إهانة الطفل سواء بالضرب أو التوبيخ أو الشتائم تدفعه إلي العناد وتعمد فعل ما يرفضه الكبار، كما أن هذا السلوك في حق الطفل من الأمور المرفوضة علي المستوي الأخلاقي والتربوي في كل العلوم النفسية والاجتماعية، والبديل كما يقول د.حسين زهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة هو استخدام أساليب أخري لتوجيه الطفل ومن أهمها القدوة السليمة كأسلوب أمثل لتعديل السلوك الذي أصبح علما قائما بذاته، ويمكن الوصول إلي تعديل السلوك بالتفاهم بشكل جيد والتواصل مع الطفل، وعندئذ يصبح الابن أكثر تفهما للتعليمات الصحيحة التي يريد الأبوان بثها في سلوكياته. ويضيف مؤكداأن العقاب البدني واللفظي مرفوض تماما لأنه يحدث أثرا عكسيا، فالعناد صفة معروفة عن الطفل، فإذا أهين بالضرب أو التوبيخ فإنه يفعل الضد، والبديل هو إفهامه أن هذا سلوك خاطئ، لأنه إذا تربى على العقاب البدنى فسيصبح عندما يكبر إنسانا غير سوى نفسيا. " العقاب أسلوب لا يحبه الأطفال- رغم إننا نضطر للجوء إليه لتقويم سلوك الأبناء وهو أسلوب غير مرفوض- إذا تم استخدامه بشكل صحيح، وتناسبت العقوبة مع المرحلة العمرية والخطأ الذى تم ارتكابه".....هذا الرأي غير الرافض لعقاب الطفل يأتي علي لسان د.محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة عين شمس وعميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها موضحا إنه من الممكن أن يتم العقاب بعدة أشكال منها الحرمان أو التوبيخ، فالتهديد أو الترغيب ببعض الكلمات مثل "أنا بحبك لما تسمع الكلام"، ويزداد العقاب إذا تكرر خطأ الطفل. ويقول أنه من الممكن أن يكون العقاب عاديا فى نظر المعاقب وشديدا من وجهة نظر الطفل، مثل الحرمان من شئ يحبه كقطعه من الشيكولاتة، أو الذهاب إلي النادي أو مشاهدة برنامج محبب له، مع الأخذ في الاعتبار أنه كلما قلت المرحلة العمرية للطفل كان العقاب بسيطا ومفهوما له، ومن الأمور المهمة أن تكون لغة المعاقب بكلمات سهلة من اللغة العربية ليعيره كل الاهتمام، وأن يفهم أنها تعبر عن وسيلة العقاب. ويشير د.سمير إلي أهمية أن يعرف الطفل أنه أخطأ في شئ ما، ويفضل ألا يتم العقاب من أول مرة وأن يستبدل به كلمات مثل " هسامحك المرة دي عشان عملت كذا وكذا ...، مع مراعاة أنه لابد من تعريفه أن ما فعله خطأ، علما بأن الطفل يحب التقليد فنقول " فلان ابن فلان عندما غلط عاقبه والده "، وهذه وسيلة عقاب غير مباشرة. أما فى المدرسة فيجب الانتباه إلى أن العقاب يجب أن يكون صارما لأنه إذا أراد طالب رؤية صديقه بالخارج، فوسيلة العقاب هنا بطرده خارج الفصل تتحول إلي إثابة للطفل.وننصح بمكافأة الطفل عن الأعمال الإيجابية التى يقوم بها .