ازدادت حمي أعداء الوطن، في الخارج والداخل علي السواء. لقد اسقطت ثورة يونيو أخطر مخطط كان يدبر لمصر، وهو مخطط تتكشف أبعاده يوما بعد يوم، حيث أنهت مخطط الشرق الأوسط الكبير وأنقذت مصر من سيناريو سوريا، وهى إحدي صفحات هذه المؤامرة الدنيئة، ناهيك عن التسجيلات التي ستعلنها الجهات المختصة، والتي تثبت ضلوع الجماعة الإرهابية في مخطط التفتيت والتقسيم.. أصابت الثورة الشعبية المبهرة بمساندة الجيش الوطني وانحيازه الي الشعب ،كل اللاعبين المجرمين والخونة، بارتباك رهيب ،لم يكن في الحسبان، تتواصل "الجهود "الآثمة، بكل السبل والوسائل التي بأيديهم القذرة.. انطلقت الوحوش من عُقالها ،وأخذت في بذر الموت والخراب والدمار في عدة أماكن بأرض المحروسة، باسماء ومسميات مختلفة ،تتستر جميعها باسم الاسلام ،والاسلام منها براء.. وبالتوازي مع هذه الجرائم التي انفردت بارتكابها جماعة الإخوان وانصارها وتابعوها، شنت الجهات المتربصة بمصر وبوحدتها، حملات مسعورة من التشكيك والأكاذيب ،مستهدفة كل مؤسسات الدولة التي كانوا يضمرون تقويضها جيشا وشرطة وقضاء وإعلاما وثقافة وحضارة، باختصار كل مقومات الهوية المصرية، التي استعصت عليهم، حمدا لله عز وجل. فبعد ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية، نزولا علي رغبة شعبية عارمة، نجد البعض يعارض ذلك بحجج متعددة، كلها واهية، فمن قائل إنه بذلك قد يُفسر بأن ثورة يونيو هي انقلاب عسكرى! وكأن العالم بأسره لم يشاهد ما بين خمس وثلاثين إلي أربعين مليون مواطن في ميادين وشوارع مصر ،من أقصاها إلي أقصاها، يطالبون برحيل جماعة استباحت الوطن بالسعي إلي أخونته ومحو هويته، وتوزيعه علي الأهل والعشيرة والتآمر ضد وحدة أراضيه مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكأنه كان علي الجيش أن يقف متفرجا، بدلا من انتزاع الوطن من براثن من ارادوا به شرا. ويمعن هؤلاء في غيهم باستخدام التعبير الخسيس بوصف جيشنا ب"العسكر" وكأن قواتنا المسلحة قد أجرمت بانقاذ مصر بصون وحدتها،شعبا وأرضا.. واستخفافا بعقولنا، يتصنع هؤلاء، "حبا مفرطا "، للسيسي، بالاصرار علي إبعاده على الموقع الرئاسي، لتجنيبه الانتقادات التي يتعرض لها عادة رأس البلاد، وذرائع أخري، علي غرار "انتخاب "رئيس مدني ،حتي لو كان فاشلا أو غير أمين علي الوطن ،كما دللت تجربتنا المريرة مع مندوب مكتب إرشاد الإخوان الدكتور محمد مرسي، وكأن الجنرال شارل ديجول، مثلا، الذي قاد المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي وتولي رئاسة الجمهورية فنهض بفرنسا الي مصاف الدول الكبري ،لم يكن عسكريا، وكأن الجنرال ايزنهاور الذي ترأس الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية، لم يكن عسكريا، وكأن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي أرسي قواعد العدالة الاجتماعية وشيد صروحا صناعية شامخة وأمم القناة وخاض بشعبه، ببسالة أسطورية، معارك بطولية كان ابرزها بناء السد العالي، لم يكن عسكريا. والسيسي هو الذي قال بثقة وايمان بشعب مصر "إن الإرادة المصرية، لا تعلو عليها إرادة أخري" وفي ذهنه بالتأكيد، "إن من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره، والتقطت الجماهير الكلمات التي تاقت الي سماعها ،بعد عقود من التبعية المرهقة التي قزمت الدور والمكان والمكانة. خرجنا من نفق كابوس ثقيل ومن ثم لم نعد نريد ان يسجننا أحد في قوالب ،سابقة التجهيز، ، فالديمقراطية الحقة ،تعني حكم الأغلبية، دون تدخل من أحد أو وصاية علي اختيارات الشعب، الذي هو اكثر حكمة وبصيرة من كل من ينصبون أنفسهم "حكماء".. الديموقراطية هي ان ينزل الي ساحة المنافسة كل من يتوسم في نفسه صلاحيته للرئاسة، ففي هذا إثراء أكيد للتجربة الديموقراطية الوليدة ، شرط عدم اللجوء الي أسلحة كريهة، من عينة رشوة المعووزين بالكرتونة اللعينة، أو بالتضليل الديني بتوزيع مفاتيح الجنة وامتلاك مفاتيح النار، أو تلفيق الآكاذيب لتشويه الشرفاء.لقد سقطت أقنعة كثيرة ويواصل الشعب العظيم إسقاط المزيد منها بحيث يستكمل مسيرته ويحقيق حلمه في مصر البهية، المتسامحة، التي يحتمي بصدرها الحنون الدافئ ، كل ابنائها ،لا تلفظ منهم إلا من يتخد الإرهاب والقهر منهجا وطريقا .. يقيني أن شعب مصر قد عرف السبيل الي غٍد يحقق "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية"، بالعمل، بعرق الجبين ،بالبناء بالتعليم والبحث العلمي والقضاء علي الأمراض المستعصية، التي عصفت بالملايين من أبنائه، بفتح آفاق العمل الشريف لشبابه النبيل، الواعي، الذي عاني الآمرين من التجاهل والتهميش، والذي كان وقود ثورتي يناير ويونيو، فبذلك وحده ستصبح أم الدنيا ، بإذن الله قد الدنيا.