لست ممن يعتقدون بنظرية المؤامرة حتى وإن كانت قائمة .. ولست مؤمنا بضمان نتائجها .. حتى وإن كانت بعض أهدافها تتحقق على الأرض .. ولكن عندما تضع يدك على وثائق مؤكدة .. وتصدمك حقائق دامغة .. يصبح (الصمت) مدخلا آمنا لأوكار الخيانة ودهاليز فقدان الاحترام .. خيانة الوطن .. وفقدان الاحترام للعقل والذات معا .. خاصة أن كل مايحدث من حولنا يؤكد أن هناك مؤامرة .. وأن مشاهد الدمار والدم والعدوان الوحشى فى كل مكان .. لا تضع أمامنا خيارات متعددة لتشخيص ماوصلت إليه أحوالنا من ترد وانحدار .. فالتشخيص الوحيد والأكثر إقناعا هوإن الدول العربية بالكامل ومنطقة الشرق الأوسط بالتحديد تتعرض لمؤامرة عالمية كبرى .. تصب كلها فى صالح العدو الصهيونى .. ويستفيد من تداعياتها مجموعة أصحاب المصالح فى الولاياتالمتحدةالأمريكية .. ودول الاتحاد الأوروبى .. من تجار سلاح .. ورجال (أعمال قذرة) .. وتجار سياسة .. وحكام وزعماء .. إلى أخر هذه القائمة من رجال العصر الفاسدين .. الذين يتحولون بسهولة تحت إغراء المال والنفوذ السياسى .. إلى أحجار طيَّعة على رقعة الشطرنج الدولية .. التى يديرها التنظيم الدولى للمحفل الصهيونى الماسونى .. الذى يعبث بالعالم كله وهويبتسم فى هدوء الفائزين .. وأخطر ما فى الأمر أن من يقوم بتنفيذ هذه المؤامرة الكونية أفراد وجماعات وتنظيمات وجمعيات أهلية .. من بيننا ومن مواطنينا ومن بلادنا ويحملون جنسيات قومية مصرية وعربية .. وصدق مهاتير محمد الرئيس الماليزى الأسبق حين قال : «اليهود يحكمون العالم بالوكالة» .. ومؤخرا صكت مصطلحات استمعنا إليها لأول مرة .. تم صرفها للمنطقة على أوسع نطاق ليتم تداولها لترسيخ معانيها .. ومنها (الفوضى الخلاقة) .. و(الدولة الفاشلة) .. و(الجيل الرابع من الحروب) .. و(الإكراه على قبول إرادة العدو).. وهنا سنجد اعترافات واضحة وتفسيرات دقيق لهذه المصطلحات.. صادرة عمن صكها وصرفها لنا لنتداولها فتصبح حقيقة واقعة. وقد عثرت على وثيقة مهمة تؤكد كل ما سبق .. وهى عبارة عن تسجيل تليفزيونى لمحاضرة أمريكية موجهة لقادة الجيوش الغربية .. وبعد أن استمعت عدة مرات إلى ترجمة حرفية لهذه المحاضرة قررت تفريغها ونشرها على أوسع نطاق ليعلم كل إنسان وطنى شريف ما تضمنته .. لنستيقظ جميعا من غفوتنا ونعرف حجم المخاطر التى تحيق بنا وتتعرض لها بلادنا .. ومن يديرهذه المؤامرات؟! .. ومن ينفذها .. ولصالح من يتم تنفيذها.
وعنوان المحاضرة (كيف يدير الغرب حروب اليوم .. الجيل الرابع من الحروب) .. وقد ألقى هذه المحاضرة واحد من أهم كوادر المخابرات الأمريكية وهو(البروفيسور ماكس مانوارينج /(Dr. Max Manwaring .. الباحث فى الاستراتيجية العسكرية الإمريكية بمعهد الدراسات الاستراتيجية بالجيش الأمريكى كلية الحرب .. وخدم فى المخابرات العسكرية الأمريكية وفى قيادة الجيش الأمريكى .. ولكن الأهم هوالمكان الذى إلقيت فيه هذه المحاضرة .. فهومعهد دراسات الأمن القومى بإسرائيل (!!) .. بمناسبة المؤتمر السنوى لأمن نصف الأرض الغربى بتاريخ 13 أغسطس عام 2012 (!!) .. وسنلاحظ هنا أن عنوان المؤتمر (أمن نصف الأرض الغربى) .. فالتقسيمات بالنسبة للحركة الصهيونية العالمية لم تعد تتحدث عن نطاق منطقة أودولة .. انتبهوا أيها السادة .. إنهم يتحدثون عن نطاق الكرة الأرضية بكاملها (أمن نصف الأرض!!) .. أى أنها مؤتمرات كونية تعيد للذاكرة المؤتمر الصهيونى الأول الذى عقد تحت زعامة تيودور هيرتزل فى مدينة بازل بسويسرا فى 29 أغسطس عام 1898 بهدف إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .. والآن يهدفون للاستيلاء على الكرة الأرضية !!
وسأحاول هنا أن أنقل لكم باختصار أهم ما ورد من معلومات خطيرة فى محاضرة البروفيسور ماكس مانوارينج : « تحدث الكثيرون عن الجيل الرابع من الحرب غير المتماثلة،وإننا مشاركون فى الجيل الرابع من هذه الحروب سواء كنا نريدها أولا نريدها لأنها هنا معنا،ما هى هذه الحرب:
هى (الإكراه) على قبول إرادة العدو،فى الماضى وتحت الإطار الغربى التقليدى ومعاهدات السلام، كانت الحروب تقوم بين دولتين،أوبين تحالفين دوليين،وكانت مجرد حروب بين جيوش لها:أعلام،وطيران،وزى حربى،وعبور حدود دولة مستقلة للاستيلاء على منطقة اوسوق أوالدولة كلها،ولكن الآن قد وجدنا أن هذا أصبح مندثرا،وما أصبح رائجا اليوم هوالجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة،ولا نريد أن نعترف باننا متورطون فى حرب كهذه(!!)،وحينما لا نعترف فلا يجب علينا ان نقلق،أليس كذلك (!!) .. ولكننا شاركنا،بغض النظر عما إن كنا نريد أن نعترف بهذا أم لا،أوما إذا أحببنا أم لا ، فى الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة (وهويقصد هنا بغير المتماثلة بأنها ليست طرازا واحدا من الحروب إنما لكل منطقة كتالوج خاص يطبق عليها!!)... وعلامات التعجب ومن عندنا للفت الانتباه فقط !!
ماهوالهدف من الجيل الرابع من الحروب؟؟
ليس بهدف تحطيم مؤسسة عسكرية،أوالقضاء على قدرة أمة بشن مواجهة عسكرية خارج حدودها ... لا !!
الهدف هو: الإنهاك،والتآكل ببطء،ولكن بثبات،لكسر إرادة الدولة المستهدفة من أجل اكتساب النفوذ،وفى النهاية بعد اكتساب النفوذ،يصبح الهدف الحقيقى هوأن ترغم العدوعلى تنفيذ إرادتك وهوتطبيق مصطلح (الإكراه على قبول إرادة العدو).. وهذا النوع من الحروب الدموية يقع مثل الصدمة المرعبة (وذلك الاسم الذى أطلق على بغداد وما تقوم به جماعة داعش أيضا حاليا) .. والآن هدفنا هوالتحكم أو بغرابة الوصول إلى نقطة التأثير فى عدوك وإخضاعه لإرادتك،والقاسم المشترك فى كل هذا هوما نطلق عليه (زعزعة الاستقرار).. فنحن لم نعد نرسل قوات نظامية عبر الحدود،والقوات العسكرية لم تعد نظامية،وليس بالضرورة أن تكون كلها رجال،بل فيها نساء (!!)،وليسوا كلهم بالغين،بل فيهم أطفال(!!)،وهى فلول متعددة الجنسيات (مثل داعش تماما / ومثل أطفال الملاجئ الذين استخدموا كدروع بشرية فى اعتصام رابعة العدوية).. وليس فقط أن نسلك هذا المسار،ولكن أيضا علينا ان نستخدم القدرات العقلية والذكاء والدهاء فهى أسلحة رئيسية فى هذه الحروب،وليست قوة النيران فقط،فزعزعة الاستقرار من الممكن أن تأخذ صورا متعددة،وفى الغالب يجب أن تبدو(حميدة) إلى حد ما .. أى ينفذها مواطنون من دولة العدو.. ( وبهذا المعنى يقصد أن ينفذها : جماعة الإخوان، جمعيات أهلية،منظمات غير حكومية،جماعات الضغط السياسى،قوى سياسية معارضة تبدووكأنها فصيل وطنى .. فيما هى تؤدى دورا وخدمات جمة للعدووقد لا تدرك أنها تعمل ضد مصالح أوطانها ولكنها أداة طيعة فى أيدى أعداء البلاد.. ألخ).
ويكمل البروفيسور ماكس :
ومرة أخرى،لدينا مشكلة الإكراه،للوصول إلى فكرة خلق (الدولة الفاشلة)،وهذه الكلمة الأخرى التى لا نجرؤ على التلفظ بها وهى : (العرب) و(الدولة الفاشلة) .. لا نريد أن نستخدم الكلمة،لأننا نريد أن نكون دبلوماسيين كى لا نجرح أحدا (!!) .. (لنتأمل معا الرقة والذوق والحس المرهف فى استخدام عبارة كى لا نجرح أحدا !! ولكن يسفكون دماء الأبرياء أنهارا ليس يهم!!) ويكمل ماكس ولكن الحقيقة هى أن بعض الدول التى نتحدث عنها لا تخضع لسلطاتها،وهذا تعريف للسيادة،بخلاف ما تحدثنا عنه هنا .. فالسيادة هى التحكم فى الإقليم والناس،والكيان السياسى المعترف به،وإذا لم تتحكم الدولة فى كامل إقليمها .. فالسؤال هو: من يتحكم فيه ؟؟ .. فلنستخدم مصطلح : (إقليم غير محكوم) ،وهوعادة لفظ معقد على نحوما،وسأطلق عليه أنا «إقليم محكوم»،لكن فعليا الدولة ليست هى من يتحكم فيه،إنها مجموعات غير تابعة للدولة،محاربة وعنيفة،وشريرية مثل اللورد فولد مورت.
(ويقصد هنا باللورد فولدمورت Lord Voldemort وهوشخصية خيالية لساحر شرير في سلسلة هاري بوتر للمؤلفة البريطانية رولنج .. وفولدمورت هوالشرير الرئيسي في السلسلة، .. نلاحظ هنا أيضا أن هذه المحاضرة ألقيت فى إسرائيل فى أغسطس 2012 وهذا ما يحدث الآن فى سوريا وليبيا والعراق من الجماعات التكفيرية مثل داعش والسلفية الجهادية وكتائب القسام وتنظيم القاعدة ... إلخ).
ويكمل ماكس محاضرته : وهكذا تخلق الدولة الدولة الفاشلة،ثم تستطيع أن تتدخل أنت وتتحكم فى هذه الدولة،ليس فقط تتحكم فيها بل يمكنك أن تذهب لأبعد من هذا،والدولة بهذا المعنى لا تتلاشى،هى مازالت موجودة،ولكنها تسير على هواك،وإن كان من الضرورى أن يرعاها (طرف ما)،أنت تزرعه بمعرفتك،ما لم يتحكم فيها أحد ويختطفها !!،مثل (هايتى) كمثال،فقد تركها الغرب لتفشل،وكانت عملية مكلفة جدا بالنسبة للغرب !! .. ودول أخرى تركت لتصبح دولا للجريمة،وأخرى أصبحت دولا شعوبية جديدة (مثل العراق).
كلمتان مهمتان فى قاموسنا للفترة القادمة :
الحرب: هى الإكراه،سواء كان قاتلا أوغير قاتل !!
الكلمة الآخرى : هى الدولة الفاشلة،وهى ليست حدثا،إنما عملية تنفذ ببطء،وبهدوء كافٍ... ويختتم البروفيسيور ماكس محاضرته بهذه العبارة الصادمة،وكانه يذبح طفلا بريئا بسكين صدأ :
« إذا فعلت هذا بطريقة جيدة،ولمدة كافية،وببطء هادئ(باستخدام مواطنى دولة العدو) ،فسيستيقظ عدوك ميتا » !!
نحن لسنا بحاجة لأن نشن عليهم حروبا جديدة دعهم يقتلون بعضهم بأيديهم !!