شهدت السنوات الأخيرة تطورات متلاحقة فى عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهرى كما ظهرت تقنيات حديثة ومتطورة للغاية أدت الى حدوث طفرة فى نسبة نجاح هذه العمليات، ومن ذلك: جنين اليوم الخامس الذي يُعد أحدث تقنيات هذا الحقن المجهرى. يوضح الدكتور رواء مصطفى أستاذ أمراض النساء وعلاج العقم وأطفال الأنابيب بكلية طب عين شمس وزميل الكلية الملكية بلندن وزميل الجمعية الامريكية والأوروبية للتكاثر البشرى والأجنة أن عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهرى عادة ما يلجأ إليها كخطوة أخيرة وفعالة فى علاج تأخر الحمل الناتج عن أسباب مختلفة عندما تفشل الوسائل العلاجية والجراحية المختلفة. ويضيف أنه فى بعض الأحيان تستخدم كعلاج أولى فى بعض الحالات المتقدمة من عقم الذكور والاناث بل ويمكن أن تكون هذه الطريقة الحل الوحيد لبعض حالات تأخر الحمل. ويتابع أن من أهم التطورات فى مجال أطفال الأنابيب والحقن المجهرى استخدام طرق علاج حديثة ومختلفة لتحفيز المبيض لإنتاج بويضات عدة، وذات جودة كبيرة. ويشير الى أن التقنيات المعملية الحديثة التى أضيفت الى عمليات الحقن المجهرى وأطفال الأنابيب فى السنوات الأخيرة أدت إلى نسب نجاح مذهلة وغير مسبوقة لحدوث الحمل. ومن خلال هذه التقنيات التى يطلق عليها اسم (سبندل فيو) يمكن معرفة أفضل مكان لحقن الحيوان المنوى بداخل البويضة مما يساعد على نجاح التخصيب، ومن المعروف علميا أن (BLASTOCYST) يمكننا من الوصول بالأجنة الى اليوم الخامس أو السادس , فمرحلة زراعة أجنة اليوم الخامس أو السادس فى الرحم تؤدى الى رفع نسبة حدوث الحمل قد يصل الى 75 % ويساعد على ذلك استخدام بعض الانواع الحديثة من المحاليل الطبية اللازمة لنمو الأجنة ووصولها للمراحل المتقدمة. كذلك أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن استخدام المادة المعروفة باسم صمغ الأجنة يساعد على انغراس الأجنة ببطانة الرحم وحدوث الحمل . وكذلك فإن استخدام الليزر فى تثقيب وإذابة جزء من الجدار الخارجى للأجنة قبل إرجاعها للرحم يساعد بشكل كبير فى التصاق الأجنة بالبطانة الرحمية وحدوث الحمل وكذلك فإن استخدام بعض أنواع العلاج الحديث وغير التقليدى لتثبيت الأجنة بعد إدخالها للرحم يساعد على حدوث الحمل بشكل كبير من هذه الانواع مجموعة مانحات أكسيد النيتروز حيث يؤدى استخدامها الى زيادة تدفق الدم فى الشرايين الرحمية وفى بطانة الرحم والضرورية لحدوث الحمل. ويجب ملاحظة أن بعض السيدات أكثر عرضة لحدوث الإجهاض أو عدم اكتمال الحمل وخاصة فى المراحل الأولى بعد حدوثه عقب إجراء عمليات الحقن المجهرى وأطفال الأنابيب وقد يتكرر حدوث ذلك مما يسبب إحباطا شديدا وقد وجد أن عددا كبيرا منهن يوجد لديهن خلل بالجهاز المناعى حيث تنشط مجموعة خلايا مناعية بهم وتهاجم الجنين فى مراحله الأولى وتؤدى إلى الإجهاض. وكذلك فهنالك أمراض يحدث فيها تجلطات صغيرة فى الشرايين الرحمية مما يؤدى الى إنسدادها وعدم تدفق الدم للجنين وبالتالى حدوث الإجهاض . إن كل ما سبق يمكن تشخيصه بدقة وعلاجه فى وقت مبكر، وكذلك يمكن معرفة جنس الجنين ذكرا أم أنثى، وبالتالى يمكن استبعاد الأجنة التى قد تحمل أمراضا وراثية، وانتقاء أفضلها لزراعتها بالرحم. ويتابع أن هذه التقنية شهدت تطورا كبيرا، إذ يمكن الآن أخذ خلايا الجنين للتحليل الوراثى فى اليوم الخامس بدلا من اليوم الثالث.