أعلنت مصادر من لجنة الحوار والمصالحة الليبية أنه تم الاتفاق بين المليشيات المتحاربة فى العاصمة الليبية على وقف إطلاق النار ، فى محيط مجمع خزانات النفط بطريق المطار لإفساح المجال أمام عملية إطفاء خزانين احترقا أمس الأول جراء القصف العشوائي. وفى هذا السياق نجحت جهود الحكومة الليبية المؤقتة فى التنسيق مع الحكومة الإيطالية وشركة إينى للنفط والغاز لإرسال سبع طائرات متخصصة فى إطفاء الحرائق مع أطقم فنية لمساعدة فرق الإطفاء المحلية فى السيطرة على الحرائق المندلعة فى مستودعات البريقة للنفط والغاز الواقعة بطريق المطار. ووصفت الحكومة الليبية الوضع فى العاصمة طرابلس بالخطر جدا وذلك بعد اشتعال خزان ثان للوقود فى المدينة أمس الأول ، وناشدت المجتمع الدولى تقديم المساعدة، بعد أن شبت حرائق فى مجموعة من المستودعات النفطية فى طرابلس، وسط اشتباكات ومواجهات للسيطرة على المطار الدولى فى العاصمة. وذكرت الحكومة المؤقتة فى بيان بثته على موقعها الإلكترونى ، أن القتال بين الجماعات المسلحة هو السبب فى الحريق الضخم، الذى قد يفجر كارثة إنسانية وبيئية، ودعت السكان إلى النزوح من المناطق القريبة من المطار مما دفع الرعايا الأجانب الى مغادرة البلاد ونزوح عدد من العائلات الليبية الى تونس هربا من الاقتتال الدائر بالعاصمة. وأكدت مصادر أن معبر رأس جدير شهد دخول جاليات أجنبية وعددمن الدبلوماسيين ومن النشطاء فى الشركات البترولية. وفى سياق متصل أعلنت السفارة السودانية فى ليبيا أن ثمانية من مواطنيها العاملين بالبلاد لقوا حتفهم وأصيب اثنان فى الاشتباكات المسلحة بمنطقة الكريمية فى طرابلس. وذكرت صحيفة سودان تريبيون على موقعها الإلكترونى أمس أن السفارة أعلنت عن اتصالات مع ذوى القتلى لإتمام عمليات دفن الضحايا، وجهود لإجلاء سودانيين عالقين بمطار معيتيقة إلى بلادهم.وأفادت السفارة بأن جهوداً كبيرة تبذل لتسهيل عودة السودانيين العالقين فى المطار مناشدة رعاياها فى ليبيا الابتعاد عن مناطق الاشتباكات المسلحة، حفاظاً على سلامتهم. وكان السفير ماجد سوار المسئول بجهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج ، قدكشف النقاب عن أن 10سودانيين على الأقل قتلوا بسقوط صاروخ عشوائياً على منطقة الكريمية السكنية، وأشار إلى اصابة آخرين بجروح بعضها خطيرة. وناقشت غرفة عمليات الطوارئ فى جهاز المغتربين فى اجتماع برئاسة سوار، قضية السودانيين العالقين فى بعض المطارات والمنافذ الحدودية الليبية، تمهيداً لإجلائهم الى بلادهم. وفى بنغازى مازال الصراع على أشده بين قوات الصاعقة ومليشيات أنصار الشريعة ودرع ليبيا على معسكرات داخل المدينة فى حين استمر القصف الجوى للطيران الليبيى على معسكرات أنصار الشريعة وسط تقارير عن وجود أكثر من 40 جثة فى منطقة بوعطنى ومنطقة بنينا وسط صعوبة لنقل الجثمامين بسبب كثافة القصف المستمر من كلا الطرفين . ومن جهتها طالبت الهيئة التحضيرية للحوار الوطنى فى ليبيا الأممالمتحدة بتقديم دعم فورى لبدء التفاوض لوقف إطلاق النار فى طرابلس وبنغازى ، وإلحاق ذلك بعملية الحوار السياسى . وطالبت فى بيان صحفى لها أمس من فريق الأممالمتحدة -فى سلسلة جلسات التواصل الدولى بمقر الأممالمتحدة بنيويورك - بتقديم دعم فورى لبدء التفاوض لوقف إطلاق النار ، وإلحاق ذلك بالحوارالسياسى .وأضاف البيان أن رئيس هيئة الحوار الوطنى أكد الحاجة الى وقف إطلاق النار فوراً والتزام كافة الجماعات المسلحة بتوجيهات الحكومة لإنهاء الصراع المسلح ،الذين نتج عنه معاناة المدنيين فى طرابلس وبنغازى ، كما تم تدمير المرافق الحيوية من قبل مجموعات تعمل على تحقيق أجندتها الخاصة . وأكدت هيئة الحوار الوطنى أن المجتمع الدولى حذر من اتخاذ إجراءات ضد الأفراد الذين لا يستجيبون لنداءات وسيادة القانون ،منوهة الى ان هناك فرصة للجماعات المسلحة وحلفائهم السياسيين للامتناع عن القتال ،ودعتهم للانضمام إلى الحوار السياسى وضمان وقف إطلاق النار فوراً . من ناحية أخرى ،أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أمس أنها تدرس فرض حظر على السفر الى ليبيا مجددا على خلفية تصاعد العنف فى الدولة الإفريقية مما أثار مخاوف أمنية، وذكرت أنها تعتزم عقد اجتماع اليوم لاتخاذ قرار حول ما إذا كانت سترفع التحذير من السفر الى ليبيا الى اقصى مستوى.