تواصلت أمس، الاشتباكات الحامية بين الجيش العراقى من جانب، والمسلحين السنة والمتشددين وتنظيم «داعش» من جانب آخر، للحيلولة دون سيطرة كتائب المسلحين على مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقى بغداد. وكان المسلحون قد سيطروا ليلة أمس، على مزيد من الأراضى فى العراق فى محافظة ديالى الشرقية، بعد أن تركت قوات الأمن مواقعها هناك. وقالت قوات الأمن إن بلدتى السعيدية وجلولاء سقطتا فى أيدى المتشددين المسلحين بالإضافة لعدة قرى حول جبال حمرين والتى طالما كانت مخبأ للمتشددين. وبدخولهم إلى محافظة ديالى الواقعة على الحدود مع إيران والمحاذية لبغداد أيضا، يضيف المسلحون محورا ثالثا فى مسار زحفهم نحو العاصمة حيث باتوا يتقدمون من محافظة صلاح الدين شمالى بغداد، فيما تستمر سيطرتهم على مدينة الفلوجة غربى العاصمة. ولم تؤكد المصادر الأمنية والعسكرية الجهة التى ينتمى اليها المسلحون فى ديالى، لكن تنظيم "الدولة الاسلامية فى العراق والشام"، أقوى التنظيمات الجهادية المسلحة فى العراق وسوريا، أعلن - عبر حسابه الخاص بالمحافظة على موقع تويتر - عن اشتباكات يخوضها فى المقدادية. وفى بغداد، دعا المرجع الشيعى الأعلى آية الله العظمى السيد على السيستانى، العراقيين فى خطبة الجمعة إلى حمل السلاح ومقاتلة "الارهابيين". وقال الشيخ عبد المهدى الكربلائى، ممثل السيستانى - خلال خطبة الجمعة فى كربلاء : "على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع والانخراط بالقوات الامنية لتحقيق هذا الغرض المقدس". وعلى الصعيد نفسه، وضعت السلطات العراقية خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية بغداد من أى هجوم محتمل، وتشمل تكثيف انتشار القوى الامنية فيها، بحسب ما أفاد الجمعة المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن. وأوضح معن - فى تصريح لوكالة فرانس برس -: "وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد"، مضيفا "الوضع استثنائى وأى علمية تراخى قد تسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد ويجب أن يكون هناك استعداد". وذكر أن الخطة تشمل "تكثيف انتشار القوى وتفعيل الجهد الاستخباراتى و(زيادة) استخدام التقنية مثل البالونات والكاميرات والأجهزة الأخرى، إضافة إلى التنسيق مع قيادات العمليات فى محافظات أخرى، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين". وعلى الصعيد الدولى، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ارتفاع عدد اللاجئين العراقيين إلى ما يقرب من 800 ألف شخص خلال العام الجاري، حيث تدور معارك بين الحكومة والمتمردين المسلحين. وأضافت المفوضية، أن 300 ألف شخص فروا خوفا على سلامتهم خلال الأسبوع الحالى فى كل من أربيل ودهوك، حيث يسيطر متشددون على مناطق واسعة شمال العراق”. وفى فرنسا، أعرب وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس عن شديد قلقه من الوضع فى العراق. وقال فابيوس: ان تطور المنظمات الإرهابية “الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام، “يهدد بشكل خطير وحدة وسيادة الدولة العراقية، التى تساندها فرنسا، وأنه يشكل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة بأسرها.مشيرا الى انه على المجتمع الدولى أن ينتهز الوضع. وأضاف وزير الخارجية الفرنسية: من الضرورى على السياسيين العراقيين إثبات المسئولية للتعامل مع كل هذه التهديدات الإرهابية التى ندينها بشدة. ودعا فابيو، إلى ضرورة توفير استجابة لسياسات تحافظ على وحدة العراق من اجل التعامل مع هذه الأزمة، فمن الضرورى أن يعمل رئيس الوزراء والحكومة معا. وفى تركيا، دعت الخارجية التركية مواطنيها، فى العراق بمغادرة البلاد، وتجنب السفر إليها فى ظل الظروف الراهنة والذين يخططون السفر الى العراق بالعدول عن تلك الفكرة فى الوقت الراهن خاصة مع زيادة تدهور الوضاع الأمنية. وفى السياق نفسه، نفت الحكومة التركية اتهامات بتقديم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش). وقال بولنت ارينك نائب رئيس الحكومة التركية - فى مؤتمر صحفى - إن بلاده لم تقدم بأى حال مساعدة لداعش.