الأسي يخيم علي منطقة الحمراء بأسيوط ورائحة الحزن تفوح في أنحاء القرية الصغيرة بعد أن أطاحت سيارة الشرطة بأحلام وآمال أربعة أزواج افترشوا سنوات العمر بالطموح والآمال في المستقبل تحبو داخلهم بالحياة داخل العش الهادئ وإنجاب الولد. ولم يدر بخلدهم أن سيارة سوف تقصف أعمارهم وتدهس أحلامهم وفي لمح البصر يكونون مجرد ذكري تبعث الألم والشقاء في قلوب أغلي الناس. الحادث أقسي من أن يوصف، وأصوات الصراخ والعويل تفزع الطير المحلق في السماء وتكاد تزهق الأرواح، فقد استيقظ الأهالي علي الخبر المشئوم فقد اختطف الموت الرهيب أربعة أزواج في عمر الزهور لم يمر علي زواجهم شهور وكانت بذور الأمل تنمو داخلهم بالسير في رحلة الحياة بحلوها ومرها. بدأت القصة عندما انتقل أحمد وزوجته مع صديقه عمرو للتدخل للصلح مع زوجته العروس التي تركت مسكن الزوجية وذهبت لأسرتها في قرية النواورة، إلا أنه لم يقو علي فراقها وقرر إعادتها لعشهما الهادئ فهي الزوجة والحبيبة، وكأنها كانت تنتظر عودته وتتمني رؤيته، وبمجرد أن وقع بصرها عليه تناست ماكان بينهما واستقلت معه سيارته بصحبة صديقه وزوجته العروس للفرار إلي عش الزوجية ولم يدر بخلدها أنهم جاءوا لاصطحابها إلي الموت، حيث خرجت عليهم سيارة تابعة للشرطة تسير في الطريق المعاكس فأطاحت بالسيارة التي تقل الأزواج الأربعة وتتناثر أشلاء أجسادهم في الهواء. «الأهرام» زارت تلك العائلة المكلومة والتقت الشقيق الوحيد لأحمد، وروي بنبرة حزينة اختلطت معها الدموع، كيف انتهت حياة شقيقه وزوجته، وأنه سقط علي الأرض من هول الفاجعة عندما شاهد جثه شقيقه وزوجته وصديقيهما داخل المشرحة. الحاجة فاطمة والدة أحمد، قالت «ابني كان ينوي القيام بعمرة، وأنا أتمني من الله أن يعينني علي أدائها بدلا منه، فأحمد ابني لم يرزقه الله بأولاد رغم أنه متزوج منذ 9 أعوام، وأطلب من الله أن يرزقني العمرة حتي أطمئن أنني نفذت رغبته». وتروي فاطمة وهي تصارع دموعها»ابني وزوجته كانا محبوبين من الصغير والكبير، فسيرتهما الحسنة علي كل لسان، فأهل المنطقة يعيشون جميعا وكأن ابنهم وزوجته قد ماتا». وأكد اللواء عادل زكي مدير إدارة مرور أسيوط أن سيارة شرطة كان يستقلها لواء وأمين شرطة ومجندان فى طريق عودتهم للمحافظة بأسيوط بعد تأمين اللجان الانتخابية أطاحت بسيارة المجنى عليهم أثناء سيرهم مما أسفر عن إصابة اللواء والمجندين ومقتل الأزواج الأربعة، وتباشر النيابة التحقيق.