حسناً فعل الفريق عبدالفتاح السيسي بمواقفه الأخيرة التي بفضلها أنقذ البلاد من حرب أهلية وضياع ودمار مصر إلي الأبد، إن المعركة ليست محصورة فقط في إطار الإخوان المسلمين، وقد ظهرت حقيقة قوتهم وسريرة نفوسهم وكنا نظن أن توجههم الإسلامي وتنظيمهم السري سيعطيهم القدرة علي السيطرة، هل هذا هو البعبع الذين كانوا يخيفوننا به وصدقناهم؟!.. ولكن الشعب المصري استطاع بعون الله أن يبعث العملاق الكامن بداخله وأن يخرج من القمقم في لحظات تاريخية ليثبت للعالم أن مصر هي ما زالت أم الدنيا وهي المعلم الأول والأخير الذي علم أمريكا وأوروبا مبادئ الديمقراطية كيف يثور الشعب سامياً، كنت أظن أن أعجوبتين من عجائب العالم السبع تقعان في مصر الأهرام والمنارة، ولكن اليوم يحقق الشعب ثلاث معجزات بثوراته الثلاثة 30/6 و3/7 و26/7 ليزلزل المخطط الدولي تحت رئاسة أمريكا بوجهها القبيح وأوروبا المغرضة الخائنة خاصة ألمانيا من المارد الصاعد الأتراك، ويعود شعب مصر يتربع علي عرشها. عادت الروح إلي الجسد واستيقظ الوعي الوطني لقد جاءت جيوش وأمم طامعة في خيرات مصر وذهبت أدراج الرياح في مزبلة التاريخ وبقيت مصر وبقي شعب مصر صارخاً في وجه أمريكا: لن تشترينا بمساعداتك أو بطياراتك، أما أنت يا أيها الحالم بعودة الخلافة العباسية اعرف حدودك، أما بالنسبة للدول الأفريقية الشقيقة مصر درة قاراتكم ومدخلكم إلي العالم الشمالي فلنتعاون ونجعل من أفريقيا النجم الساطع القادم. إن قوتنا في السيطرة علي قوتنا فلنزرع مع كل حبة رمل حبة قمح أو ذرة، عظمتنا في جيشنا فلننزع التسليح ثم نصنعه، لا أحزاب دينية أو عرقية أو طائفية بعد اليوم فمصر لكل المصريين «وخلقنا من الماء كل شيء حي» فإذا أردنا الحياة حافظنا علي كل نقطة من ماء النهر وتدفق مياهه في يسر وأمان، لا لدستور الإخوان نريد دستوراً يليق بمصر ولكل المصريين نعيد حساباتنا الدولية علي أساس الندية في إطار الإنسانية الكونية، فلا صديق أو عدو ولكن مصالح متبادلة، التعليم والصحة فالعقل السليم في الجسم السليم، شعار الدين للدولة والوطن للجميع هو روح دستورنا الجديد، الطاقة هي مفتاح النجاح والله قد رزق مصر بأكبر آبار العالم في الطاقة التي يمكن استخراجها من الشمس والرياح، آبار لن تنضب علي الإطلاق، لنعلم الشعب كيف يصطاد السمكة ولا نمن به عليه وأن الإيمان في القلوب وليس بالتظاهر، فالعلاقة بين الخالق والمخلوق رأسية وليست أفقية. وأخيراً أقول رب ضارة نافعة، ففي خلال الأعوام القليلة الماضية عشنا وقاسينا فيها الكثير ولكن تعلمنا الأكثر، تعلمنا أن قوتنا في وحدتنا، في وطنيتنا في حبنا لبعض، فلن تكون هناك قوة داخلية أو خارجية تحكمنا بعد اليوم، وعاشت مصر ماسكة بميزان العدالة بيمينها والحفاظ علي مؤسسات الدولة بيسارها واضعة الشعب وجيشة وأمنه فوق رأسها. عضو الهيئة العليا