عضو "قيم البرلمان": الحوار الوطني فكرة ناجحة .. وتفعيل توصياته انتصار للديمقراطية    رئيس جامعة الأقصر يشارك باجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    متظاهرون إسرائيليون يغلقون شارع «أيالون» ويشعلون النار وسط الطريق    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    اليوم عيد.. وزير الرياضة يشهد قرعة نهائيات دوري توتال انرجيز النسخة العاشرة    ضبط دقيق مهرب وسلع غير صالحة وسجائر مجهولة فى حملة تموينية بالإسكندرية    في ثالث أيام مهرجان الإسكندرية.. تفاعل كبير مع «شدة ممتدة» و «النداء الأخير»    التمساح سابقا.. مدينة الإسماعيلية تحتفل ب162 عاما على وضع حجر أساس إنشائها    لميس الحديدي: رئيسة جامعة كولومبيا المصرية تواجه مصيرا صعبا    قطارات السكة الحديد تغطي سيناء من القنطرة إلى بئر العبد.. خريطة المحطات    شرايين الحياة إلى سيناء    محافظ القاهرة: استمرار حملات إزالة التعديات والإشغالات بأحياء العاصمة    "مستحملش كلام أبوه".. تفاصيل سقوط شاب من أعلى منزل بالطالبية    مصر تواصل الجسر الجوى لإسقاط المساعدات على شمال غزة    تعليق ناري من أحمد موسى على مشاهد اعتقالات الطلاب في أمريكا    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية «بيكلموني» التريند في 3 دول عربية    عزيز الشافعي عن «أنا غلطان»: قصتها مبنية على تجربتي الشخصية (فيديو)    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    افتتاح المدينة الطبية بجامعة عين شمس 2025    ما هي مواعيد غلق المحال والكافيهات بعد تطبيق التوقيت الصيفي؟    سمير فرج: مصر خاضت 4 معارك لتحرير سيناء.. آخرها من عامين    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    «الحياة اليوم» يرصد حفل «حياة كريمة» لدعم الأسر الأولى بالرعاية في الغربية    حبست زوجها وقدّمت تنازلات للفن وتصدرت التريند.. ما لا تعرفة عن ميار الببلاوي    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    80 شاحنة من المساعدات الإنسانية تعبر من رفح إلى فلسطين (فيديو)    غدا.. إعادة إجراءات محاكمة متهم في قضية "رشوة آثار إمبابة"    أمل السيد.. حكاية مؤسِّسة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية في مطروح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    طاقة نارية.. خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد من هذا القرار    أنس جابر تواصل تألقها وتتأهل لثمن نهائي بطولة مدريد للتنس    بالصور.. مجموعة لأبرز السيارات النادرة بمئوية نادى السيارات والرحلات المصري    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    عاجل.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى السعودية والأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة| الأنابيب الكيني يفوز على مايو كاني الكاميروني    ليفربول يُعوّض فينورد الهولندي 11 مليون يورو بعد اتفاقه مع المدرب الجديد    النيابة تطلب تحريات إصابة سيدة إثر احتراق مسكنها في الإسكندرية    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بلينكن في الصين.. ملفات شائكة تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    ضبط عاطل يُنقب عن الآثار في الزيتون    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    عمرو صبحي يكتب: نصائح لتفادي خوف المطبات الجوية اثناء السفر    أستاذ «اقتصاديات الصحة»: مصر خالية من شلل الأطفال بفضل حملات التطعيمات المستمرة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس السيسى فى حفل التنصيب بقصر القبة:
مصر أثبتت أنها عصية على الانكسار.. وتحقيق الأمن على رأس أولوياتنا
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 06 - 2014

تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنجاز جميع استحقاقات خارطة الطريق , وعاهد الشعب بأنه سيسهر على احترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص الدستور، وأكد تعهده بانجاز الاستحقاق الثالث وفقا للجدول الزمنى لخارطة المستقبل.
وقال الرئيس السيسى خلال كلمته الى الشعب المصرى فى احتفال تنصيبه مساء أمس رئيسا للجمهورية بقصر القبة بالقاهرة إن الوطن تعرض لتهديد حقيقى كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ولكن ثورة الشعب فى 30 يونيو استعادت ثورة 25 يناير وصوبت المسار صونا للوطن ووحدته.
وفيما يلى نص كلمة الرئيس السيسي:
السيد المستشار عدلى منصور رئيس جمهورية مصر العربية السابق، الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصرى العظيم، اسمحوا أن أتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان للسيد المستشار الجليل عدلى منصور على ما قدمه من عمل وطنى عظيم، ولقد أنجزتم يا سيادة المستشار الاستحقاقين الأول والثانى من خارطة المستقبل لشعب مصر على الوجه الأكمل، وإننى بدورى أعاهدكم وأعاهد الشعب المصرى بأننى سأسهر على احترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص دستورنا هذا، كما أعاهدكم أيضا على إنجاز استحقاقنا الثالث وفقا للجدول الزمنى لخارطة المستقبل.
الإخوة المواطنون، أخاطبكم اليوم بعد أن أديت اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية مصر العربية، أقسمت أن أحافظ على النظام الجمهورى الذى أسست له ثورة يوليو المجيدة إحقاقا للحق وإرساء للعدالة والمساواة، وصيانة لكرامة المواطن المصري، وأن أحترم الدستور والقانون، دستورنا الجديد، دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني، دستور العمل والإرادة الذى يضم كافة أطياف مجتمعنا المصرى ينظم العلاقة بين السلطات ويصون الحقوق والحريات للجميع، أقسمت أيضا أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، كل الشعب، فإننى رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر ولا إقصاء لأحد، فلكل مصرى دوره الوطني، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
الوطن الذى تعرض لتهديد حقيقى كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه، ولكن ثورتنا الشعبية فى 30 يونيو إستعادت ثورة 25 يناير، وصوبت المسار وتصون الوطن ووحدته.
الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصرى العظيم، لا أجد من الكلمات ما يعبر عن سعادتى بكم وصدق ظنى فيكم أن فرحتى الحقيقية اليوم هى بمدى وحدة وتماسك الشعب المصرى بقدر وعيكم السياسى ونضالكم الديمقراطي، لقد ضربتم للعالم أجمع مثالا فى التحضر وتحمل المسئولية، وبرهنتم على أن قدرتكم لم تتوقف عند حدود اسقاط أنظمة مستبدة أو فاشلة وإنما ترجمتها عقولكم وأيديكم إلى إرادة ديمقراطية حقيقية تم التعبير عنها فى صناديق الاقتراع للمرة الثانية فى أقل من خمسة أشهر.
فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة من عمر أمتنا ومصيرها، أجد مشاعرى مختلطة ما بين السعادة بثقتكم والتطلع لمواجهة التحديات، وإثبات أن تلك الثقة كانت فى محلها، الخوف من الله والرجاء فى رحمته ومعونته أدعوه فى كل صلاة متوكلا غير متواكل أن يوفقنى ويعيننى على أداء مهمتى على الوجه الذى يرضيه عني.
إن العقد الاجتماعى بين الدولة ممثلة فى رئيسها ومؤسساتها وبين الشعب لا يمكن أن يستقيم من طرف واحد وإنما يتعين أن يكون التزاما على الطرفين، سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة منهجا لتطبيق عقدنا الاجتماعي، وكما سنتقاسم الاطلاع على حقيقة الأمر ونتشارك فى الجهد والعرق سوف نجنى معا أيضا ثمار جهدنا وتعاوننا إستقرارا سياسيا وإستتبابا أمنيا ونموا اقتصاديا متنوعا وعدالة اجتماعية وحقوقا وحريات مكفولة للجميع.
أبناء مصر الكرام، إن ثورتين مجيدتين فى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو قد مهدتا الطريق الى بداية عزف جديد فى تاريخ الدولة المصرية، يكرس للقوة وليس للقمع، وصيانة للسلام وليس للعدوان، ودفاعا عن دولة القانون والحق والعدل، يؤسس للقضاء على الارهاب وبث الأمن فى ربوع البلاد مع صيانة الحقوق والحريات.
عزف جديد فى تاريخ الدولة المصرية يدعم اقتصادا عملاقا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة، مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودى الدخل وتنمية المناطق المهمشة، يصون منظومتنا القيمية والاخلاقية، يعززها ويحميها، ويكفل للفنون والآداب حرية الفكر والابداع، ويؤمن ويرحب بالانفتاح ويحافظ على الهوية المصرية وطبائعنا الثقافية.
الإخوة المواطنون، إننى لست دعاة اجترار الماضى بهدف التوقف عند لحظات صعبة مضت ولن تعود، ولكننى من المؤمنين بضرورة الاعتبار من تجاربه للحيلولة دون تكرار السييء منها، وكما تعلمون فقد عاش وطننا فترة عصيبة قبل الثلاثين من يونيو، استقطاب حاد كان ينذر بحرب أهلية، سوء استغلال للدين للتستر خلفه لارتكاب أفعال تجافى صحيحه, وتكون الشعوب والأوطان هى الخاسر الأكبر كما رأيتم، وتضاف إلى ذلك ظروف اقتصادية متردية، ديون داخلية وخارجية متراكمة، عجز ضخم فى موازنة الدولة، وبطالة مستفشية بين أوساط الشباب، سياحة متوقفة ونقص حاد فى موارد الدولة من العملات الصعبة ونزيف فى الاحتياط النقدي، ونقص حاد فى موارد الطاقة وتهديد لأمننا القومى يطال موردا أساسيا من موارد وجود الأمة المصرية، وواقع اجتماعى لا يقل كارثية عن نظيريه السياسى والاقتصادي.
إن استقطابا دينيا حادا ليس فقط بين المسلمين والمسحيين، ولكن بين أبناء الدين الواحد، دعاوى تكفير تطلق هنا وهناك، وبدلا من أن يلتفت نظام الحكم القائم آن ذاك إلى ما يحيط بالوطن من أخطار كان يساهم فيما يحاك من مخططات تنال من وحدة شعبه وسلامته الاقليمية لتحقيق رؤى مشوهة ومفاهيم مغلوطة تتنافى مع مفهوم الوطن ومصالحه، فضلا عن تناقضها مع تعاليم ديننا الحنيف.
شعب مصر العظيم : لقد تعرفتم على رجل من رجال القوات المسلحة وما عبرتم عنه من تقدير وثقة فيه بتكليفكم لى فى هذا المنصب إنما يعود بالأساس إلى موقف تلك المؤسسة العسكرية الوطنية العريقة من تطلعاتكم وآمالكم.
ففى اللحظة التى شرفت فيها بتولى رئاستها، إنها القوات المسلحة مصنع الرجال ورمز الالتزام والانضباط قلعة الوطنية المصرية على مر العصور، نؤمن جميعا بأن الفضل لله، ولكنه سبحانه وتعالى خلق الأسباب، ولقد شاء القدر أن يكون لهذه المؤسسة الوطنية دور أساسى فى انتصار ارادة الشعب المصرى فى ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.
فلقد انحازت القوات المسلحة المصرية إلى إرادة الشعب ونجحت باخلاص ووطنية رجالها فى مواجهة ما دبر وخطط لضرب استقرار وأمن الوطن، فاذا تأملنا واقعنا الاقليمى سندرك تماما معنى ان يكون جيش الدولة وطنيا موحدا لا يؤمن بعقيدة سوى الوطن بعيدا عن أى انحيازات أو توجهات وسيظل الجيش المصرى من الشعب وللشعب يؤمن بان عطاءه ممتد حربا وسلاما وسيسجل التاريخ لقواتنا المسلحة دورها الوطنى العظيم فى الحفاظ على الوطن مصانا وعلى الشعب موحدا.
إننى لم أسع يوما وراء منصب سياسي، فلقد بدأت حياتى المهنية فى مؤسسة القوات المسلحة تعلمت فيها معنى الوطن وقيمتها وتحمل المسئولية، وتعلمت أيضا أن حياتنا وأرواحنا هى فداء للوطن، كما تعلمت فى تلك المؤسسة أنه لا هروب من ميدان القتال، فلقد استخرت الله متوكلا عليه وإنحزت إلى ارادة الشعب، وأقدمت على اعلان بيان الثالث من يوليو الذى صاغته القوى الوطنية بمشاركة الشعب لتبدأ مرحلة جديدة من عمر أمتنا.
معركة يتعين أن نخوضها بشرف وكرامة، فنحن لسنا مدانين لأحد ولا ننتظر فضلا من أحد، فالدين لله والفضل من الله، وسنبنى باذن الله وطننا على أسس من العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية تكفل لنا الحرية والعيش الكريم، وإعلموا أنه اذا كانت مصر أثبتت مرة أخرى أنها عصية على الانكسار فإن ذلك بفضل الله يعود إلى وحدة الدولة شعبا ومؤسسات.
ولا أخفيكم سرا أنكم أنتم الذين منحتم الدولة المصرية وحكومتها -بوحدتكم خلف ثورتين وأهدافهما- ما يلزم من ثقة وتأييد وتمكين لتكون بلادنا مستقلة القرار رافضة لتدخل كائن من كان فى شأننا الداخلي.
الإخوة والأخوات: إننى أعى وأقدر تماما الإرث الثقيل من التجريف السياسى والتردى الإقتصادى والظلم الاجتماعى وغياب العدالة التى عانى منها جميعا المواطن المصرى لسنوات ممتدة، ولكنه ليس من الأمانة أو الواقعية أن أعد المواطن المصرى البسيط بالتخلص من هذه التركة المثقلة بمجرد تقلدى مهام منصبى الرئاسي، لكنى أشهد الله تعالى أننى لن أدخر جهدا لتخفيف معاناته ما استطعت، فلن أعارض مقترحا فى صالحه وسأتخذ ما يمكن من اجراءات للبدء فى تحسن أوضاعه، ولن أتوانى يوما أن أضمد جراح أى مصرى أو أن أساهم فى تخفيف آلامه أو تبديد خوفه على أحد من أبنائه. وفى سبيل تحقيق ذلك سنعمل معا جميعا من أجل أن ينعم كل مواطن مصرى بالسعادة والرفاهية فى ظل مصر الجديدة تنعم بالاستقرار والرخاء.
أبناء مصر أتطلع الى عصر جديد يقوم على التصالح والتسامح من أجل الوطن، تصالح مع الماضى وتسامح مع من اختلفوا من أجل الوطن وليس عليه، تصالح ما بين أبناء وطننا باستثناء من أجرموا فى حقه أو اتخذوا من العنف منهجا. أتطلع الى إنضمام كافة أبناء الوطن، كل من يرون مصر وطنا لنبنى سويا مستقبلا لا إقصاء فيه لمصري، وتحقيق العيش والحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وأما من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر، فلا مكان لهم فى تلك المسيرة، وأقولها واضحة جلية، لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف، ومن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذى نريده لأبنائنا، لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون دولة بلا هيبة.
أعدكم بأن المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها على التوازى مع جهدنا جميعا «أنتم وأنا» لتحقيق الآمال والتطلعات.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى:
إن تحقيق التنمية الشاملة بمختلف صورها وشتى مناحيها يتطلب بيئة أمنية مواتية تطمئن رأس المال وتجذب السياحة والاستثمار وتؤمن للمشروعات الصناعية مناخها المناسب، ومن ثم فإن دحر الارهاب وتحقيق الأمن يعد على رأس أولويات مرحلتنا المقبلة، ولذا فإننا سنعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق الأمن وإقرار النظام، وإعادة الأمن والاطمئنان النفسى للمواطن المصري.
كما أن المرحلة المقبلة تتطلب دورا وطنيا لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء الذين ستعمل الدولة على توفير المناخ اللازم لازدهار أعمالهم وتنمية استثماراتهم، ونحن مقبلون على مرحلة التنمية الصناعية والزراعية، فهذان القطاعان هما جناحا التنمية الاقتصادية ولاسيما فى بلادنا التى يتوفر فى مقوماتها فرص جيدة لنجاحنا معا دون تعارض بل يكمل كل منهما الآخر.
وتنعكس تنمية كل قطاع منهما إيجابيا على الآخر، ويتعين النهوض بقطاع الصناعة عصب الاقتصاد المصرى والسبيل الى خلق فرص العمل وتشغيل الشباب، لا سيما من خلال تشجيع اقامة الصناعات كثيفة العمالة .
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى:
سنعمل على اصلاح المنظومة التشريعية لتحفيز قطاع الصناعة وتيسير حصول المستثمرين على الأراضى والتراخيص لإقامة المشروعات الصناعية ولن نغفل الاستثمار فى الثروة المعدنية والمحجرية لمصر، وسنعمل تدريجيا على وقف تصدير المواد الخام التى تتعين معالجتها وتصنيعها لزيادة القيمة المضافة وتحقيق العائد المناسب، إضافة إلى تدوير المخلفات واستخدامها لتوليد الطاقة الحيوية.
وسنعمل من خلال محورين أساسيين أحدهما يدشن للمشروعات الوطنية العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس وانشاء محطة الضبعة للطاقة النووية وتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية لانتاج هائل من الكهرباء.
اما المحور الآخر، فيختص باقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تحقق انتشارا أفقيا فى المناطق المحورية، ويوفر مدخلات بسيطة فى مختلف مراحل العملية التصنيعية بما يوفر العملات الصعبة وينهض بالمناطق المهمشة والأكثر فقرا.
أما التنمية الزراعية، فسيكون له نصيب كبير من جهود التنمية فى المرحلة المقبلة وذلك من خلال العمل على عدة محاور أهمها مشروع ممر التنمية وما سيوفره من أرض صالحة للزراعة، فضلا عن إعادة تقسيم المحافظات المصرية وخلق ظهير زراعى لكل محافظة واستحداث نظام (الوب الرئيسية) فى الزراعة مما سيضاعف من انتاجية الفدان، ويوفر فرص عمل جديدة فضلا عن الاعتماد على الأساليب العلمية للرى ومعالجة المياه.
وأعتزم أن يتواكب مع النهوض بهذا القطاع نهوض بأوضاع الفلاح المصرى والتصدى لمشكلاته وأهمها توفير الأسمدة والنظر فى بعض مديونيات صغار المزارعين لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى الذى يتعين تطويره بشكل شامل ليساهم فى مرحلة التنمية المقبلة، وليكون أكثر عونا للفلاح المصري.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى:
حيث سيتم تخصيص نسبة من الانفاق العام تتصاعد تدريجيا لصالح قطاع الصحة ووضع هيكل عادل لأجور العاملين فيه وإضافة مرافق طبية جديدة، والتركيز على توفير الرعاية الطبية المتميزة لكبار السن ولذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير قطاع التعليم الذى يتعين أن يشمل كافة عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية)، بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية.
ويتعين أن تشهد منظومة تطوير التعليم الارتقاء بالتعليم الفنى ودعمه وربط التعليم باحتياجات سوق العمل، كما سيكون لقطاع المحليات نصيب موفور من الاهتمام حيث سيتم العمل على إنشاء محافظات جديدة وتوسيع البعض الآخر وربط المحافظات بحدودها الجديدة بشبكة طرق داخلية فضلا عن إنشاء شبكة طرق دولية، كما سيتم انشاء عدة مطارات وموان ومناطق حرة واقامة عدة مدن ومراكز سياحية جديدة.
الإخوة والأخوات : إننى أود فى هذا الصدد أن أشير إلى أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تؤتى ثمارها المرجوة أو تحقق نهوضا شاملا بالوطن دون أن تتواكب معها تنمية اجتماعية، فعلينا أن نعمل كى تصل ثمار تنميتنا الاقتصادية إلى جميع أبناء الشعب وفى مقدمتهم البسطاء ومن هم أكثر احتياجا.
يجب أن نعمل على تحقيق طفرة حقيقية فيما تقدمه الدولة من خدمات للمواطنين، إلا أن الدولة لن تنجح فى ذلك بطبيعة الحال إلا إذا زاد عملنا وانتاجنا، ويتعين أن تتواكب مع التنمية بشقيها الاقتصادى والاجتماعى تنمية ثقافية يساهم فى إحداثها مبدعو ومثقفو واعلاميو وفنانو مصر، فإن عليهم دورا أساسيا، دورا يخاطب عقول الناس وأرواحهم، يصحح الفكر الخاطئ ويرتقى بإحساسهم، يحفزهم على المزيد من العمل والانتاج، ويصوب الذوق العام للشعب المصري، يعيد للآداب والفنون المصرية رونقها وينمى إسهامها فى التوثيق لهذه الحقبة من تاريخ أمتنا.
أما تجديد الخطاب الدينى فإن أهميته التى تنطوى على تعزيز الجانب القيمى والأخلاقى تشمل أيضا الحفاظ على الصورة الحقيقية المعتدلة لديننا الاسلامى الحنيف وتشكيل عقول ووجدان المسلمين سفراء هذا الدين الذين يقدمونه الى العالم، واذا كان الإمام المستنير محمد عبده قد قال بعد رحلة أوروبية «رأيت فى أوروبا إسلاما بدون مسلمين، ورأيت فى بلادنا مسلمين بلا إسلام »، على الرغم من أن الحالة الأخلاقية آنذاك كانت أفضل كثيرا مما نحن عليه الآن، فما عسانا أن نقول لما يحدث فى مجتمعنا هذه الآيام، مخطيء من حصر دور الدين فى الحياة على الطقوس والعبادات دون المعاملات، فالدين المعاملة، وكما قال الرسول الكريم (ص) من لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى:
أوجه دعوة خالصة من القلب إلى كل أسرة مصرية ولكل مدرسة ولكل مسجد ولكل كنيسة، بثوا الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة والمثل العليا فى القلوب، اغرسوها فى العقول، اتخذوا منها أساسا لتربية النشء وتهذيب النفوس، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
ولا يمكننا الحديث عن تجديد الخطاب الدينى دون التطرق إلى دور الأزهر الشريف، منارة علوم الدين والتنوير ذات الألف عام، التى نشرت الإسلام وبثت تعاليمه الصحيحة فى كافة الدول الإسلامية بما فيها الدول غير العربية فى آسيا وأفريقيا.
إننى أتطلع إلى أن يواصل الأزهر الشريف دوره لتجديد وتصحيح الخطاب الدينى وأن يستمر فى جهوده لنشر صورة الإسلام الحقيقية المعتدلة السمحة، بعد ما طال ديننا الحنيف من تشويه.
ولا يمكن أن نغفل أيضا دور الكنيسة المصرية العريقة التى قامت بدور فعال فى نقل صورة حقيقية للنسيج الوطنى الواحد فى مواجهة الذين يروجون بنوايا خبيثة للفتن والانقسام بين أبناء هذه الأمة، لذلك فإن الدور الوطنى الذى أداه الأزهر الشريف والكنيسة المصرية من انحياز لإرادة الشعب لابد أن يكون موصولا بمشاركة ايجابية وتفعيل كامل لدور هاتين المؤسستين فى بناء الوطن وتقدمه.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى:
لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها بكل ما يعنيه ذلك من أثر وانعكاسات هدامة على الاثنين معا، قيادة مصر واحدة فقط، وإننى أدعو القائمين على مؤسسات الدولة المصرية إلى تطويرها واصلاحها، ولتكن محاربة الفساد شعارها وشعارنا فى المرحلة المقبلة، وأؤكد أن مواجهة الفساد ستكون مواجهة شاملة ضد الفساد بكافة أشكاله، لن أقول انه لن يكون هناك تهاون مع الفاسدين وإنما لن تكون هناك رحمة مع أى ممن يثبت تورطهم فى أى قضايا فساد أيا كان حجمها.
إن مرحلتنا المقبلة تتطلب كل جهد مخلص صادق يضع الحفاظ على المال العام نصب عينيه، فلنتق الله جميعا فى هذا الوطن وشعبه.
الإخوة المواطنون : يقودنى الحديث عن الإصلاح والتطوير الى الحديث أيضا عن تصويب وتصحيح المفاهيم، وفى مقدمتها مفهوم المواطنة، وهو المبدأ الحاكم لحياتنا على أرض هذا الوطن، فلا فرق بين مواطن وآخر فى الحقوق والواجبات، لا سبب ولا حتى قناعاته السياسية مادام فى طريقها السلمي.
وفى سياق تصويب المفاهيم، أود أن أتطرق إلى مفهوم الحرية، ما هى الحرية؟ إن الحرية قرينة الالتزام وتظل مكفولة للجميع ولكنها تتوقف عند حدود حريات الآخرين، لها إطارها المنظم وما يحويها من قوانين وقواعد دينية وأخلاقية تتسم بالنقد، ولكن بموضوعية دون تجريح ودون ابتذال، أما ما دون ذلك فهى أى شيء آخر إلا أن تكون حرية إنما هى فوضى وحق يراد به الباطل.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى:
الإخوة والأخوات، إن دوركم فى مرحلة البناء المقبلة لا يقل أهمية عن دور مؤسسات الدولة، فنحن جميعا مطالبون بأن نعلى قيمة الإيثار وإنكار الذات، فلا صوت سيعلو فوق صوت مصلحة الوطن، ويتعين أن تتضافر جهودنا جميعا، فالمرأة المصرية مدعوة أكثر من أى وقت مضى لتساهم كما عهدناها مساهمة جادة وبناءة فى مرحلتنا المقبلة حتى وإن لم تكن إمرأة عاملة، ولمن يقللون من دور المرأة العاملة، أقول أنتم لن تدركوا شيئا لا من حكمة الخالق ولا من دور المرأة فى حياتنا، فهى سر وجود المجتمع واستمراره، ميلادا ونشأة وحياة، ولقد برهنت المرأة المصرية على وعيها السياسى ودورها الأساسى فى المجتمع واستلهمت روح مشاركتها الفاعلة فى ثورة 1919، فشاركت فى ثورتين عظيمتين، ثم نزلت بكثافة سواء فى الإستفتاء على الدستور أو فى الانتخابات الرئاسية.
تحية وتقديرا واعجابا بدور المرأة، وثقتى كاملة فى أنها ستواصل عطاءها وتصون دورها، أما وأختا وزوجة وابنة، وستبذل جهودها كمواطنة فاعلة فى مرحلة البناء المقبلة، وإننى أعدها بأننى ` عرفانا بدورها الفاعل فى المجتمع وتقديرا لدورها النشط فى استحقاقاتنا الوطنية الأخيرة ` سأبذل كل ما فى وسعى لتحصل على تمثيل عادل فى المجلس النيابى المقبل، وفى المناصب التنفيذية المختلفة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى:
ولشباب مصر وشاباتها أمل المستقبل، حاملى مشاعل العلم والتنوير، فأقول لهم : هذا الوطن لكم وبكم، أنتم من سيعمرونه وسيبنونه، وسينهض بشتى مناحيه، اعملوا وساهموا بفاعلية، دوركم مقدر وجهدكم محمود، ولكنه لم يكتمل بعد فأنتم أشعلتم الثورة وأكملتم مسيرتها بالتعاون مع جميع فئات الشعب، ولكن الوطن لا يزال فى حاجة ماسة إلى عملكم واخلاصكم لروحكم الممتلئة بالأمل والحياة، روح الاستمرار والتجديد، وأنتم مقبلون على مرحلة البناء والتمكين، أسهموا عبر القنوات المشروعة فى إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لوطنكم.
وإننى من موقعى هذا، أقول يا شباب مصر، أنتم الأمل وأنتم المستقبل وأنتم من سيبنى مصر الجديدة بسواعدكم وعقولكم، مصر الجديدة بدستورها الجديد وما به من حقوق وواجبات وحريات ومسئوليات، وأما أنا فسأسعى بعونكم ومساندتكم لتحقيق غد أفضل لكم ولأبنائكم، رئيسا لمصر ولكل المصريين، شبابا وشيوخا، نساء ورجالا.
وإلى بسطاء هذا الوطن، أقول : تحملتم الكثير لعقود مضت وبدلا من تحقيق أحلامكم فى العيش الكريم تضاعفت معاناتكم خلال السنوات الأخيرة التى مرت ثقيلة صعبة واصطدمت أحلامكم بمعوقات كثيرة حالت دون تحقيقها.
أبناء الشعب المصرى الكريم لقد تمكنا بفضل الله الكريم واستطعنا بتعاون جاد ونية خالصة أن ننجز الاستحقاقين الأول والثانى من خارطة المستقبل على الوجه الأكمل، وسنعمل بذات الروح الوطنية لاستكمالها واتمام الاستحقاق الرئيسى الثالث وهو الانتخابات البرلمانية، فاعلموا أن أصواتكم أمانة وأن اختياركم نواب الشعب سيترتب عليه الكثير، إننا بحاجة ماسة لمجلس نواب جديد يسهم اسهاما جوهريا فى احالة نصوص دستورنا الجديد إلى قوانين ملزمة تترجم ما فيه من حقوق وحريات إلى معان وواقع يمارسه عملا لا قولا، وإن هذا المجلس تختلف صلاحياته بموجب الدستور الجديد عما سبقه من مجالس، لذا فإن أصواتكم شهادة، فلا تكتموها أعطوها لمن يستحق، دققوا وأحسنوا الاختيار فيمن يمثلكم ومن يرعى مصالحكم وينقل أصواتكم بأمانة ويتخذ من النزاهة والحيدة دستور عمل وحياة، من يكون لكم عونا ولآمالكم محققا ولوطنكم حافظا أمينا.
أبناء مصر، إن مزايا الأوطان كما تكون نعيما لاهلها فإنها تفرض عليهم أيضا أن يبذلوا جهودا مضاعفة لصيانتها وتنميتها والذود عنها، مصر الكنانة مهد الحضارة حباها الله بنعم عظيمة وآلاء جسيمة فاضحى لجغرافيتها تاريخ يتحرك وتاريخها جغرافيا ساكنة، مصر الفرعونية ميلادا وحضارة العربية لغة وثقافة والافريقية جذورا ووجودا، المتوسطية طابعا وروحا، مزيج فريد قلما يتكرر بين بلاد الدنيا ويفرض علينا جميعا أن نرتقى لحجم المهمة وقدر المسئولية الملقاة على عاتقنا للحفاظ على دور هذا الوطن الرائد فى مختلف دوائر السياسة الخارجية المصرية والذى لن يتأتى دون العمل والبناء فى الداخل.
فمصر الداخل هى التى تمتلك محددات وقدرات هى التى ستوجه دفة سياستنا الخارجية وهى التى ستحدد موقعنا الدولي، فكلما كانت جبهتنا الداخلية قوية وموحدة واقتصادنا قوى كان قرارنا مستقلا وصوتنا مسموعا وارادتنا حرة، فإن مصر العربية يتعين أن تستعيد مكانتها التقليدية، شقيقة كبرى تدرك تماما أن الأمن القومى العربى خط أحمر، أما أمن منطقة الخليج العربى فهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى:
إننا بحاجة إلى مراجعات شاملة لجميع أوجه آليات العمل العربى المشترك، لا نجتمع ونتحدث بل نتخذ القرارات الكفيلة بتحقيق أمننا العربى المهدد فى العديد من دوائره. وستظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وملفا من ملفات السياسة الخارجية المصرية، فمصر تعلى مصالح الشعوب العربية على صغائر جماعات ضيقة، مصر التى أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق وستواصل مسيرتها لدعمه حتى يحصل الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة ويحقق حلمه وحلمنا جميعا، دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
أما مصر الأفريقية رائدة تحرر واستقلال القارة السمراء، فإننى أقول لمن يحاول فصلها عن واقعها الافريقي، لن تستطيع فصل الروح عن الجسد، فمصر أفريقية الوجود والحياة، وأقول لأبناء الشعب المصرى العظيم الذى قامت حضارته العريقة على ضفاف نهر النيل لن أسمح لموضوع سد النهضة أن يكون سببا لخلق أزمة أو مشكلة أو أن يكون عائقا أمام تطوير العلاقات المصرية سواء مع أفريقيا أو مع إثيوبيا الشقيقة، فإن كان السد يمثل حقها فى التنمية، فالنيل يمثل لنا حقنا فى الحياة.
النيل الذى ظل رمزا لحياة المصريين منذ آلاف السنين إلى جانب استمراره كشريان حياة المصريين علينا أن نعمل ليصبح واحة للتنمية والتعاون فيما بين دول حوضه، وكما شهدت علاقات مصر الأفريقية تطورا تاريخيا بدءا من مساندة حركات التحرر والاستقلال مرورا بدعم أشقائنا الأفارقة من خلال التعاون الفنى لأبناء القارة الأفريفية فى شتى المجالات، فإن تلك العلاقات يتعين أن تتطور لتحقيق الشراكة فى التنمية فى شتى المجالات الصناعية والزراعية والتجارية، فمصر بوابة العالم إلى أفريقيا ونافذة أفريقيا على العالم.
أما علاقاتنا الدولية المقبلة فستكون علاقات ديمقراطية متوازنة ومتنوعة لا بديل فيها لطرف عن آخر، فمصر تستطيع الآن أن ترى جميع جهات العالم، مصر الجديدة ستكون منفتحة على الجميع لا تنحصر فى اتجاه ولن تكتفى بتوجه.
نحن نتطلع إلى تفعيل وتنمية علاقاتنا لكل من أيد أو سيؤيد ارادة الشعب المصري، ونتعهد معهم على التعاون معهم فى شتى المجالات، ذلك التعاون الذى يقتصر الاعتزاز به على الدوائر الرسمية، وإنما إمتد ليستقر فى وجدان شعوبنا ويرتبط فى أذهاننا بمشروعات وطنية عملاقة وقاعدة لاستقبال الصناعات الثقيلة.
فمصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية، لقد مضى عهد التبعية فى تلك العلاقات التى ستحدد من الآن فصاعدا طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصري، إن مصر نقطة توازن واستقرار فى الشرق الأوسط، ممر عبور تجارة العالم الدولية، مركز الاشعاع الدينى فى العالم الاسلامى بأزهرها الشريف وعلمائه الأجلاء، ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية مباديء أساسية لسياساتها الخارجية فى المرحلة المقبلة.
وأخيرا، فكما تعلمون، اختارت مصر بإرادتها ومن موقع القوة والانتصار أن تكون دولة سلام، فإننى أجدد بهذه المناسبة التزامنا بتعهداتنا الدولية واتفاقياتنا التعاقدية التاريخية منها أو الحديثة والمعاصرة، وما سيكون من تعديل فيها إن استدعى الأمر فسيتم بالتشاور والتوافق بين الأطراف المتعاقدة بما يحقق المصالح المشتركة.
الإخوة المواطنون : أوجه تحية إجلال لأرواح كل شهدائنا، شهداء ثورتينا وشهداء قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة، إننى أقدر تضحيتهم من أجل الوطن، وأعى تماما حجم المعاناة والألم النفسى الذى عاناه ذووهم، إن أرواحهم التى تنعم فى الفردوس الأعلى ستظل تطالبنا بحب هذا الوطن والتضحية من أجله والعمل معا لصياغة مستقبله.
وأقول لأرواحهم الطاهرة لقد دافعتم معنا ليس فقط عن مصر، ولكن عن المنطقة بأسرها، وليس فقط عن هويتنا، ولكن أيضا عن ديننا الاسلامى الحنيف بحقيقته واعتداله، فقدروا تضحيات شهدائنا وترفقوا بالوطن، وحدوا الكلمة والصف، ولا تفرقوا، وكفى وطننا ينوء بحمل مشكلات إن لم ننتبه إليها ونعالجها سريعا قد يحدث ما لا يحمد عقباه.
أقول لكم، أعينونى بقوة نبن وطننا الذى نحلم به ونستظل فيه بظلال الحق والعدل والعيش الكريم، ونتنسم فيه رياح الحرية والالتزام، ونلمس فيه المساواة وتكافؤ الفرص وجودا حقيقيا ودستور حياة، واعلموا دوما أن سفينة الوطن واحدة فان نجت نجونا جميعا.
أبناء مصر، إنى كلى تفاؤل بهذا الوطن، ولكن الله الذى أمر أن نتفاءل بالخير نجده دعانا إلى العلم والعمل، إلى الوحدة والتوكل وليس التواكل، فالملك لا يبنى على جهل ومناهج التخوين لا تفضى إلا إلى الفشل، انى أدعوكم جميعا أن نثبت لكل من أراد أن يفرقنا أو يكسر وحدتنا أنه قد أساء الفهم وأخطأ قراءة التاريخ، فنحن نبض قلب واحد، وحدتنا لا تقبل التبديل.
وندعو الله العلى القدير معا أن يوفقنا لما فيه خير بلادنا ونبتهل اليه أن يديم علينا رحمته ومحبته وأن يحفظ مصر وشعبها لتظل دائما بلد الأمن والأمان والاستقرار، مصداقا لقوله الكريم : ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين .. صدق الله العظيم .. تحيا مصر آمنة مستقرة .. تحيا مصر أبية كريمة .. تحيا مصر بحفظ الله وعنايته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.