بعض الذين فى نفوسهم مرض ممن لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب تعاملوا مع مطالبة الرئيس السيسى للوزراء بضرورة التواجد فى مكاتبهم من الساعة السابعة صباحا على أنها مسألة ليست ضرورية وأن ذلك ليس سوى استنساخ لنظام العمل فى المؤسسة العسكرية الذى لا يتناسب مع طبيعة العمل فى أجهزة الدولة ذات الطابع المدني. وهؤلاء الناقدين لكل شيء والناقمين على كل شيء يتجاهلون أن التفوق والانطلاق الذى صنع التقدم فى دول ومجتمعات عديدة مرت بظروف أشد صعوبة من ظروفنا لم يكن مرهونا فى الأساس بتعاظم حجم التدفقات الاستثمارية أو تزايد الموارد الطبيعية ولكن مفتاح التقدم كان مرتبطا فى الأساس - كنقطة بداية - فى القدرة الفائقة على تحقيق انضباط دائم فى كل المجالات من خلال حسن تنظيم الجهاز الإدارى للدولة. إن حكومة الساعة السابعة صباحا ليست بدعة جديدة وإنما هى أحد أهم مفاتيح وعنوان الجدية فى مناهج عمل هذه الحكومة التى يقودها رجل ميدانى كفء اسمه إبراهيم محلب ويدرك عن يقين أن الإدارة الناجحة علامة بارزة من علامات الدول المتقدمة مثلما أن غيابها علامة مؤسفة من علامات الدول المتخلفة التى لايمكن لشعب مصر أن يقبل بها بعد ثورة 30 يونيو المجيدة. إن السيسى ومن خلفه محلب يستهدفون من خلال حكومة الساعة السابعة صباحا توجيه رسالة مفادها أن خيار مصر الوحيد هو فى الإدارة بتعريفها العلمى الصحيح الذى يرتكز إلى توظيف كافة الإمكانيات المادية والبشرية فى ظل قيادات عصرية واعية تقدم المثل الطيب والنموذج الحسن حتى يمكن ضبط دوران عجلة العمل الإنتاجى والخدمى فى مختلف المؤسسات لكى يكون أدق من درجة دوران تروس الساعة. تلك هى القضية وهذا هو صلب التحدى أمام حكومة الساعة السابعة صباحا التى يثق الرأى العام فى قدرتها على تلبية أهداف ثورة 30 يونيو! خير الكلام: ليس هناك تقدم وانطلاق لم تسبقه تجربة تعثر وفشل! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله