هناك أناس يعيشون الحياة ليس من أجل أنفسهم فقط، بل يبحثون عن حلول لمتاعب الآخرين كى تكتمل سعادتهم، ومن هذا المنطلق قامت صباح علام بالتفكير فى مساعدة الصم وضعاف السمع من خلال تعاملها المستمر معهم وذلك من خلال قراءة وشرح القرآن الكريم للصم عن طريق علم التواصل الكلى. تقول صباح علام: من خلال عملى 33عاما فى مجال التربية الخاصة كمدرسة بإحدى مدارس الصم، وجدت أنهم يعانون إهمال المجتمع وتهميش الدولة كما لاحظت من خلال وجودى فى النيابات والمحاكم كمترجمة لغة إشارة أن مستوى الجرائم التى يرتكبها الصم تتطور وتتزايد بشكل كبير حيث كانت فى البداية عبارة عن جنح مثل مشاجرة أو سرقة، ولكن الأن تحولت إلى جرائم جنايات ما بين قتل ومخدرات وحيازة سلاح وكل ذلك يرجع إلى عدم شعورهم بذاتهم داخل المجتمع، وأيضا نتيجة الجهل وعدم الوعى الثقافى والدينى والسياسى والاجتماعى، فمعظمهم أن لم يكن غالبيتهم لا يعرفون ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، لذلك فكرت فى مشروع وهوعبارة عن «قراءة وشرح القرآن الكريم « للصم عن طريق علم التواصل الكلى المخصص للصم وضعاف السمع وكل ما أحتاجه ليخرج المشروع إلى النور هو أن تتبنى إحدى شركات الصوتيات «المرئية» المشروع وتقوم بتنفيذه وأيضا أن يتولى أحد علماء الأزهر مراجعة شرح القرآن الكريم. وتضيف: أناشد وزيرة الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتخصيص وقت لا يتعدى 15 دقيقة للصم وضعاف السمع يشاهدون فيه حلقات تليفزيونية تقدم لهم ولذويهم التوعية فى كافة المجالات، لأن ذلك سوف ينقذ كثيرين من الضياع ويساعد آخرين ليصلوا إلى مستوى أفضل، حيث إن ذوى الإعاقة أصبح ينظر إليهم نظرة دونية. وعن باقى مقترحاتهم تقول صباح: قمت بعمل فيديو تعليمى يضم مخارج حروف وكلمات للصم وضعاف السمع وتقدمت به إلى وزارة التربية والتعليم حتى يتم تنفيذه وتوزيعه على مختلف مدارس الصم فى أنحاء الجمهورية، ولكنه للأسف لا يزال فى أدراج الوزارة ولم يخرج إلى أرض الواقع، ولكنى أحاول تنفيذ مقترحاتى داخل مدرستى، حيث أعد دورات تدريبية لأولياء الأمور يتعرفون خلالها على الأسباب الوراثية والمرضية لإعاقة أطفالهم وكيفية التعامل معهم سيكولوجيا فى مراحل عمرهم المختلفة, وقد ساعدنى على تنفيذ ذلك حصولى على دورات تخاطب للصم وكذلك دورات إعداد سيناريو وإخراج برامج تعليمية، أيضا شاركت فى تطوير بعض مناهج الصم كما أن أول فصل رياض أطفال للصم افتتح على يدى. وفى نهاية حديثها تقول: أطالب وزير التربية والتعليم بتطوير حجرة السمعيات فى المدرسة التى أعمل فيها بالمهندسين حيث إنها لم يعد بها سوى سبورة ذكية أما جهاز قياس السمع فقد أصبح غير صالح للاستخدام وأتمنى أن تمدنا الوزارة بجهاز سمع جماعى ييسر على الطلاب العملية التعليمية.