ذكر اسم صالح عليه الصلاة والسلام في القرآن تسعَ مرات. قيل في نسبه عليه السلام إنه صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح. وقد أرسل الله تعالى نبيَّه صالحًا إلى ثمود وهم من العرب الذين كانوا يسكنون الحِجر ما بين الحجاز والأردن، وقد أشركوا وعبدوا الأصنام، فدعاهم إلى عبادة الله وحده. ولكن استمر قومه على عنادهم وتكبرهم، وطلبوا منه معجزة تكون دليلاً على صدقه وقالوا له: اخرج لنا من هذه الصخرة ناقة ومعها ولدها وذكروا لها أوصافًا، وقالوا له: إن أخرجت لنا من هذه الصخرة ناقة ومعها ابنها إمنا بك وصدقناك. فأخذ سيدنا صالح عليه السلام عليهم العهود والمواثيق على ذلك، وقام وصلى لله تبارك وتعالى ثم دعا ربه عز وجل أن يعينه ويجيبه إلى ما طلب قومه فاستجاب الله دعوته فأخرج لهم سيدنا صالح عليه السلام بقدرة الله ناقة ومعها ولدها من الصخرة الصمّاء وفيها الصفات التي طلبوها . ورأى المستكبرون من قوم نبي الله صالح عليه السلام في هذه الناقة خطرًا جسيمًا عليهم فاتفقوا على أن يعقروها ليستريحوا منها. فقال لهم صالح عليه السلام لقد حذرتكم من أن تمسوها بأذى، وها أنتم اقترفتم الإثم ,فتمتعوا في داركم ثلاثة أيام، يأتيكم بعدها العذاب ويحلّ عليكم العقاب ذلك وعدٌ غير مكذوب. ورغم هذا لم يتوبوا بل واتفقوا على قتله وأهله،، ولكن الله تبارك وتعالى أنقذ نبيه من كيدهم وتآمرهم فأرسل على أولئك النفر الذين قصدوا قتله حجارة أهلكتهم. ويقال إن صالحًا عليه السلام انتقل بعد ذلك إلى الشام فنزل فلسطين ثم انتقل إلى مكة فأقام بها يعبد الله حتى مات. وقد قال ابن جرير: ومن أهل العلم من يزعم أن صالحًا توفي بمكة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وأنه أقام في قومه عشرين سنة.