تواصلت الجهود الدبلوماسية الرامية لحقن الدماء فى قطاع غزة، وسط تقارير صحفية عن طرح مبادرة أمريكية لنزع فتيل الأزمة استنادا إلى المبادرة المصرية مع الاستجابة لبعض شروط حركة حماس لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وعقد سامح شكرى وزير الخارجية محادثات أمس، مع نظيره الأمريكى جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وتركزت المحادثات على سبل احتواء الوضع المأساوى فى قطاع غزة بضمان وقف إطلاق النار دون إبطاء، واقترح بان كى مون بعد اللقاء بدء هدنة بمناسبة عيد الفطر. وصرح معاونو كيرى بأنه أجرى اتصالات من القاهرة مع وزيرى خارجية تركياوقطر لدعوتهما إلى ممارسة نفوذهما على حركة حماس لقبول وقف إطلاق النار. كما أجرى كيرى اتصالات أخرى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو ووزراء خارجية ألمانياوفرنسا وبريطانيا، ومنسقة الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون. وبالتزامن مع هذه الاتصالات، يزور وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو الدوحة لإجراء محادثات عاجلة مع قادة حماس فى قطر. وصرح مسئول تركى بأن أوغلو ألغى زيارة كانت مقررة إلى فرنسا وقرر التوجه إلى الدوحة لتكثيف المشاورات بشأن وقف إطلاق النار. وتحدث الموقع الالكترونى لصحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية عن خطة أمريكية مقترحة نجح كيرى فى إعداد بنودها بعد لقاءاته المكثفة فى عواصم المنطقة. وذكرت الصحيفة أن الخطة تقترح وقف إطلاق النار اسبوعا بين الجانبين مع استمرار تمركز القوات الإسرائيلية فى المناطق التى تحتلها فى القطاع. وخلال هدنة الأسبوع، تتفاوض إسرائيل وحماس بمشاركة السلطة الفلسطينية حول التوصل إلى ترتيبات أكثر استمرارية وبوساطة مصرية. وتدعو الخطة المقترحة إلى توفير ضمانات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة بهدف تنفيذ ما يتفق عليه الطرفان خلال المفاوضات. وتقترح خطة كيرى التفاوض على إنهاء الحصار على قطاع غزة، وإخلائه من السلاح، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وتوقعت الصحيفة موافقة إسرائيل على خطة كيري، إذا ما أعلنت حماس قبول بنودها. ولكن التقرير أشار إلى أن إسرائيل سوف تواصل نسف الأنفاق فى غزة خلال هدنة الأيام السبعة. وقد دخل العدوان الإسرائيلى على غزة يومه العشرين، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 820 شهيدا و5250 جريحا غالبيتهم من المدنيين. وقتلت الغارات الإسرائيلية 25 فلسطينيا أمس، منهم صلاح أبوحسنين أحد قيادات حركة الجهاد وثلاثة من أفراد عائلته. وفى المقابل اعترفت إسرائيل بوصول عدد القتلى من جنودها فى عمليات غزة إلى 33، بينما تؤكد حماس أن عددهم 76 ويوصف هذا العدد بأنه الافدح فى صفوف القوات الإسرائيلية منذ حرب لبنان فى عام 2006، وكانت إسرائيل قد اعترفت آنذاك بمقتل 116 جنديا. وصرح جهاد أبومراد مدير شرطة هندسة المتفجرات فى غزة، بأن إسرائيل ألقت على القطاع ما يصل نحو عشرة آلاف طن من المتفجرات منذ بداية العدوان فى السابع من يوليو. وقال إن إسرائيل تستخدم عبوات ناسفة شديدة الانفجار تتسبب فى انهيار المبانى بالكامل علاوة على قذائف دخان تؤثر بقوة على الجهاز التنفسى وتشكل خطورة على مرضى ضيق التنفس والربو. ومن جهة أخري، طالبت حركتا حماس والجهاد الفلسطينيين فى الضفة الغربيةالمحتلة بالانتفاض ضد الاحتلال الإسرائيلى وذكرت الحركتان أن «انتفاضة الأمل فى الضفة الغربية تضامنا مع ضحايا الحرب الإسرائيلية فى غزة سوف تنتصر لدماء الأطفال والنساء والمسنين».