"داعش" ليست هي قائد العمليات.. والتقسيم هو السيناريو الأقرب للتنفيذ في العراق خطفت التطورات الأخيرة التي شهدها العراق، الأنظار من بؤر التوتر الأخرى بالمنطقة، بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف ب "داعش" على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد) بالكامل الثلاثاء الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وأثارت تلك التطورات تكهنات وتداول سيناريوهات عدة، منها سيطرة "داعش" على البلاد، والسيناريو الآخر هو التقسيم. ودولة العراق تتكون من 18 محافظة الجنوب والشمال والوسط، في الشمال "كركوك" غالبيتهم أكراد، أما منطقة الوسط فيغلب عليها أهل السنة والجماعة، أما منطقة الجنوب فهي الشيعة، وآخر الإحصائيات أن أهل السنة نسبتهم في العراق 65% من تعداد السكان فى هذه المناطق و35% للشيعة، والتي ينتمي إليها رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال مسئول عراقي سابق مقيم في مصر ل "المصريون"، طالبًا عدم نشر اسمه، إن "داعش ليست هي التي تسيطر على الموصل وبعض المناطق في شمالي العراق"، معتبرًا أن "ما يحدث هو ثورة ضد الظلم والطغيان الذي يرتكب ضد أهل السنة والجماعة فى العراق". وأضاف أن المشاركين في تلك الثورة هم "من العشائر وشباب ناقم على الوضع وبعض الأحزاب الدينية وغير الدينية، منها الجيش الإسلامي والحركة النقشبندية والبعثية، وبعض الخلايا النائمة من عناصر الجيش السابق، والمخابرات العراقية السابقة، والتي وقع عليها ظلم بعد الإطاحة بالرئيس صدام حسين، بالإضافة إلى مسلحي داعش". وأوضح المسئول العراقي السابق والذي كان يعمل مستشارًا لمجلس النواب ورئيسًا لأحد الأحزاب المعارضة لنظام المالكي والاحتلال الأمريكي للعراق، أن "الإفراط في استخدام داعش، وأنها خلف كل هذه الأحداث نابع من حكومة نورى المالكي والذي ينتمي لحزب "الدعوة الشيعي"، ومرجعيته علي السيستاني، وكان لاجئًا سياسيًا في سوريا هاربا من نظام صدام". وأشار إلى أن "المالكي وصل العراق على ظهر دبابات الأمريكان وتمكن من الحكم بمساعدتهم، ومرجعيته تعود إلى إيران وتمويله أيضًا، وقد ضيق الخناق على أهل السنة والجماعة، لدرجة أن معظمهم فى السجون أو مقتولون وأصبح السني لا يستطيع أن يذكر اسمه، إن كان اسمه عمر أو عائشة، لأن معنى هذا الاسم هو حبسه مدى الحياة أو قتله". وبسؤاله عن كيف تكون إيران هي مرجع النظام العراقي المدعوم من الولاياتالمتحدة، والتي تكن العداء بدورها لإيران، قال إن "السبب يعود إلى المقاومة للاحتلال من أهل السنة والذين كبدوا أمريكا خسائر فادحة، فقاموا باستخدام هذا النظام لتمكينهم من العراق ووقف نزيف خسائرهم، وإيران قامت بضرب الأمريكان والسنة بعضهم البعض لتتمكن من الحكم، وذلك بمساعدة بشار الأسد النصيري القاتل"، على حد تعبيره. ودلل المسئول على أن "داعش ليست وحدها فى عدة نقاط، منها أنه لا يمكن أن تقاتل داعش فى كل هذه المناطق فى آن واحد، كما أن الجميع يعلم أن ليس لداعش قوة على الأرض". أما النقطة الأخرى وكما يقول "التي تؤكد أن ثوار العراق مجتمعون هم من سيطروا على جميع تلك المناطق، هي أن داعش تقوم استراتجيتها على التفجير فقط دون التخطيط كما حدث فى إسقاط هذه المناطق والتي تقف وراءها المخابرات العراقية السابقة". في حين أشار إلى أن "داعش متشددة وتتقارب في منهجها من "القاعدة"، لذلك فلن يكون وجودها مرحب به في تلك الأماكن التي سيطر عليها المسلحون، ولكن ما أعرفه أن أغلب العراقيين سعداء بذلك بتلك التطورات، وما تحقق كانت داعش جزءًا منه". وأضاف أن "داعش تستخدم الشباب تحت الثلاثين، ولكن من قاموا بهذه المقاومة هم ما بين الثلاثين والأربعين، ما يؤكد أنهم من النظام القديم، بالإضافة إلى أنهم حليقو اللحية أو بلحية صغيرة "سكسوكة"، أو التي من المستحيل أن يتصف بها مقاومو داعش". وعن احتمالات تدخل الولاياتالمتحدة فى العراق، استبعد المسئول العراقي السابق هذا الاحتمال، قائلاً إنها "لن تتدخل مرة أخرى بشكل مباشر في أي دولة، لأنها خسرت كثيرًا فى هذه التدخلات أكثر مما ربحت، وهى لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة، ولكن ستقدم المعلومات للمخابرات العراقية أو إرسال بعض الطائرات لقصف مناطق داعش". وعن السيناريو القادم فى العراق، قال إن "استقراءه للوضع هو أن الجيش العراقي جيش غير مهني أو مدرب، فلا يوجد جيش فى الحقيقة و95% من الجيش العراقي شيعة". وأضاف المسئول العراقي السابق أن "جميع أهل السنة يساندون الثورة بسبب الظلم الطائفي"، وأشار إلى أن "الشيعة الآن في حالة هلع خوفًا من وصول الثوار إلى العراق، وتبقى الآن سامراء والتي تجرى الآن مفاوضات لدخولها بدون قتال، لأنه من المتوقع أن يقوموا بتفجيرها كما حدث سابقًا لاتهام داعش، لذلك هناك محاولات عدة لكن سقوطها محسوم"، بحسب قوله. وقال إنه "فى كركوك استولى مسلحون على بعض المناطق التي على الأطراف بكركوك لأنها تحت إمرة الجيش الكردي، وهو منظم ولا قلق على كركوك والمناطق الأخرى التي تعد مستعصية هى ديالي ومركزها "بعقوبة" لأنها تنقسم بين السنة والشيعة، وسيكون هناك قتال عنيف وبعد سقوطها وانسحاب الجيش من مناطق بالأنبار والفلوجة، وسيحدث قريبا وسيتم تطويق بغداد حتى يتم السيطرة على الجميع". أما السيناريو الآخر كما يقول "وهو الأقرب للتنفيذ فهو التقسيم، وعلى الرغم من مناهضة الفكرة من المعارضة، إلا أنها قد تكون البديل الوحيد". والتقسيم سيكون كالآتي كركوك والشمال للأكراد سيكون 9 محافظات للشيعة وخمسة للسنة، وبغداد تنقسم بين السنة والشيعة وهذا السيناريو أقرب للتنفيذ.