نحن أبناء هذا الجيل نعيش حدثا غير مسبوق ربما تحسدنا عليه دول العالم ومنطقتنا العربية، وربما يحسدنا عليه أولادنا وأحفادنا.. للمرة الأولي يسلم رئيس مصري هو الرئيس المنتهية ولايته المستشار الجليل عدلي منصور السلطة من خلال وثيقة مكتوبة الي الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي في حضور وفود عربية وأفريقية وعالمية وسط مراسم تنصيب أسطورية تذكرنا بمراسم تنصيب الدول العظمة. فمبروك لمصر فرحتها بالميادين يوما، ولكن فلتكن من الغد الانطلاقة نحو العمل والإنتاج فالتحديات كبيرة والأعباء عظيمة والمشاكل الموروثة هائلة ولا نملك رفاهية الوقت الضائع والفرص المهدرة وتصيد الأخطاء من الداخل والخارج. وكلنا نعلم أن العدل أساس الحكم ، والحاكم العدل هو من منحة الله سبحانه وتعالي الحب في قلوب عامة شعبه ، وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم "عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة"، و" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر أولهم أمام عادل" ، و لأبي ذر عندما سأله "أن يوليه" إنك ضعيف وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها"، وبواقعة خليفة رسول الله الفاروق عمر بن الخطاب عندما هتف رسول كسري عندما شاهده نائما تحت شجرة بلا حراسة أمنية "حكمت فعدلت فأمنت فنمت" ، بعد أن اصابته دهشة تعوده إحاطة الحكام بالأمن المدجج بالسلاح بينما عمر حكم فعدل فشعر بالأمان فنام قرير العين، وأخري عندما استدعي الفاروق عمر عمرو بن العاص ليحضر للمدينة المنورة مع ابنه بعد شكوى والد غلام قبطي من أبن عمرو لضربه أبن القبطي بعد اشتراكه معه في سباق للخيول اعتمادا علي سلطان أبيه ، فلما حضر الجميع عند الفاروق ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه، ثم قال له لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك لأن الغلام إنما ضربك لسلطان أبيه ، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟. لذلك أرجو بداية بناء الجمهورية الثالثة بالعدل المستحق لشعب عاني عمراً من فقدانه بوصلة العدالة وخاصة ملايين العاطلين عن العمل من الشباب وفقدان الثقة من بعضهم في الحرية والتفاهم الواجب بديلا لخصومة ربما تكون مفقودة إلاتجاه، والمرأة أيقونة الفترة الإنتقالية الصعبة وعلي رأسها المرأة المعيلة التي تغطي 5 ملايين أسرة تعولها مجاهدة تربي أولادها نتيجة فقدان الزوج، وأصحاب المعاشات المظلومين من الحكومات السابقة علي مر العصور وذل الكبر والمرض، وتحديات العدالة الاجتماعية من تعليم جيد وصحة متوفرة وإسكان لائق وأجر كافي، وبعد ذلك إستعادة الأمن والنظام والانضباط الي الشارع المصري ضحية الفوضي والعشوائية والانفلات السياسي والأخلاقي مما يتطلب تطبيق القانون ليس بالقبضة الأمنية فقط ولكن بالإقناع والمساواة بين الجميع بلا تفرقة أو إقصاء فالقوة وحدها لا تنفع، والنفاق المصطنع لا يبني، وتبقي المهمة الأخطر أمام الرئيس للنجاح حسن أختيار فريق المعاونين. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ