الحكاية ببساطة شديدة يا سادة هو « عشق الأوطان « والقدرة على الأحلام وفتح نوافذ جديدة نطل منها على المستقبل ، والتفكير والخروج بإفكار خارج الصندوق أو القالب الخرسانى الذى حبسنا أنفسنا فيه لعقود عدة و الحكاية مش حكاية « بسكليتة السيسى « ولكن فيما فعلته فينا « بسكليتة السيسى « فقد فجرت فى داخلنا الأمل وأشاعت فى نفوسنا البهجة وجعلتنا نرى فجر مصر بعيون جديدة... و» للبسكليتة « حكاية طويلة فقد تطلب الوصول إلى الشكل النهائي لها وقتا طويلا، ويرجع أول تصور لشكلها للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي في نهاية القرن الخامس عشر ، ولكن لم تلق فكرته اهتماماً وبقيت فى طي النسيان حتى نهاية القرن الثامن عشر، وبالتحديد 1791م بظهور الكونت الفرنسي دي سيفراك من فرنسا الذي كان له الفضل في اختراع أول دراجة بدون دواسات ولا مقود يتم الانطلاق بها عن طريق دفعها بالارتكاز على الأقدام والجري، ثم أدخلت عدة تعديلات على نظام حركتها من طرف بعض المخترعين منهم تريفو والمخترع الألماني درايس فون سامر براون الذي أضاف لها المقود سنة 1813م والمخترع ماك ميلان الذي ابتكر نظام الحركة (الدواسات، ومجموعة نقل الحركة) سنة 1839م. وفي سنة 1855م طورها الفرنسي أرنست ميشو ابن بيير ميشو لتنطلق الدراجة بشكلها النهائى الى أفاق العالم الرحبة ليصل عددها الى حوالي بليون دراجة هوائية على مستوى العالم متفوّقة على عدد السيّارات بمعدل درّاجتين لكل سيارة حسب موقع الويكيبيديا و«البسكليته» أو الدراجة أو العجلة هى البطل الرئيسي للعديد من قصص النجاحات على مستوى العالم أهمها: حكاية «بوريس جونسون» عمدة لندن الذى حول عشقه لركوب الدراجات الى مشروع قومى لبلاده، وكانت البداية حينما طرأت فكرة بدت مجنونة فى حينها فى رأس عمدة المدينة الأشهر فى العالم وهى إطلاق مشروع لاستئجار وركوب الدراجات فى شوارع لندن بالتعاون مع بنك باركليز في لندن عام 2010 وقادها العمدة بنفسه و روج لها بقوة وكان كثيراً ما يًشاهد وهو يقود دراجته بين الناس فى شوارع المدينة المزدحمة مما جعل الناس يطلقون على المشروع «دراجات بوريس « وقامت بلدية لندن فى إطار الترويج للمشروع بتحديد حارات للدراجات، ولكن تبين فشلها، فسائقو الدراجات يفضلون القيادة فى الشارع بجوار الأرصفة مما جعل المدينة تؤكد على سائقى الحافلات الحمراء الضخمة والسيارات الخاصة بضرورة إحترام الدراجات وترك الأولوية لركابها، لذا تجد راكبي الدراجات يقودون بأمان تام وسط الاوتوبيسات الحمراء كما تقول المهندسة أميرة أبو بكر العاشقة للعاصمة البريطانية كما تؤكد أن نظام تأجير الدراجات يعمل بواسطة كارت ممغنط يتم إدخاله فى ماكينة موجودة عند مواقف الدراجات ويمكن بواسطته الحصول على معلومات عن المستأجر ودفع القيمة وتحديد مدة الإيجار بمنتهى السهولة، وهذه المواقف منتشرة فى كل الميادين والحدائق وأغلب الشوارع مما يتيح للراكب أن يستخدمها من منطقة لأخرى ثم يتركها فى الموقف المخصص ويذهب لأداء عمله ويعود بعدها للحصول على واحدة أخرى بدون أن يشغل باله بأى شئ كما أن مبالغ التأجير زهيدة وتتراوح بين ساعة الى عدة ساعات . وبعد مرور أربع سنوات على هذه التجربة أكدت دراسة نشرتها نشرة المجلة الطبية البريطانية أن مشروع «دراجات بوريس» ترك أثرًا إيجابيًا على صحة المستخدمين خاصة الرجال، كما إستفادت منها أيضًا الفئات العمرية من 45 سنة فأكثر . وكشفت الدراسة عن أن فوائد استئجار الدراجات فاقت الأضرار الناتجة عنها ، فعندما طُرح هذا المشروع كانت هناك توقعات بإرتفاع معدل الإصابات ، ولكن تلك التوقعات لم تتحقق على أرض الواقع مما دعا المسئولين عن الدراسة بوصفها بأنها «غير دقيقة» كما أكدت الأبحاث أن المشروع انعكس إيجابًا على صحة سكان لندن، وكان الرجال هم الأكثر استفادة من ركوب الدراجات وتمثل ذلك فى تراجع معدل الإصابة بأمراض القلب في حين اقتصرت تلك الفوائد لدى النساء على مجرد التخفيف من الاكتئاب ورفع الحالة الصحية بشكل عام .. وأكدت إحصائية بريطانية أن حالة وفاة واحدة فقط تحدث على الطرق لكل 26 مليون ميل بإستخدام الدراجة . أما هولندا فهى تُعد خير مثال للنجاح فى استخدام «البسكليته» فقد تمكنت من تحقيق مستويات أعلى في ركوب الدراجات وحققت أرقاما عالمية فى عدد مستخدميها بلغت أضعاف عدد سكانها ليس من خلال التركيز على الخوذات والسترات الواقية فقط ، بل بتوفير بًنية تحتية عالية الجودة توفر حماية حقيقية لراكبي الدراجات من أخطار السير السريع مما جعل سرقة الدراجات أكثر الجرائم البسيطة إنتشاراً فى العاصمة الهولندية « إمستردام « حتى بلغت 60 ألف سرقة سنوياً ... ويعد مشهد مواقف الدراجات على القنوات المائية هو المشهد الغالب على العاصمة الهولندية ففى كل مكان تنتشر الدراجات ويمكن تأجيرها ليوم أو لعدة أيام بمبالغ زهيدة ، كما أن هناك مدنا وقرى كاملة يعتمد سكانها فى تنقلاتهم على الدراجات ويُحظر فيها إستخدام السيارات . وفى إطار إنتشار ثقافة ركوب الدراجات على مستوى العالم نشرت الدورية الأمريكية للصحة العامة بحثاً لمجموعة من الباحثين الإمريكيين توصلوا فيه إلى أن سكان المدن التي تتمتع بأرصفة وخط سير للدراجات هم أكثر نحافة من سكان المدن الأخرى حيث أن التنقل النشط ذو فوائد صحية عظيمة . وقد قام الباحثون بعقد مقارنة دولية حلت فيها سويسرا في المرتبة الأولى على صعيد الدول الأكثر نشاطاً، إذ إن 50% من التنقل فيها يتم مشياً أو بواسطة الدراجة، وتلتها هولندا ب47% ثم أسبانيا ب35% تليها السويد ثم ألمانيا وإنجلترا بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة ال12 مما دعا العلماء إلى المطالبةً بتحسين البنية التحتية للتشجيع على إستخدام الدراجات والتشجيع على إنشاء مناطق يمنع فيها مرور السيارات . ويعد ركوب الدراجات وسيلة ممتازة لإنقاص الوزن وحرق الدهون وبناء العضلات كما يحسن صحة القلب وفقا للجمعية الطبية البريطانية فركوب الدراجات 30 كيلو في الأسبوع يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 50٪ و يحسن من أداء الجسم كله و يقلل من الإجهاد و التوتر والاكتئاب ويزيد الثقة بالنفس. وقد أكدت دراسة لمنظمة الصحة العالمية بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية، واللجنة الأوروبية الاقتصادية أن استخدام الدراجات الهوائية في المدن الأوروبية المهمة يقلل من حالات الوفاة و يساهم في تخفيف الزحام المروري ويحافظ على البيئة ونوعية الهواء. وأشارت الدراسة الى أن سكان مدينة كوبنهاجن الدنماركية يستخدمون الدراجات في أكثر من 25% الرحلات الداخلية بينما يستخدمها سكان العاصمة الروسية موسكو بنسبة 3% و يصل إستخدام الدراجات الى نسبة 3% فى مدينة أنقرة التركية . ومن هذا المنطلق إنتشرت مهرجانات الدراجات فى كثير من المدن الأوروبية وأشهرها « سباق لندن « والذى شارك فيه أكثر من 20 ألف شخص لمسافة 100 ميل وكان بوريس جونسون عمدة العاصمة أحد إبرز المشاركين في السباق الذي انطلق في نحو الساعة السادسة صباحا من الحديقة الأولمبية في حي ستراتفورد في شرق لندن ، وقد أعطى عمدة لندن إشارة الانطلاق حاملا علم انجلترا بهدف تحويل لندن إلى «جنة للدراجات الهوائية» . وأكد العمدة فى كلمته إنه إذا كان مجموع المسافة التي قطعوها يصل إلى 2.036.000 كيلومتر يصبح مجموع الطاقة الكهربائية التي يمكن أن ينتجها المتسابقون يصل إلى 28.504.000 كيلووات بمعدل 200 كيلووات في الساعة لكل متسابق وهو ما يمكن إستغلاله بشكل جيد ، وهى تقريباً نفس الفكرة التى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى حينما تحدث عن التوفير الذى يمكن أن يقدمه إستخدام الدراجة من وقت ومال ووقود . وقد لاقت فكرة السيسى قبولاً لدى الكثير من أفراد الشعب فسرعان ما راجت تجارة الدراجات وأصبح أهم ما يسأل عنه الزبون فى محلات الدراجات هو «بسكليتة السيسى» ،وفكر عدد من رجال الأعمال فى إستيراد شحنات من الدراجات حيث إن سوقها اليوم حسب قولهم ، ولكن الأهم هو ما يجب أن تقوم به الدولة لإنجاح مثل هذه الفكرة على حد قول إيمان بليدى سيدة الأعمال ... فيجب أولاً توفير ممرات آمنة فى الشوارع لراكبى الدراجات والقيام بتوعية السائقين بثقافة الدراجات وضرورة إحترام راكبيها حتى لا يتسبب ذلك فى المزيد من حوادث الطرق ... وتضيف المهندسة نيفين حسين أن الفكرة فى حد ذاتها راقية ومفيدة ولكن لابد من توفير حارات آمنه لراكبى الدراجات بالإضافة لتوعية المواطنين ونشر هذا النوع الجديد من الثقافة . ويقول محمد كريم ( طالب) أن فكرة الرئيس ليس جديدة ولكن يكمن النجاح فى إمكانية التطبيق على أرض الواقع فمما لا شك فيه أن تطبيقها سوف يوفر الكثير على الدولةً خصوصاً فى الطاقة بالإضافة للوفر المادى والوقت ولكن لابد من توفير أماكن أو جراحات آمنة للدراجات للحيلولة دون سرقتها وذلك بتطبيق المنظومة الأمنية بطريقة صحيحة تشعر المواطن بالأمان. أما حسن سعد ( طالب ) فيقول أنه يستخدم الدراجة فى تنقلاته منذ سنوات فهى رياضة جميلة تشعره بالقوة والانتعاش كما أنها تحسن حالته المزاجية ولا يجد إى مشكلة فهو يقطن بالمعادى وركوب الدراجات إمر معتاد فى منطقته التى يقطنها الكثير من الأجانب وموظفو السفارات الأجنبية . وتقول الدكتورة نرمين حراز أن منظر السيدات راكبات الدراجات ليس بمشهد غريب على الاسكندريةالمدينة « الكوزموبوليتانية « التى كانت تمتلئ بالأجانب وتذكر إنها كانت كثيراً ما ترى سيدة تأتى لأخذ إبنتها من المدرسة بالبسكليتة وهو ما لم يكن مستغرباً كما ان الكثير من الطلبة كانوا يذهبوا لمدارسهم بالدراجة ... إن ركوب الدراجات وان كانت رياضة الا انها ثقافة أيضاً ولكنها تحتاج الى بعض الجهد والعمل لنشرها من بنية تحتية ورصف شوارع وإعداد طرق وتوعية المواطنين وفرض الأمن . وفى النهاية وكما يقول بعض الأصدقاء ان « بسكليتة السيسى « بما تحمله من مضامين رمزية قد أعادت إلينا الأمل و البسمة والبهجة والرغبة فى العمل ورسمت صورة متحضرة لمصر أمام العالم .