بسم الله الرحمن الرحيم المشهد الأول : غبار يتصاعد , وسنابك خيل تطير , تعدو ضبحاً فتوري قدحاً , فاز الفقير على الأمير , ارتفعت يد الخيلاء والعجب لتهوي على خد الفقر والمسكنة : أتسبقني وأنا ابن الأكرمين ؟ المشهد الثاني : وحشة وظلام , وأمال وآلام : خليفتهم يسمى الفاروق , سأيمم وجهي إلى المدينة , سمعت أنها عاصمة العدل في الدنيا , يمتطي ثقته في عدل الإسلام ويدخل رحاب الفاروق : يا أمير المؤمنين أنا قبطي من مصر وإني عائذٌ بك من الظلم , الفاروق ينتفض : عذت بمعاذ فما خبرك ؟ يصغي بكل جوارحه , اكتبوا إلى عمرو بن العاص فليأتني وابنه على الفور . المشهد الثالث : عمرو بن العاص وابنه يدخلان رحاب العدل , القبطي وابنه هناك , يقف عمر فيقف الكون ليصغي لحكمه : خذ درتي واضرب بها ابن الأكرمين , يتقدم الفقير من الأمير , فيهوي بعصا الإسلام على رأس الظلم والجبروت , تهاوت عروش الكبر وكبّر تاريخ العروش , يتوقف الفقير فيسأله الفاروق فيقول : اشتفيت منه يا أمير المؤمنين , فيقول عمر : انزل بالدرة الآن على رأس أبيه , فيقول القبطي : يا أمير المؤمنين الولد ضربني فما بال الوالد ؟ فيقول عمر : إنما ضربك بسلطان أبيه , لا صوت يعلو فوق صوت الحق , وعندها يهدر بها الفاروق فائقة رائقة لائقة سامقة باسقة شاهقة : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ المشهد الرابع : يعود القبطي لوطنه , رأسه تعانق السماء , يتحدث عن عدل الإسلام صباح مساء : عدلوا معي لأن دينهم يأمرهم بهذا , لم يجعلوا العدل ثمناً لدخولي للإسلام , بل لم يعرضوا الإسلام عليّ أصلاً , ما أرادوا بعدلهم هدايتي بل أرادوا هدايتهم ,, يكبر الغلام القبطي فيتزوج وينجب مولوداً فيكبر المولود ويتزوج وينجب مولوداً فيكبر و و و و تمر السنين . المشهد الخامس : الحفيد يمرّ بجوار ماسبيرو فيطرق سمعه صوت أجش : خشوا هاتوا المسيحيين اللي جوا ( حقيقة ) ,, يلقى القبض عليه بتهمة الانتماء للمسيحية , فينهال عليه المجاهدون بالضرب ,, يطرق المسيحي باكياً مندهشاً : ليس هذا الإسلام الذي أخبرني به جدي عن جده عن ضارب ابن الأكرمين , أبناء الأكرمين كثر هذه الأيام فأين درتك يا عمر ؟؟ اللهم أحينا ما دامت الحياة خيراً لنا وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين .......