شهدت مواقع انتشار تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بشمال العراق غارات مكثفة أمس ردا على سقوط عشرات الإيزيديين قتلى على يد مسلحى التنظيم الإرهابى أمس، حسبما أفاد شهود عيان. ولم يتمكن الشهود من التأكيد إذا ماكانت الغارات أمريكية أم شنها الطيران العراقى، مرجحين فى الوقت نفسه سقوط قتلى بين صفوف مسلحى «الدولة الإسلامية». وكان التنظيم الذى يسيطر على مناطق واسعة شمالى العراق قد ارتكب مجزرة فى قرية كوجو ذات الغالبية الأيزيدية. وقال هوشيار زيبارى وزير الخارجية السابق ولايته لوكالة فرانس برس نقلا عن معلومات استخباراتية من المنطقة إن حوالى ثمانين من المدنيين قتلوا. وعلى هذا الصعيد، ناشد الرئيس العراقى فؤاد معصوم المجتمع الدولى التعاون مع بلاده فى مواجهة الإرهاب واستهداف الاقليات. وقال معصوم عقب استقباله فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية المانيا أمس أن العراق يواجه نوعاً جديداً من الإرهاب الموجه ضد العراقيين بشكل عام وضد أبناء الأقليات الدينية كالأيزيديين والمسيحيين وسواهم فى المناطق التى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الإجرامى . وأضاف معصوم قائلا: لابد من تضافر جهود الأسرة الدولية مع العراق من أجل وضع حد لهذا التمدد الإرهابى وإنهائه كونه يشكل خطراً كبيراً ليس على العراق حسب وإنما على عموم المنطقة والعالم. ومن جانبه، أوضح شتاينماير رؤية بلاده المتمثلة فى أن العالم يواجه الآن مشاكل كبيرة فى مناطق مختلفة فى العالم وأن المشكلة الأخطر بين مشاكل العالم الآن هى خطر داعش وتوسعها وهذا ما جعل المانيا وعموم المجتمع الدولى يقفون مع العراق. كان شتاينمار قد وصل صباح أمس فى زيارة للعراق أعلن فى مستلها عن تقديم دعم بقيمة 24 مليون يورو للنازحين فى البلاد. ووصف شتاينماير لدى وصوله الى العاصمة العراقية الصور اليومية للقتلى والمذبوحين من العراق بانها «مروعة». وكان شتاينماير قد أكد على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل أمس الأول، أن وزراء خارجية الاتحاد أيدوا قيام بعض دول الاتحاد بتوريد أسلحة إلى العراق. وفى السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء العراقى المكلف حيدر العبادى أهمية مساعدة ألمانيا للعراق الذى يخوض حربا ضد الإرهاب العالمي، مشيرا الى وجود تشابه بين ما يمر به العراق وما مرت به ألمانيا سابقا, فيما هنأ وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير العبادى بمناسبة تكليفه لتشكيل الحكومة. وقال العبادى فى بيان صدر عقب لقائه بشتاينماير إن العراق يخوض حربا ضد الإرهاب العالمى ومن الضرورى وجود دعم دولى له, مؤكدا على أهمية »مساعدة ألمانيا للعراق فى مجال مكافحة الإرهاب». ومن جانبه، طالب مسعود بارزانى رئيس حكومة كردستان العراق المجتمع الدولى بالعمل على تجفيف مصادر تمويل ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية بشكل شامل. وفى مقابلة مع مجلة »فوكوس» الألمانية ، قال بارزانى إن تنظيم الدولة يستولى يوميا على ثلاثة ملايين دولار عبر الابتزاز وسرقة النفط. وفى ذات السياق لفت بارزانى إلى أن تنظيم الدولة استولى كذلك على ما يزيد على مليار دولار من خلال السطو على البنك الوطنى العراقى فى الموصل وتكريت. كما شدد على عدم حاجة الأكراد إلى قوات أجنبية، لكننا لدينا نقص فى الأسلحة الحديثة والمؤثرة«. ومن الأردن، تم إرسال طائرة عسكرية محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية الى محافظة اربيل عاصمة اقليم كردستان شمال العراق. وجاءت التحركات الأوروبية لمحاصرة تنظيم الدولة الإسلامية بالتزامن مع الجهد الدولى من خلال مجلس الأمن بتبنى قرار بموجب الفصل السابع يهدف الى اضعاف المقاتلين الاسلاميين المتطرفين فى العراق وسوريا باجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الاجانب. وينص القرار الذى تقدمت به بريطانيا على إدراج أسماء ستة قياديين اسلاميين متطرفين من الكويت والسعودية ودول اخرى على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة مما يؤدى الى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر. وفى النمسا، أدانت وزارة الخارجية النمساوية على لسان وزير خارجيتها سبستيان كورتس الوضع المأساوى الذى تعيشه الأقليات و الطوائف المذهبية فى العراق بأيدى جماعات إسلامية مسلحة والمعروفة باسم الدولة الإسلامية والتى تهدف الأيزيديين والمسيحيين فى شمال العراق. وأضاف كورتس فى البيان الصحفي، أنه فى الأسبوع الماضى فقط وصل أعداد اللأجئين العراقيين إلى ما يقرب 45 ألف شخص منهم الأيزيديين والشباك وشيعة الأتراك.