مأساة حقيقية تعيشها قرية الخطابية في الشرقية بعد أن تحولت القرية إلي بحر كبير من مياه الصرف التي أحاطت بالمباني, وتسللت إلي المزارع, وأختلطت مع مياه الشرب. أهالي القرية يصرخون ويناشدون الدولة وضع قريتهم علي خريطة الصرف بعد أن تحولت إلي بؤرة للأوبئة والكوارث البيئية. وتعود مشكلة الصرف بالقرية التابعة لمركز أبو حماد إلي عدم ربطها بأي من المشروعات القريبة أو البعيدة للصرف الصحي, حيث يعتمد أبناء القرية منذ قديم الأزل علي طرق الصرف البدائية أو العشوائية عن طريق الخزانات والترنشات, ومع أرتفاع أعداد السكان والزيادة المطردة التي حولت القرية إلي بركة كبيرة من الصرف يعلوها المنازل التي يحيا, ويتحرك بينها الأهالي ينتظرون صبيحة وعشية كل يوم الخطر المحدق بهم. يؤكد سامح عبد الرحمن حطيبة موظف وعضو ائتلاف شباب الخير بالقرية, إن مشكلة الصرف بالقرية بمثابة كارثة تطارد وتحاصر أهلها من كل إتجاه, فالمياه الملوثة تحيط بالمنازل تحمل معها الموت, حيث ارتفعت نسبة الاصابة بالكبد في القرية بشكل كبير لدرجة أن10 أشخاص من أبنائها دون الثلاثين لقوا حتفهم في عام واحد بسبب المرض, بينما لايزال الكثيرون, وبينهم أطفال يعانون آلامه في أنتظار المصير المحتوم. ويستطرد محمد السيد حسنين باحث قانوني بالضرائب أنه مع تكرار عمليات الطفح كان الحل الوحيد هو دق المواسير علي أبعاد وأعماق بعيدة نسبيا لضمان عدم خروجها للسطح علي فترات متقاربة, لكن ما حدث كان أسوأ, حيث انفجرت المواسير بالداخل لتتسرب للمياه الجوفية مصدر الشرب للقرية وتختلط بمياهها التي سرعان ما تبدل طعمها, ولونها وتحول للعكارة والتلوث, وهو ما دعانا للعودة لمياه الترع لنتفادي شرب مياه الصرف!. كما كشف الشيخ أيمن عيسي قارئ من أبناء القرية عن مشكلة الزراعات التي تروي بمياه الصرف رغما عن الجميع, فعدم وجود ظهير صحراوي أو مساحات متاخمة للقرية يؤدي لتجمعها بمناطق الزراعات واحتباسها داخلها, حيث يصعب تصريفها, ومع الوقت تتسرب المياه الملوثة الي المزروعات التي تمتصها مما يؤدي لتلف معظمها فضلا عن تشبع الباقي بالملوثات والسموم. أما جميل سليمان الموظف بالوحدة المحلية, والذي أنهار منزله بعدما غرق في مياه الصرف, واضطر لاعادة بناء منزل جديد, وهو ما يهدد عددا كبيرا من أبناء القرية بعد إنهيار41 منزلا آخر, فيقول: أن الأهالي أصبحت تلجأ للبناء فوق سطح الأرض مباشرة بدون أساسات لأي أعمال للحفر من شأنها تفجير مياه الصرف, وخروجها من مكمنها لتغرق مساحات كبيرة من حولها, وفي ظل ضعف الامكانات, فالأمر لا يقتصر علي مجرد ساعات, وإنما قد يستغرق أيام تتوقف بها الحياة فضلا عن الروائح الكريهة التي تنبعث في أرجاء القرية.. المفارقة أن القرية تطل علي مصرف بحر البقر أحد أكبر المصارف في مصر, ومع ذلك, كما يؤكد الأهالي ليس له أي طائل سوي الروائح المنبعثة طوال الوقت منه, والناموس والحشرات التي تتجمع عليه وتحظي القرية بنصيب وافر منها. ويطالب الأهالي بضرورة الإسراع بوضع القرية علي خريطة الصرف ومنحها أولوية, لخدمة أهالي القرية والقري المجاورة وانقاذهم من الخطر المحقق, وإنهاء شكاوهم وعذابهم الدائم, خاصة أن التكلفة لن تكون كبيرة مع قرب المصرف, كما أكد عدد من الأهالي استعدادهم للمشاركة بالجهود الذاتية في عمل الوصلات الداخلية لمنازلهم.