يتحدث الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في كتابه محمد رسول الله كأنك تراه عن السيرة النبوية بهدف تذكرة واعلام الأنام بموجز أحداث وأحكام سيرة خير الأنام سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وآله وصحبه ومن تبع هداه, فمعالم السيرة النبوية يجب أن تكون مذكورة لا مهجورة, لأن من الملاحظ أن قوي المغالاة سواء من بعض المسلمين أو من غيرهم لا تفقه المعالم بموضوعية لهذا فرط من فرط عنادا واستكبارا, أو جهلا, تعاميا أو تغابيا لهذا كان هذا الكتاب للتذكرة بالمعالم والأحكام الفقهية والأوصاف الحسية والمعنوية. ويتناول الفصل الأول من الكتاب النسب الشريف للرسول صلي الله عليه وسلم, ابن عبد الله( الذي افتداه أبوه بمائة من الإبل ثم تزوج من آمنة بنت وهب عليها السلام وكانت أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا, ثم بعثه أبوه في تجارة فمات ودفن في يثرب عن خمسة وعشرين عاما والرسول صلي الله عليه وسلم حمل في بطن أمه), بن عبد المطلب( اسمه شيبه نشأ في كنف أخواله في يثرب, أعاد حفر بئر زمزم, قابل أبرهة في واقعة الفيل, وتوفي وللرسول صلي الله عليه وسلم ثماني سنوات), بن هاشم( اسمه عمرو ولقبه هاشم لأنه كان يهشم الخبز لقومه بمكة, أول من سن رحلتي الشتاء والصيف. وتحدث الكاتب أيضا عن مولد الرسول صلي الله عليه وسلم والأربعون عاما التي قضاها قبل النبوة, فيقول ولد صلي الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة صبيحة يوم الاثنين التاسع( علي الأرجح) من شهر ربيع الأول بعد واقعة الفيل بخمسين يوما(20ابريل571م) والذي سماه هو جده عبد المطلب واسترضعته حليمة السعدية من بني سعد بن بكر, وعند بلوغه ست سنوات ماتت أمه فنشأ يتيما في كنف جده عبد المطلب حتي بلغ الثامنة فمات جده فتولي أمره عمه أبو طالب, وكان عمله في رعاية الغنم, وكان لا يشرب الخمر ولا يحضر للأوثان عيدا, وكان يطلق عليه قومه الأمين لخصاله الطيبة, وفي سن الخامسة والعشرين تزوج صلي الله عليه سلم من السيدة خديجة بنت خويلد, وأنجب منها القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم, ولما بلغ الرسول الخامسة والثلاثين أعادت قريش بناء الكعبة وتراضت بحكمه في وضع الحجر الأسود في مكانه, أما عن النبوة والرسالة, فكان أول ما بدأ به الرسول صلي الله عليه وسلم من النبوة كانت الرؤيا الصادقة وحبب إليه الله تعالي الخلوة فكان يجاور شهر رمضان كل سنة في غار حراء. حتي بلغ أربعين سنة نزل عليه جبريل عليه السلام في الأغلب ليلة الاثنين21 رمضان(10 أغسطس610م). وأول من أسلم السيدة خديجة ثم أسلم مولاه زيد بن حارثة وابن عمه علي بن أبي طالب وصديقه أبو بكر الصديق. ويتناول الفصل الثاني من الكتاب أوصاف الرسول صلي الله عليه وسلم في صحيح الروايات المعتمدة, فعن جماله يقول أبو اسحاق قال:( سنل البراء أكان وجه النبي صلي الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر), ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه:( كان الرسول أبيض وبياضه إلي السمرة), وعن ابن أبي هالة رضي الله عنه:( كان الرسول عظيم الهامة), عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:( كان في وجه الرسول صلي الله عليه وسلم تدوير), وقال أيضا( كان عظيم العينين هدب الأشفار مشرب العينين بحمرة).