين. ولماذا يتساءل بعض الكتاب أين شيخ الأزهر في كل حدث يستجد على الساحة ؟ من الطبيعي أن ينتظر الناس دور الأزهر وشيخه في كل الأحداث الجارية على الساحة والمتعلقة بالشأن الإسلامي، ولكن من الإجحاف الشديد تعمد إخفاء مواقف شيخ الأزهر الخالدة الثابتة والمساندة لقضايا الأمة ،والمتابع العادي يدرك ذلك بكل وضوح ،ولكنها لا تعمى الأبصار ، ولكن العمى يصيب القلوب السوداء التي لا تعرف الحق والإنصاف فما من قضية تهم المجتمع المصري بأسره أو المسلمين في العالم إلا والأزهر وشيخه لها فيها باع طويل مشرف لمن كان له قلب. وأقول لأصحاب هذه الأقلام ألم تكونوا ضيوفا على شيخ الأزهر ومشاركين له في إعداد وثائق الأزهر التاريخية التي حددت ملامح الطريق للثورة المصرية وحمت الشعب المصري من مخاطر الفرقة والخلاف؟ كما أقول لهم ألم تسمعوا كلمته في احتفال مصر بليلة القدر ودفاعه المستميت عن قضايا الأمة الإسلامية وخاصة قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف؟ ألم تتابعوا مواقفه تجاه ما يحدث لمسلمي ميانمار وأفريقيا الوسطي والإبادة الجماعية وغيرها في وقت لم تتحرك فيه أقلامكم بحرف للدفاع عنهم؟! ما ردك على الاتهامات الموجهة للأزهر بأنه غير قادر على تجديد الخطاب الديني وأن أساتذة الشريعة بكليات الحقوق هم الأجدر بهذا الدور؟ هذا الادعاء من أعجب ما سمعناه في الآونة الأخيرة، ولا ادري أي جرأة تلك التي بلغها مدعو هذا الطرح الذي أوقن بان علماء الشريعة في كليات الحقوق أنفسهم لا يقبلونه ولا يحترمون طارحه، فنظرتنا إلى كل المتخصصين في العلوم الشرعية في الأزهر وخارجه لا تصنف الناس على أساس المؤسسات أو الجامعات، فما من متخصص في الشريعة إلا وله خلفية أزهرية إن لم يكن هو فقد تتلمذ على يدي شيخ من شيوخ الأزهر، ومناهج الأزهر لا تدرس في مصر وحدها ولكن في العالم الإسلامي كله، ولذا نعتز بكل بار من علماء المسلمين الذين ينتهجون خط الأزهر الوسطي وان كانوا من خارجه، ونتعاون ونعمل معا دون أي غضاضة، فعلماء الأزهر يدرسون ويشرفون ويناقشون في الجامعات الأخرى في الداخل والخارج، وأساتذة الحقوق والآداب ودار العلوم يعرفون طريقهم إلى قاعات ومدرجات وأروقة الأزهر الشريف. الدستور الجديد نص على أن الأزهر وحده هو صاحب الحق في ممارسة العمل الدعوي فكيف يمكن تفعيل مواد الدستور وقصر الاشتغال بالدعوة على الأزهريين؟ الأزهر يستمد دوره وقوة تأثيره من خلال تخصصه ورصيده في قلوب الناس قبل الدساتير والقوانين، وما نصت الدساتير على هذا إلا استنادا إلى هذا الرصيد الذي يملكه الأزهر الشريف، ولذا فان الاعتداء على دور الأزهر أو محاولة النيل منه لن تنجح، ولن يستطيع احد كائنا من كان أن يسلب الأزهر شيئا مما يملكه، ولن ينازعه احد في دوره الدعوي ، ولن يُمكن علماء الأزهر فردا ولا جهة ولا جماعة من هذا, فالدين «وبخاصة في المجتمع المصري المتدين بطبعه » يمس جميع الجوانب الحياتية ، ومحاولة الضرب على اي وتر من اوتاره يحرك المجتمع بأثره، وفي فرعياته الكثير من المسائل التي تحتمل الخلاف، ومع ان الخلاف في الفرعيات مقصوده الشرعي التيسير على الناس، يستغل بعض المغرضين هذه المواطن الخلافية لهز ثقة الناس في الدين، وقد يتخطون هذا إلى الثوابت التي لا تقبل الخلاف، ولأن الناس يهتمون لأمر الدين أكثر من غيره فإن الباحثين عن الشهرة يرون في افتعال الأزمات طريقا ممهدا للشهرة عن طريق التعرض بطريقة صادمة لأمر ديني ليصبح مشهورا يتحدث عنه الناس أو الاهتمام لأمره، ولا يدري انه يبيع دينه بعرض زائل وشهرة لحظية هي اقرب للفضيحة والسقوط منها إلى الشرف. وأؤكد أن بعض من ينتقد الأزهر ينتقده بلا عقل ولا وعى، وسيثبت الأزهر برجاله وعلمائه أنهم رمانة الميزان التى تحمى المجتمع بكل مفرداته، ورسالته تقوم على التعليم والدعوة إلى الله بالحسنى، نحترم من ينتقد الأزهر باحترام، ولكن من يشن حربا ضد الأزهر سنتصدى له وسنتخذ الإجراءات ضد من يتطاول على الثوابت الدينية، فالدعوة اختصاص أصيل لعلماء الأزهر، وعلى غير المؤهلين الابتعاد عن هذا المجال، ولن نسمح بالإضرار بتدين المجتمع المصرى. لذا أطالب الفضائيات بضرورة الالتزام من تلقاء نفسها باحترام الثوابت الدينية والقيم الأخلاقية إن أرادت نجاحا ومكانة حقيقية، وليس شهرة وقتية، وهذه القنوات ستكون في موقف لا تحسد عليه بعد إطلاق قناة الأزهر قريبا. ما دور الأزهر ومؤسسات الدولة في مواجهة تلك الهجمة؟ سيواصل الأزهر دوره دون تغيير لأنه لا يعبأ بهؤلاء ولا ينزعج من أقوالهم لأنها جعجعة فارغة، يكفي لبيان ضحالتها رفض عموم الناس لها وانزعاجهم منها أكثر من المنتمين إلى الأزهر نفسه، ولا شك أن بوابة الأزهر ستساعد في كشف زيف هؤلاء بنشر العلم الصحيح بين جماهير الناس وتتبع ما يثار من هؤلاء دون أن نشير إلى أشخاصهم حتى لا نحقق لهم ما يأملون من الشهرة.