حرصت " الأهرام " على تفقد سير العمل فى حفر قناة السويس الجديدة والإلتقاء بالعاملين وتشجيعهم والرفع من معنوياتهم ، ولمسنا الصعوبات فى عبور المجرى الملاحى لقناة السويس من معدية نمرة 6 الى موقع الحفر فى المشروع والذى يبعد نحو 1600 متر من الضفة الشرقية للقناة. حيث كان لابد من الانتظار لنحو ساعتين للعبور بسبب اجراءات التفتيش المشددة ، ولكن التوقف كان مثمرا ، فالمواطنون اثناء توقفهم على المعدية ، لا صوت يعلو فوق صوت " الحديث عن هذا المشروع العملاق " والذى ينتظرون منه الخير والمستقبل لأبنائهم ، وكانت المفاجأة التى استوقفتنا ان بعض المواطنين قد جاؤوا خصيصا من محافظات اخرى ليشاهدوا بأم أعينهم العمل فى المشروع . أحد هؤلاء قال " اسمى سامى محمد عبد الراضى وحاصل على دبلوم تجارة ولا أعمل ، وجئت خصيصا من مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية لأشاهد المشروع ، ويضيف " عندما شاهدت الرئيس عبد الفتاح السيسى يعطى أشارة البدء لهذا المشروع العظيم ، حضرت لأرى العمل على أرض الواقع وبداية الحفر ، وانا فى كامل الاستعداد للعمل بدون أجر حتى يتم انهاء المشروع وتوفير فرص عمل للشباب وبعد الخروج من المعدية وعلى مسافة 1600 مترا وصلنا الى النقطة 76 من حفر القناة ووجدنا ان الامور قد تغيرت بكثير عن اليوم الاول للحفر ، وكانت الساعة قد تجاوزت الساعة الثالثة بقليل والحرارة قاسية والاجواء صعبة ، حيث زادت المعدات نحو ثلاثة أضعاف عن اليوم الاول كما كانت السيارات والمعدات تحمل علم مصر وتعمل بدأب واضح بمشاركة سيارات تابعة للقوات المسلحة والشركات المدنية . واستوقفنا وجود اثنين من العاملين يجلسان امام النقطة 76 والتى بدأ بها الحفر وفقا لرواية الموجودين ، رفضا ذكر اسمائهما وعندما أخبرناهما ان هذا سيسجل فى التاريخ بأعتبار ان " الاهرام " سجل للذاكرة الوطنية ، قالا : " يكفينا فخر المشاركة فى المشروع بغض النظر عن ذكر اسمائنا فى وسائل الاعلام ، واضافا انهما يعتبران أنفسهما والافراد والمعدات والالات العاملة بالمشروع كتيبة من كتائب القوات المسلحة ، كما انهما تحت أمر الوطن فى أى وقت حتى ولو طلب منهم العمل دون أجر " . وتركنا هذا الموقع ثم ترجلنا نحو النقطة 74 والنقطة 75 بالقرب من المنصة التى كانت معدة للرئيس عبد الفتاح السيسى واستوقفنا مقاول اخر سمح لنا بالحديث مع العاملين ، يقول احدهم ويدعى احمد شاكر الصعيدى من مركز بلبيس بمحافظة الشرقية " اشعر بسعادة غامرة ومستعد للعمل فى أسوأ الظروف ومد ساعات العمل وتخفيض اجرى حتى ولو عملت بدون أجر " . ويلتقط طرف الحديث الأسطى سنقر قائد أحدى السيارات " أريد العمل حتى الموت وفى أصعب الظروف وأنا على استعداد للتضحية بالنفس من أجل العمل فى هذا المشروع الضخم فأنا لست أعز من أجدادنا الذين جادوا بأرواحهم خلال تنفيذ القناة القديمة ، بينما شدد قائد حفار من طنطا على انه لن يعود إلى منزله قبل افتتاح المشروع.