قد نستفيد نحن وغيرنا من وراء الحرب الاقتصادية المسعورة بين روسيا والغرب، وذلك حين نعوض الروس عن احتياجات فقدوها بسبب العقوبات الغربية عليها أو يعوضنا الروس عن احتياجات فقدناها بسبب مواقف أمريكية.. ولنكن مستعدين ومؤهلين لتلبية الاحتياجات الروسية. . ولا يعنى هذا أننا طرف فى الصراع السياسى والاقتصادى والتجارى المتعمق بين الجانبين، ولا يهمنا موقف أمريكا من هذا التعاون، ثم ان ما يقلقها أهم من ذلك بكثير.فقد وجهت روسيا منذ أيام ضربة تاريخية للبترودولار والنظام المالى الغربى، ذلك بتوقيع مذكرة تفاهم مع إيران لشراء بترول بقيمة عشرين مليار دولار والتعاون فى الصناعات البترولية. وبمقتضاها ستحصل موسكو على 500 ألف برميل أو ثلث الصادرات البترولية الإيرانية يوميا مقابل معدات وسلع روسية. واللطمة هنا موجهة من إيران أيضا لأن صفقتها مع روسيا تتعارض مع اتفاقية وقعتها مع أمريكا، وهو ما يثير قلق الأمريكيين، كذلك فرضت روسيا حظرا على وارداتها من الأغذية الأمريكية والأوروبية، مما سيكلف أوروبا خسائر قيمتها تريليون يورو، وربما يتسبب فى إفلاس العديد من الشركات وخسارة فى القدرة التنافسية لمنتجيها، وهذا ثمن تحالفها مع أمريكا فى نزاعات ليست من مصلحتها. ولكن هذا الصراع المتصاعد حتى لو جاء لمصلحتنا ولمصلحة غيرنا فى بعض الاحيان، إلا أن له نتائج وخيمة، وقد يعرض الاقتصاد العالمى للانهيار ويدفع العالم على ابواب حرب عالمية ثالثة. ولسنا بعيدين عن الحروب المشتعلة بالإنابة فى منطقتنا وفى اوكرانيا، وربما عن صراعات خفية فى مناطق أخرى من العالم. فهل من مستفيد؟ هل تتراجع روسيا خطوة إلى الوراء تجنبا لحافة الحرب كما يطالبها سكرتير عام حلف الأطلنطى؟ ويقصد بذلك ان تسحب موسكو الآلاف من قواتها من الحدود الاوكرانية وتتوقف عن ارسال مزيد من القوات. المطلوب من أمريكا أيضا ان تتراجع خطوات كثيرة للوراء وعليها ان تتذكر جيدا هذا المبدأ البسيط وهو ان لكل فعل رد فعل بنفس الحجم والقوة. وتدرك أيضا ان سياستها الاستفزازية وعقوباتها الاقتصادية لن تزيد خصومها إلا صلابة وعنادا وتحديا.. ولم يعد مقبولا اسلوب الهيمنة على العالم سواء بسلاحها أو اقتصادها ربما أن مصالحنا قد تضررت من هذه السياسات فإن من حقنا الاستفادة من التقارب والتعاون الروسى لمزيد من مقالات سلوي حبيب