الاجتياح الذى يشهده العراق- الان- بواسطة قوات تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام (داعش) وبقايا حزب البعث والشرطة والجيش فى تنظيم الطريقة النقشبندية (طريقة صوفية ينتمى اليها عزه ابراهيم الدورى نائب صدام) ادى الى فتوى للمرجعية التاريخية الشيعية آية الله السيستانى حول ما يسمى (الجهاد الكفائى) لتجييش المدنيين خلف نورى المالكى رئيس الوزراء الشيعى، وهو ما اثار حفيظة القوى السياسية، وزعماء الاعراق والملل والطوائف العراقية حين اعتبروه (عسكرة زائدة) للمجتمع، او جيش يمكن استخدامه ضد السنة.. القصة- الآن- على مشارف حرب اهلية اذا بقى المالكى، واذا نجحت القوى التى دفعت بداعش الى هجومها فى استدراج ايران الى بحر الرمال الناعمة العراقى، فسوف تتحول العراق الى ساحة حرب مذهبية مخيفة (بين السنة والشيعة)، وربما تتسع الرقعة اكثر اذا تمدد الغزو الداعشى/ النقشبندى الى دولة الكويت، كما اذاع المهاجمون ذلك، وبيقين فان المقصود- فى تلك الحالة- هو توريط مصر التى اعلنت غير مرة ارتباطها بأمن دول الخليج، وبحيث تحقق الولاياتالمتحدة- التى كانت وراء نشأة داعش- تاريخيا- غرضين هما: (سقوط ايران فى مستنقع العراق) و(تورط مصر فى حرب خارجية كبيرة).. يعنى واشنطن تريد الوصول الى مصر التى ضربت مخطط الشرق الاوسط الكبير بثورة 30 يونيو الاسطورية، كما تريد التوصل الى تدمير ايران بعدما فشلت عملية ضربها وتراجعت امريكا ووقعت اتفاق ايران ودول (5+1) فى جنيف نوفمبر الماضى. وفوق مصر وايران فان هدفين آخرين يتحققان بذلك الاحتمال ان حدث، اولهما هو ضمان امن اسرائيل، وتحول الصراع العربى/ الاسرائيلى الى نزاع سنى/ شيعى، ومعاقبة دول الخليج على تحالفها مع مصر فى مواجهة المؤامرة الامريكية- الاخوانية.. قطر سلحت (داعش) ودعمتها بالمال بناء على تعليمات واشنطن، وعلى الرغم من ان عمليتها ستؤدى- قطعا- الى اطاحة المالكى عميل ايران (اسمه الحقيقى جواد المالكى وقد كتبت عن ذلك لمرات عديدة منذ عام 2005 فى روز اليوسف)، ولكن الاهم من حرق المالكى والتضحية به هو محاولة الدفع بايران نحو حرب مذهبية تم تصميمها بعناية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع