إلي أي مدي ستتأثر أسعار تذاكر السفر بعد (ضريبة الكربون) الجديدة التي فرضتها أوروبا من خلال الاتفاقية الأوروبية لتجارة الانبعاثات الكربونية, والتي بدأ تطبيقها بداية العام الحالي علي شركات الطيران العالمية التي تهبط بالمطارات الأوروبية. .. وهل تستمر أوروبا في تطبيق برنامجها في ظل المعارضة الدولية الشديدة والرافضة لها؟. طرحنا الأسبوع الماضي تفاصيل الاتفاقية الأوروبية, ونستكمل في هذا العدد رأي خبراء الطيران والموقف الدولي منه.. بداية يؤكد الخبراء أن تطبيق هذا البرنامج سيؤدي إلي زيادة أسعار تذاكر السفر بنسب متفاوتة علي كل شركات الطيران التي تعمل لأوروبا, وسيتحمل الراكب هذه الزيادة بعد البدء في تحصيل ضريبة الكربون الجديدة, والتي من المقرر, كما يقول الأوروبيون أن يتم تطبيقها تدريجيا حيث (ستعفي) شركات الطيران من الضريبة علي نسبة 58% من انبعاثات الكربون عن رحلاتها خلال العام الحالي, ولكن في الوقت نفسه فإن النسبة الباقية وهي 42% من الانبعاثات هذا العام ستخضع للضريبة الجديدة, ولكن سيتم تحصيلها العام المقبل! ولكن ماذا عن الموقف الدولي ومجتمع الطيران العالمي؟... العديد من دول العالم أبدت معارضة شديدة لهذا البرنامج فقد هددت الولاياتالمتحدةالأمريكية باتخاذ إجراءات تجارية (انتقامية) ضد دول الاتحاد الأوروبي ما لم (تتراجع) المفوضية الأوروبية عن خطتها الهادفة إلي البدء في تغريم أية شركة طيران تحلق في سماء الاتحاد الأوروبي تتجاوز حصتها (المجانية) من الانبعاثات الكربونية, بل وتسعي أمريكا إلي (عدم إدراج) شركات الطيران الأمريكية ضمن اتفاقية تجارة الانبعاثات الأوروبية معتبره أنها تفتقر إلي العدالة وتعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي, بينما أعلن أتحاد شركات النقل الجوي الصيني أن أربع شركات طيران كبري صينية تابعة له( لن تدفع) الضريبة الكربونية الجديدة التي فرضتها أوروبا علي رحلات شركات الطيران التي تهبط بالمطارات الأوروبية, وأنها بصدد رفع دعوي قضائية لمنع تطبيقها علي الشركات الصينية إلي جانب معارضة روسيا واليابان والهند. الموقف العربي أيضا (رافض) لهذه الاتفاقية, حيث دعا الاتحاد العربي للنقل الجوي (الاكو) والهيئة العربية للطيران إلي ضرورة وجود (خطة عالمية) من خلال المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاد) لمعالجة قضية الانبعاثات, وليس إيجاد حلول (إقليمية) تؤدي إلي تعقيد المشكلة خبراء الطيران العربي أكدوا أن شركات الطيران العربية ستتحمل نحو 200 مليون دولار (العام الأول) بعد تطبيق هذه الضريبة الأمر الذي يلقي عبئا إضافيا علي الشركات العربية, وحرصا من (الاكو) علي الحد من تكاليف هذه( الضريبة الأوروبية) الجديدة علي الطيران العربي في المستقبل تعاونت 11 شركة طيران عربية بالتنسيق مع شركة( سيتا) لمعلومات الطيران من خلال برنامج يسمي (إدارة انبعاثات الطائرات) لخفض التكاليف علي رحلات هذه الشركات إلي أوروبا أما الأتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) الذي يضم في عضوية 190 شركة طيران عالمية فقد أعرب علي لسان مديره العام توني تايلر عن (خيبة أمله) من القرار الأوروبي بتطبيق تجارة الانبعاثات باعتباره يؤثر علي تماسك مجتمع الطيران المدني. المعطيات السابقة تشير إلي أن هذه الضريبة الأوروبية يمكن أن تؤدي إلي صراع تجاري دولي قد يحتل حيزا كبيرا في الحوار السياسي الاقتصادي العالمي في المرحلة المقبلة.. ولما لا فصناعة الطيران تمثل أحد العناصر الرئيسية للاقتصاد العالمي, حيث تسهم فيه بما قيمته3,5 تريليون دولار سنويا.. فهل تستمر أوروبا في خطتها الحالية, وتزيد معها أسعار تذاكر الطيران أم تعدل هذه الخطة أستجابة للضغوط الدولية... هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة!.